طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
قال الكاتب والإعلامي صفوق الشمري إن قطاع الصحة في المملكة يحتاج إلى تغيير شامل، وبما أنها شركة الآن، فنقترح ونوصي بإعادة هيكلة إدارية موضوعية لأغلب المناصب في الصحة.
وأضاف الكاتب، في مقال له بصحيفة الوطن بعنوان “كنت أظن وحتى لا تخيب الصحة الظن”: “لسنا نحبذ الكلام عن الصحة ووزارتها وحالتها، ونحاول قدر الإمكان التقليل من المقالات المتعلقة بوضع الصحة في البلد رغم أنه مجالنا، لأسباب عديدة منها الحساسية الزائدة تجاه النقد من بعض مسؤولي الصحة، وأردنا إعطاء بعض الوقت لوزارة الصحة، لتطوير وتحسين الوضع حتى لو كانت الأمور تتحرك بمنتهى البطء”.
وتابع “ذكرنا سابقا عدة مرات والآن الأمور اتضحت، والأيام أثبتت أن نجاح المملكة في أزمة كورونا يرجع جله للقيادة العليا، التي وازنت بين الصحة وحياة الناس واقتصادهم، فقد دعمت الصحة بدعم هائل وفي الوقت نفسه كانت داعمة لاقتصاد الناس وعيشهم، لكن المهم في المعادلة أن القيادة السياسية العليا عملت بتوازن ووسطية بين معيشة الناس والحالة الصحية، فلم يكن هناك تشدد ولا تراخ، وهذه الموازنة تحتاج لحكمة سياسية، فقد رأينا دولا تشددت وسمعت آراء البيروقراطيين وضيقي الفكر من الصحيين وانغلقت، وتأثر اقتصادها وتعليمها، ورأينا دولا تراخت بإجراءاتها من أجل الاقتصاد، فكانت الضربة قوية على النظام الصحي”.
وأضاف الكاتب “ومناسبة الحديث عن ذلك قد يقول قائل إن أزمة كورونا أخرت خطط تطوير الوزارة حسب الرؤية، لكن ماذا الآن؟ كنت أظن أن الصحة مع الرؤية ستتطور، وسنرى كل الشعب يملك ملفا إلكترونيا طبيا لحالته، بل كنت أظن أن كل أفراد الشعب السعودي وكل المواليد سيتم فحص التسلسل الجيني الكامل، خصوصا أن الفحص أصبح رخيصا نسبيا ويستغرق فترة قليلة، مما يمكنا من معرفة أكثر من 6000 مرض جيني منذ اليوم الأول، وأنه سيكون لدى الناس تقرير الحالة الجينية / الدوائية، فيعرفون عن مئات الأدوية التي تناسبهم والتي لا تصلح لهم من اليوم الأول لولادتهم، وتوقعت أن لديهم تقريرا متكاملا عن عوامل الخطورة، وزيادة نسبة الأمراض في المستقبل عندما يكبرون، وألا يدخل المريض على أي طبيب إلا وتقرير فحصه الجيني أمامه، بدل أن يسأله الطبيب الأسئلة المكررة المعتادة، وتوقعت أن الذكاء الصناعي سيكون المسيطر في إدارة المستشفيات والمرافق الصحية، وظننت وظننت.”.
وواصل الكاتب بقوله “ولكن صحونا على الواقع، بعض أنواع الباندول مقطوع من السوق! وبعض المستشفيات لديها نقص في بعض العناصر وبعض العمليات تؤجل لنقص في بعض المواد الطبية!”.
وتابع الكاتب “لنا رأي شخصي جلب كثيرا من زعل الأطباء الزملاء وحتى الأصدقاء، ودائما نذكره، ولا زلنا نعتقد بصحته، وهو أن الوزراء غير الأطباء. تاريخياً كانوا أفضل أداء من الوزراء الأطباء، وأعتقد أن جلب إداري غير طبيب أفضل كثيرا من جلب طبيب متمكن وضعيف في الإدارة، فالأول قد ينجح أما الآخر فقد يجلب الفشل والويلات للقطاع، وقد تعميه خلفيته الطبية عن أخطائه الإدارية”.
وأضاف “نعم هناك بريق أمل في النفق، وهو إنشاء شركة الصحة القابضة مؤخرا والتي سيقودها أحد قادة القطاع الخاص، وهذان خبران جيدان للغاية، لكن العراقيل كبيرة. إذا أحضرنا الوجوه نفسها التي أدارت الصحة خلال العقود والسنوات الماضية، وهم من تسبب في الوضع الحالي، وغيرت المسمى إلى شركة أو تجمع أو غيره، وغيرت مسماه الوظيفي (فكأنك يا أبو زيد ما غزيت!)”.
وقال الكاتب “نعتقد أن الصحة تحتاج إلى تغيير شامل، وبما أنها شركة الآن، فنقترح ونوصي بإعادة هيكلة إدارية موضوعية لأغلب المناصب في الصحة، ونعني (المناصب الإدارية الموزعة على بعض الأطباء أو الممارسين الصحيين أو المتخصصين في العلوم الصحية، الذين تركوا مجال إبداعهم وذهبوا للإدارة دون علم أو معرفة أو موهبة. وأما كلمة (موضوعية) أي يكون التقييم على الإنجاز والنجاحات، وليس سنوات خبرة معادة دون تقدم يذكر أو فقط علاقات. إن التخلص من الحمل الزائد والأفراد المعيقين للتطور، بند أساسي في إعادة هيكلة أي شركة وتطورها، بل إن هذا مهم جدا حتى لا يحصل شرخ بين الحرس القديم والجديد في الوزارة أو الشركة أيا كان، ولا يحاولون وضع إسفين بين رئيس الشركة وهرم الوزارة في تداخل الصلاحيات، وأن هذا قد يستحوذ مستقبلا على منصب هذا، وذاك الخ.. من المماحكات التي تحصل عند التغييرات الإدارية الكبرى! والأمر مفهوم لمخضرمي الإدارة”.
ومن باب الصراحة نحتاج إلى شخص يملك الشجاعة الكافية لتنفيذ مثل هذا التغيير الكبير، أو إعادة الهيكلة الطموحة ولا يخشى لائمة لائم!
وأضاف “أعتقد أن هناك عامل نجاح باهر في قطاع الصحة السعودي لم يتم تفعيله بشكل كامل، حتى نرى الصحة تقفز مثل بقية القطاعات بل ستكون عالمية، وهو الطبيب السعودي، أقولها بكل شفافية و موضوعية، السعودي من أفضل الأطباء في العالم، وهذا من خبرة العمل في سبعة أنظمة صحية حول العالم، وأؤكد على هذه النقطة، ولست أجامل بما أني سعودي وطبيب، ومن يعرفني حق المعرفة يعرف أني أبتعد عن المجاملات خصوصا فيما يتعلق بالصحة. لكننا من خلال العمل في المجال الصحي لعقود وفي عدة دول من شرق الأرض لغربها، و في عدة مناصب”.
وختم الكاتب بقوله “صراحة الطبيب السعودي مميز، وأنتم في المملكة محظوظون بالأطباء داخل الوطن. الطبيب السعودي فعلا طبيب بمعنى الكلمة، لكن أعطه حقه وقيمه على الإنجاز، وكن عادلا معه دون تحيز أو واسطات أو علاقات، وسترى الإبداع.. ولكن لا ننسى أن (ليس كل طبيب مميز هو إداري ناجح، وليس كل من لا يحمل شهادة طب فاشل بإدارة الصحة!)”.