الناقة الزرقاء.. أعدادها قليلة وطباعها نادرة وألوانها كدخان الرمث رياح شديدة على الشمالية حتى السادسة مساء عبدالعزيز بن سلمان يشترط صرف راتبين مكافأة للعاملين بمصنعي الفنار والجهاز لحضور الافتتاح 4 خدمات إلكترونية جديدة لـ الأحوال في أبشر منها شهادة ميلاد بدل تالف محمية الملك سلمان تدشّن مخيم الطويل وسط التشكيلات الجبلية تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. تدشين 15 خدمة جديدة في أبشر بملتقى التحول الرقمي الأظافر الصناعية قد تؤدي إلى إصابة بكتيرية أو فطرية موعد صرف المنفعة التقاعدية الأمن العام: احذروا التصريحات المنسوبة إلى مسؤولين بشأن الفوركس وظائف شاغرة لدى متاجر الرقيب في 6 مدن
بثّت في صدور أبناء الوطن، الحماس والشجاعة، وشحذت هممهم ليتحدوا صفًا واحدًا في سبيل توحيد البلاد، “نخوة العوجا” .. نخوة الدولة السعودية، التي لا زالت تردد إلى يومنا هذا، لقيمتها الأخلاقية والاجتماعية، وأصبحت عنصراً أصيلاً في أهازيج الوطن.
وعُرفت “النخوة” بأنها ذلك النداء المرتبط بمجتمع أو دولة ليبث في أهلها الحماسة والفخر، فيما يقصد بـ “العوجا”، الدرعية التي تقع على امتداد وادي َحنيفة بطبيعته المتعرجة -.
يقول أحد الشعراء: “حنا أهل العوجا وحنا اللي نرد الضديـد والطايلة يحظى بها من عز طاروقها”.
وهنا يتأهب الجنود للقاء العدو وتبدأ مسيرة التهيئة التي تسبق المعركة لكي يدب الرعب في نفوس الأعداء عبر “العرضة السعودية”؛ بإظهار الكثرة العددية أمامهم وتخويفهم بأصوات قرع الطبول، وشحذ الحماسة والبسالة للمقاتلين، ورفع الروح المعنوية لديهم بترديد القصائد الحماسية.
قديمًا في عام 1178هــ (1765 م) فـي عهـد الإمـام محمـد بـن سـعود – رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى، فـي أثنـاء هجـوم عريعـر بـن دجيـن – زعيـم الأحسـاء، ومعـه دهـام بـن دواس – أميـر الريـاض علـى الدرعيـة، واشـتداد الأمـر علـى قـوات الدولـة السـعودية، الذيـن أحسـنوا البـلاء فـي الصمـود والتصـدي، وعـزم الأميـر عبدالعزيـز بـن محمـد بن سـعود علـى رفـع معنويـات الفرسـان المقاتليـن، فأمـر فـي آخـر مطلـع النهـار بإقامـة العرضـة خـارج السـور، فأثـار ذلـك روح الحماسـة والشـجاعة فـي نفـوس المقاتلين، فُقلبـت بذلك موازين القتال، وأصبـح النصر حليفـاً لهم وألحقـوا بالمعتديـن شـر هزيمـة.
و “للعرضـة” تأثيـر فعـال فـي إثـارة روح الحماسـة والشـجاعة فـي نفـوس الفرسـان المقاتليـن، فكانـت تقـام قبـل التوجـه إلـى سـاحة المعركـة فـي نقطـة تجمـع يلتقـي فيهـا المقاتلـون مـع قائدهـم الـذي يسـتعرض جنـده؛ ليتفقدهم ويتأكـد مـن جاهزيتهـم لخـوض غمـار المعركـة، وليبعـث فيهـم روح الاعتـزاز والحميـة، وتقـام بعـد ذلـك العرضـة فـي صفـوف ذات أداء مهيـب متـزن يثيـر العزائـم ويحيـي مشـاعر الشـجاعة والتفانـي فـي نفـوس المقاتليـن، كمـا كان لهـا حضـور بعـد عـودة المقاتليـن منتصريـن، فتقـام مـن أجلهـم العرضـة احتفـالاً واعتـزازاً بنصرهـم.
