مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
قال الكاتب والإعلامي محمد الساعد، إن الولايات المتحدة الأمريكية، قررت تحويل مصنع العالم إلى الهند على حساب الصين.
وأضاف الساعد، في مقال له بصحيفة عكاظ بعنوان “الهند.. من التاج البريطاني لدرة التاج الأمريكي!”، وكثير من الصناعات الدقيقة والاستثمارات الضخمة في طريقها للهند، يساعد في ذلك تنامي عدد السكان الهنود، وارتفاع الإنتاج، ونمو اقتصادي هو الأول في العالم.
وتابع الكاتب “تداولت الصحف الغربية قبل أسابيع، خبر تفوق الهند لأول مرة في تاريخها على الصين في عدد السكان، جاء ذلك في ظل تراجع غير متوقع في عدد المواليد الصينيين الجدد، لتصبح الهند البلد الأكثر سكاناً في العالم، إذ يعيش حالياً حوالى 1.417 مليار شخص في الهند، مقارنة بـ1.411 مليار يعيشون في الصين”.
وأضاف “الخبر ليس خبراً عارضاً في الجغرافيا، إنه رقم له ما بعده سياسياً واقتصادياً وأمنياً في الخمسين سنة القادمة، ليس على الهند فقط، بل على العالم أجمع”.
فقد استطاعت الصين، خلال العقود الماضية، تحويل عبء ارتفاع عدد السكان إلى ميزة وقوة اقتصادية في ظل نقص الأيدي العاملة الماهرة في كثير من الدول، لتنتقل الصين بسبب ذلك من دولة هامشية إلى مصنع العالم.
السؤال الكبير: لماذا قرر الغرب التحول عن الصين باتجاه الهند وليس لدولة أخرى، وكيف وجد فيها بديلاً آمناً؟
لمحاولة مقاربة الإجابة، دعونا نبدأ من أول حكاية علاقة الغرب مع الهند قبل ما يقارب المئتي عام.
وتابع الكاتب “بدأ الاستعمار البريطاني في شبه الجزيرة الهندية عام 1858م، لكن معظم الأراضي الهندية بقيت تحت حكم ولايات أميرية مستقلة اسمياً، وقعوا معاهدات مع بريطانيا بشأن الوصاية، لكن الأمر تطور مع السنين لتصبح الهند تحت السيطرة البريطانية، وأضحت درة التاج البريطاني والدجاجة التي تلد الذهب والثروات للهند، حتى استقلت عام 1947م، خلال تلك الفترة أنشأت بريطانيا «شركة الهند الشرقية» لتكون ذراعها الاستثمارية والتجارية وسلطاتها المالية العظمى، ليس في الهند فحسب بل في النصف الشرقي من العالم، والتي أضحت مصدر الأموال والنفوذ الإنجليزي، وبهذا تحولت هذه الشركة من مشروع تجاري إلى مؤسسة سياسية وأمنية واقتصادية تحكم جميع الولايات الهندية، وكذلك مستعمرات التاج البريطاني في المنطقة وذلك بدعم سياسي وعسكري من حكومة لندن”.
وأضاف الساعد “اليوم تتسارع التحولات الكبرى في العالم، والصراع الصيني الأمريكي وصل إلى ذروته، وأمريكا التي تبنّت الصين وحولتها لقوة اقتصادية قبل خمسة عقود، في مواجهة الدب السوفيتي، وجدت نفسها في منافسة مع من ربتها، بل لقد كبر التنين الصيني حتى كاد أن يبتلع «الكاو بوي» الأمريكي، لذلك سارعت واشنطن لإسقاط من صنعت مجدها ذات يوم وتستبدلها بالهند”.
وواصل الكاتب بقوله “بالتأكيد الصين لن تنهار، وستبقى قوة اقتصادية كبيرة، لكنها لن تكون الصين التي عرفناها منفردة بصناعة العالم، بل ستجد بكين على أطرافها الهند الصناعية، وأفغانستان الأيديولوجية”.
وأضاف “لا أحد يجزم أن سقوط الصين من فوق عرش الدولة الأكثر سكاناً جاء بدون قصد من الصينيين، أم هي من نتائج جائحة كورونا التي أعطبت الصين، فالتقارير الصينية تؤكد تراجع معدلات الإنجاب بشكل مفاجئ وغير محسوب، وكأن هناك من يريد للصين أن تصبح مجتمعاً هرماً بعدما كانت القوة العاملة والصناعية الأولى في تاريخ البشرية”.
وقال الساعد “لقد قررت أمريكا أن تحول مصنع العالم إلى الهند على حساب الصين، وكثير من الصناعات الدقيقة والاستثمارات الضخمة في طريقها للولايات الهندية، يساعد في ذلك تنامي عدد السكان في الهند، وارتفاع معدلات الإنتاج، ونمو اقتصادي هو الأول في العالم، ولتكون بذلك الهند «صين جديدة»”.
وختم الكاتب بقوله “اليوم ترث أمريكا «الهند» بكل ما فيها من ثروات مغمورة، وقدرات بشرية، وعمالة رخيصة، بعد أكثر من سبعة عقود من خروج الإنجليز منها، ولتنتقل بذلك الهند من درة التاج البريطاني إلى درة التاج الأمريكي!”.