مثّلت كابوسًا مرعبًا لن ينساه

لاعب تونسي يروي لحظات عاشها خلال زلزال تركيا

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ١:٢١ صباحاً
لاعب تونسي يروي لحظات عاشها خلال زلزال تركيا
المواطن - فريق التحرير

لم يكن الشاب التونسي لاعب كرة القدم رامي مصدق، يتوقع لوهلة أن يشهد سفره إلى تركيا لخوض مسيرة كروية طموحة، لحظات مثّلت كابوسًا مرعبًا له لن ينساه.

لحظات الزلزال المدمر

وعاش رامي لحظات الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق عدة من تركيا وسوريا من بينها مدينة هاتاي التي يوجد بها فريق كرة القدم “هاتاي سبور” المنافس الدوري التركي الممتاز والذي ينتمي إليه اللاعب التونسي، وفقًا لسكاي نيوز عربية.

وفجر السبت، حوالي الثالثة فجر اختلطت مشاعر الفرحة والطمأنينة لدى رامي مصدق وهو ينزل من مدرج الطائرة التابعة للخطوط التونسية عند وصولها إلى مطار قرطاج، قادمة من إسطنبول وعلى متنها عدد من التونسيين الذين عاشوا أيامًا عصيبة، بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 31 ألفًا في تركيا، فضلًا عن إصابة عشرات الآلاف بجروح متفاوتة الخطورة.

وكان اللاعب التونسي المحترف في نادي “هاتاي سبور” واحدًا من الناجين من الزلزال، وذلك بعد أن عاش مغامرة محفوفة بالمخاطر إثر الهزة الأرضية التي حولت المنزل الذي كان يقيم به إلى ركام.

قصة نجاة

ويروي رامي مصدق قصة نجاته من الموت قائلًا: “في البداية أحمد الله وأشكره بأن كتب لي حياة جديدة وأنقذني من موت محقق، بعد أن هوى المبنى الذي كنت أقيم به تمامًا على الأرض بعد نحو دقائق معدودة من خروجي لقضاء شأن ما، شاهدت بأم عيني الجدران تتهاوي والمنزل ينهار ليتحول في لحظات إلى ركام من الحجارة، فيما كان من بقوا داخله يصيحون ويطلبون النجدة دون جدوى”.

ويقول اللاعب التونسي البالغ من العمر 21 عامًا، في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية”: “لا أصدق أني نجوت من الموت بأعجوبة بعد أن رأيت مشاهد مروعة ومهولة، الحمد لله على كل شيء، حتى الآن ما زلت أشعر بوقع الزلزال وأنهض مذعورًا أحيانًا لأن الأمر فعلًا لا يصدق من هول الهزة العنيفة التي حدثت بعد خروجي من البيت الذي كنت أقيم به منذ شهر يناير الماضي”.

وبشأن سفره إلى مدينة هاتاي التركية لبدء تجربة كروية احترافية جديدة مطلع 2023، كشف مصدق في حديثه: “مثل كل اللاعبين الشبان في فريقي كان طموحي كبيرًا في خوض هذه التجربة الخارجية، وتطوير مستواي الكروي، وبعد سلسلة من الاختبارات مع إحدى الأكاديميات الرياضية في إسطنبول، انتقلت إلى نادي هاتاي سبور في أواخر يناير لتوقيع العقد والالتحاق بفريقي الجديد، الذي وفر لي الإقامة في أحد المنازل الصغيرة بالمدينة في انتظار تسوية بعض الإجراءات، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان”.

يوم حدوث الزلزال

ولعب رامي مصدق ضمن بفريق الشباب في نادي واحة قبلي مسقط رأسه قبل السفر إلى تركيا عبر اتفاق مع أحد وكلاء اللاعبين، وكان من المزمع أن تبدأ مسيرته مع ناديه في الأسبوع الأول من شهر فبراير الحالي.

ويروي اللاعب التونسي اللحظات العصيبة التي عاشها حيث قال: “يوم حدوث الزلزال، كنت داخل المنزل الذي يوجد به تقريبًا 22 مقيمًا في ذلك الوقت المبكر من الصباح، خرجت من المبني مع أحد زملائي بالفريق وهو لاعب تركي، وبعد دقائق كنا نشاهد المبني ينهار بالكامل، لم أفكر في تلك اللحظة إلا في العناية الإلهية خصوصًا أني علمت فيما بعد بأن 17 شخصًا كانوا داخل المنزل قد قضوا”.

وتابع مصدق: “لم أخلد للنوم لأكثر من يومين، قضيتها في الشارع في الظلام وفي البرد الشديد، ولجأت إلى الجبال للمكوث فيها خوفًا من سقوط البنايات القريبة”.

بعد 3 أيام

وتمكن رامي مصدق بمساعدة صديقه التركي من الخروج من المدينة، بعد 3 أيام من الزلزال قضاها في الشارع أو في جبل قريب من المنطقة بحسب قوله.

وأكد أنه اتصل بوالدته بعد يومين من الزلزال تقريبا، والتي لم تصدق أنه على قيد الحياة خصوصًا بعد فقدان الاتصال به.

وبخصوص مستقبله الكروي، أكد رامي مصدق أنه على تواصل مع أحد أصدقائه وزملائه الجدد في تركيا، لكنه لا يعلم ما إذا كان سيجدد العقد مع نادي هاتاي سبور أم لا، خصوصًا أنه ما يزال يذكر لحظات الخوف وهول المخاطر بعد الزلزال، مضيفًا أن هاتاي بدوره أعلن عن انسحابه من الدوري التركي بعد تضرر الملاعب والمنشآت الرياضية وغيرها في المدينة بأكملها.

إقرأ المزيد