عدد السيارات المؤثرة على استحقاق الضمان الاجتماعي بحث آفاق التعاون والتنسيق في اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية السادس منصة أبشر حلول تسابق الزمن لخدمة أكثر من 28 مليون هوية رقمية دليل فني لتعزيز المحتوى المحلي في قطاع الخطوط الحديدية السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًّا جديدًا بـ 500 مليون دولار لليمن طريقة سداد غرامة تجديد بطاقة الهوية الوطنية السعودية تدين وتستنكر بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال مستشفى في غزة طريقة التحقق من السجل التجاري للمنشأة ضبط أطراف مشاجرة في تبوك وآخر وثق ونشر محتوى بذلك أمطار غزيرة وإنذار أحمر في الباحة
أكدت الكاتبة بينة الملحم أن تحديد نقطة انطلاق فكرية واحدة تتجمع حولها الآراء مهما اختلفت والاتجاهات مهما تباينت، يشكل وحدة فكرية بها تستقيم حياة وطن واحد له حدوده التي يتوقف عندها الانتماء لا أن يكون الانتماء عابراً للقارات والحدود.
وأضافت الكاتبة، في مقال لها بصحيفة الرياض بعنوان “الهوية الوطنية بإمضاء محمد بن سلمان”، أن الدين والوطن تشكيل واحد لا يمكن أن ينفصلا في الإنسان الطبيعي، فلا إنسان يستطيع العيش من دون وطن، ولا إنسان يستطيع العيش من دون عقيدة مهما كان نوعها، ولكن كانت الأزمة في كيفية فهم هذا التقارب والقدرة على تفسيره لمصلحة الفرد وليس لمصلحة إسلام سياسي أو سياسة أيديولوجية!
وتابعت الكاتبة “تشكّلت أزمة الهوية الوطنية حينما كانت على مرمى مشجعي ومبشري الخلافة وأنصار ورموز الأممية السياسية القائمة على إلغاء البقع الجغرافية المحددة والتي تسمى اصطلاحاً في علم السياسة بالأوطان وتخلّقت من فرضية الصراع الذي سعى له أرباب جماعات الإسلام السياسي بقيادة الدين الإسلامي إليه وهو عدم الاعتراف بالحدود الجغرافية كموطن للدين مما يتوجّب تجاوزها، ولكن الذي لم يكن يدركه هؤلاء أن الوطن لم يكن يوماً عائقاً، خصوصاً للدين الإسلامي الذي ينتشر في كل الأرض ليس بسبب أمميته السياسية -كما يريدون- بل بسبب قيمه الأخلاقية التي تترفّع أن تنزل إلى الأرض لتنطلق من مساحة جغرافية. من هنا كانت الضرورة ملحة لفهم كيف لهذه “الهوية الوطنية” أن تتشكل من دوائر انتماءات أكبر؟!”.
وأضافت “أن تحديد نقطة انطلاق فكرية واحدة تتجمع حولها الآراء مهما اختلفت والاتجاهات مهما تباينت، مما يشكل وحدة فكرية بها تستقيم حياة وطن واحد له حدوده التي يتوقف عندها الانتماء لا أن يكون الانتماء عابراً للقارات والحدود، ولذلك كانت الضرورة لترسيخ الشعور بحس الوطنية وممارسة المواطنة وعدم السماح لأي شيء يمكن أن يتعارض أو يؤدي إلى تدني شعور الانتماء وتدني روح الرابطة المعنوية مع الوطن مما يسهل على البعض الانسياق وراء جماعات أو تيارات أو أجندة دول معادية وتمتلك القدرة على تعبئة أولئك فكرياً ونفسياً لمصلحة مشاريعها السياسية المعادية والتي تستهدف وتمس أمن الوطن واستقراره وتنميته ورخاء شعبه”.
وتابعت الكاتبة “من هنا كانت اللحظة التاريخية الحاسمة حينما أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالقضاء على التطرف ومشروع الصحوة وخطاب دعاة السياسة الأممي: “استطعنا خلال سنة واحدة أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 سنة!”، وحينما قال “سنعود بالمملكة إلى الإسلام المعتدل” فالتقطت صحيفة الغارديان أهم رسالة سياسية عالمية في حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على إثر جلسة الحوار حول مشروع «نيوم» في مبادرة مستقبل الاستثمار قائلاً: «السعودية» لم تكن كذلك قبل مشروع «الصحوة» وسنعود للإسلام الوسطي المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وأن السعودية لن تضيّع 30 سنة من عمر مواطنيها في التعامل مع الأفكار المتطرفة، وأنها ستدمرها الآن وفوراً»..