و “العرضـة” فـي الأصـل مـا هـي إلا “رقصـة حربيـة” تُثيـر عزائـم المقاتليـن، وهـي صـورة مـن صـور التلاحـم بيـن القائـد وشـعبه، يؤديهـا الفرسـان أمامـه مظهريـن بذلـك حبهـم لأرضهـم، ومـدى انتمائهـم واعتزازهـم بهـا ووفائهـم وإخلاصهـم لقائدهـم، حيـث تضمنـت العرضـة القصائـد البطوليـة التـي تعـرض أمجـاد القـادة وإنجازاتهـم، وتضحيـات الآبـاء وبطولاتهـم واستبسـالهم للدفـاع عـن أراضيهـم والتغنـي بالانتصـارات.
وكان الفـارس يشـارك فـي أداء عرضـة الخيـل؛ مـن خـلال عرضـه علـى صهـوات الجيـاد، وتسـمى “بالحـدوة” ويعـود اسـمها فـي الأصـل إلـى حـداء الخيـل، حيـث ينفـرد الفـارس فـي بـدء تلـك العرضـة، وهـو يحـدو علـى صهـوة جـواده؛ بهـدف تعريـف نفسـه، متجاذبـاً الأصـوات مـع الفرسـان الآخريـن بفخـر وحماسـة، ويطلـق عليـه “الحـادي” ثـم ينضـم بعـد ذلـك إلـى صفـوف العرضـة ويشـاركهم وهـو علـى صهـوة جـواده.
وتسـتهل العرضـة، “بالحوربـة” وهـو النـداء لبـدء العرضـة، ويطلـق عليهـا كذلـك “البيشـنة” أو “الشـوباش” حيـث ينـادي أحـد مـؤدي العرضـة (يطلـق عليـه المحـورب) بصـوت مرتفـع، ويكـون محمـولاً علـى أكتـاف الرجـال، ليصـل مـدى صوتـه مسـامع الجميـع، مسترسلاً ببيـت أو بيتيـن، ولا تزيـد علـى ثلاثـة أبيـات مـن الشـعر الحماسـي، يسـتحثهم فيها علـى الحضـور، وبدء العرضـة.
وبمجـرد سـماع الحـوراب وارتفـاع النـداء معلنـاً بـدء العرضـة، يبـدأ المشـاركون فـي العرضـة بتنظيـم الصفـوف مشـكلين صفيـن متقابليـن، ويكـون متوسـط عددهـم مـن 40 إلـى 50 عارضاً، ويكـون الصـف متزنـاً لا يسـوده أي خلـل، متماسـكين بأيـدي بعضهـم بعضـاً، ويقومـون “بالنز” وهـو التمايـل والاهتـزاز يمينـاً وشـمالاً، ويسـتمرون إلـى حيـن نـزول المحـورب وإلقائـه الشـطر الأول مـن البيـت، ومـن ثـم يـردده الصـف الـذي مـن خلفـه بالتنـاوب مـع الصـف الآخـر، ثـم يلقـي الشـطر الثانـي مـن البيـت ويـردد كل صـف البيـت الشـعري ترديـداً جماعيـاً موحـداً وتسـتمر هكـذا علـى النسـق نفسـه، ومـن ثـم يبـدأ قـرع الطبـول وتتراقـص الصفـوف بثنـي الركـب يمينـاً وشـمالاً حامليـن فـي أيديهـم السـيوف متمايليـن بهـا. وحينمـا يُسـمع بيـت يتضمـن الفخـر والحماسـة يرفـع أصحـاب الصـف سـيوفهم أعلـى مـن مسـتوى الـرأس مصحوبـاً ذلـك برفـع الصـوت إلـى أقصـى مـا يمكـن، وتـارة يضعـون السـيوف علـى أكتافهـم، ويجـري ذلـك وفـق اتسـاق جماعي تام فيمـا بينهـم، ومن أشهر قصائد العرضة السعودية هذه الأبيات التي لازالت تُغنى حتى اليوم:-
مني عليكم يا هل العوجا سلام واختص أبو تركي عمى عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام ياحامـــِـي الوَندَات يا ريف الغَريب
اضرب على الكايد ولاتَسمع كلام العز بالقَلطاَت والرَّاي الصّليب
لو إن طِعِت الشور يا الحِرِ القَطَام ما كان حِشت الدار وَاشقِيت الحَرِيب