وأضافت “لقد كانت الخطورة الفكرية في التوظيف السياسي للتطرّف والمتطرفين تكمن في الخلط الذي لا يدركه الجميع بين عمليات التدين الطبيعي أو المعتدل وبين التمظهر بالدِّين المربوط بالإسلام السياسي؛ وذلك عبر تحويل الإسلام من مضمون روحي وديني إلى مجرد أفكار أيديولوجية تتجه نحو طلب السلطة عبر تهديد الدول الآمنة والتأسيس لأفكار تحارب الحكومات، هذا التحويل للإسلام من دين أمة إلى دين حزب هو ما كان يهدد السمعة الجميلة التي كسبها الإسلام عبر التسامح الذي رسخه أتباعه المعتدلون، وهذا ما جعل كثيرا من وسائل الإعلام والصحف العالمية حتى من كان منها يهاجم المملكة حتى وقت قريب وآخرها تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست تناولت فيه كيف أصبح السعوديون أكثر فخراً بوطنهم، في ظل التحول الاجتماعي والاقتصادي الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي ترتكز خططه الكبرى للمملكة على تعبير أكثر وضوحاً عن الوطنية في ظل التحول الاجتماعي والاقتصادي الذي حققه نجاح رؤية السعودية 2030 وأن غرس الهوية الوطنية كان أولى خطوات نجاح الرؤية السعودية. هذه القيمة الوطنية العليا قد ظهرت جلية في خطط الرؤية التي رعاها وتبناها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث أعطى للمحيط الإقليمي والدولي فكرة عن النهج السياسي والاقتصادي والرياضي السعودية بأن الهوية السعودية لها الأولوية في كل الخطط والبرامج الداخلية والخارجية ومن ذلك:
1- الاهتمام الواضح بتاريخ وآثار وتراث المملكة العربية السعودية، والسعي في إبرازه دولياً.
2- تصحيح المسمى الحقيقي والواقعي للقهوة السعودية التي تحضر بطريقة تميزت بها عن غيرها من البلدان العربية، بالإضافة إلى أن أرضها تحتضن أشجارها وثمارها وإنتاجها يتنامى كل عام.
3- على الجانب الصناعي والاقتصادي، حرصت الرؤية على جعل المملكة العربية السعودية مركزا صناعيا وتجاريا يجذب كبرى الشركات الصناعية والاستثمارية بحيث يكون الرياض مقرها في الشرق الأوسط.
4- فيما يخص الإعلام السعودي الخاص والذي ظل جزء منه مغتربا عن موطنه سنوات طويلة رغم الإمكانات الهائلة والدعم المالي الذي تدعم به الحكومة هذه المؤسسات الإعلامية، ليصدر القرار الصائب والقاضي بنقل مقار إنتاجها وإدارتها إلى بلدها وعاصمتها.
5- فيما يخص الرياضات المتنوعة سواء العقلية الإلكترونية، أو الراليات وسائر الرياضات البدنية خصصت لها امتيازات وهيئات ووكالات، وأعدت لها الخطط لتكون حاضرة في المنافسات المحلية والدولية، ولعل العناية والرعاية الأخوية والأبوية من هذه القيادة، كان له الأثر البالغ الذي انعكس على الروح الرياضية والحماسية لدى أبطال المنتخب السعودي المشارك في مونديال قطر، حيث حقق هذا المنتخب فوزا تاريخيا مشهودا بحسن الأداء والتكتيك الرياضي الذي بفضل الله جعل النتيجة لصالح المنتخب السعودي ضد الأرجنتين بطل العالم لأكثر من دورة..
وختمت الكاتبة بقولها “وعلى هذا يبدو أن المناهضين للسياسة والقيادة السعودية بدؤوا يعيدون النظر في حملاتهم الإعلامية التشكيكية في قدرات هذه البلاد وقادتها، وذلك لما رأوه من العزيمة القوية والإرادة المصممة على الانطلاق في البناء، ومغادرة مراكي ذكريات الأمجاد الماضية لصناعتها من جديد حاضرا ومستقبلا بإذن الله”.