برعاية ولي العهد.. انطلاق المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار السعودية تستضيف المعرض الدوائي العالمي CPHI الشرق الأوسط هل تعد الرخصة المهنية شرطًا لترقية المعلمين والمعلمات؟ لقطات توثق أمطار الخير على مكة المكرمة رحلة التوائم الملتصقة في المملكة محور الجلسة الأولى بالمؤتمر الدولي سعر الذهب في السعودية اليوم الاثنين المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش عددًا من المحاور أمطار غزيرة على الباحة تستمر حتى الـ10 مساء الموقع الإلكتروني لـ برنامج التوائم الملتصقة.. تصميم عصري وعرض تفاعلي بدء أعمال السجل العقاري لـ4 أحياء بالمدينة المنورة
حذرت الكاتبة والإعلامية فاتن محمد حسين، من خطورة تأثير مواقع التواصل ومشاهير التواصل الاجتماعي على الأطفال والأبناء وهذا الجيل عموماً.
وقالت في مقال لها بصحيفة “المدينة”، بعنوان “الجيل وأزمة الوعي.. استقلالية أم تبعية؟!”: “اختلف علماء النفس والفلاسفة منذ آلاف السنين على مفهوم (الوعي)، وهل هو العقل أو الفكر أو فقط جانباً من جوانب العقل، أو هو الاستبطان والتفكير الداخلي أو الإرادة؟.
ولعل من أفضل التعريفات ما عرفه قاموس (ويبستر الدولي الثالث) بأنه: حصيلة الأحاسيس والمدركات الحسية، والأفكار، والمواقف، والمشاعر التي يدركها الفرد أو المجموعة في أي وقت، أو خلال فترة زمنية معينة. إذن (الوعي) هو حالة الفهم والإدراك لموضوع ما يستنبطه المرء من خلال المعرفة، وإدراكه لأبعاده وأسبابه، وتبنِّيه لتلك الآراء القيمية التي تجعل منه فرداً متميزاً. وتمر عملية الوعي بالمحسوسات البصرية والسمعية.. وغيرها، بل والمشاركة الفاعلة الأدائية في المهارات، وكذلك المشاعر والعواطف التي تحيط بالقيم الأخلاقية.
وأضافت “هناك أنواع من الوعي، فهناك الوعي العفوي التلقائي نتيجة المرور بتجربة عرضية محسوسة، وهناك الوعي التأملي، وهو خاص بالمفكرين والعلماء والأدباء، حيث يتطلب حضوراً ذهنياً عالياً. وهناك الوعي الأخلاقي وهو نتيجة قناعة فكرية مرتبطة بالقيم والمبادئ الأخلاقية والسلوكيات.. ولعل تكوين الوعي يبدأ منذ ولادة الإنسان، حيث يدرك الطفل ويعي صورة وصوت أمه ورائحتها، بل يعي مدى حُبِّها له، فتراه يسكن بمجرد ما تحمله وتضمه إلى صدرها. وهكذا تبدأ عملية الوعي الذاتي وللعالم من حوله من الناس والشخوص والأماكن، حيث تتطور عملية الوعي خلال السنوات الأولى للطفل، فينمو نفسياً، وعقلياً، وحركياً، واجتماعياً، ويأنس للصوت الجميل، أو قراءة القرآن، ويفزع من الصوت العالي، بل من الوجوه التي لم يعتد على مشاهدتها”.
وتابعت الكاتبة “هكذا يتطور الوعي إلى ما هو أعلى؛ بشعوره بالاستقلالية الذاتية عن والديه، وهنا يأتي دور الوالدين في الحوار الهادف والمناقشة البناءة، حيث تكثر أسئلة الطفل في هذه المرحلة، ولابد من إشباع فضوله وتوعيته.. كما تلعب رياض الأطفال دوراً في تشكيل وعي الطفل وتنمية مداركه الحسية.. وكذلك المدرسة، حيث تتطلب هذه المرحلة من حياة الإنسان استخدام أساليب التفكير الإبداعي، وتنمية وعي الطالب بقضايا فكرية، واستخدام أساليب علمية لحل المشكلات واتخاذ القرارات، بل لابد من تدريب الجيل على تمحيص المعلومة، والأخذ من المصادر الموثوقة، وعدم تقبُّل أي فكر متطرف على أنه من المسلمات؛ فهذه الأساليب تساهم في تشكيل الفكر الواعي المستقل، وعلى العكس من ذلك، فإن أساليب التلقين والحفظ والاستظهار هي أدوات تحد من الوعي الصحيح”.
وأضافت “للأسف، فإن معظم هذا الجيل قد أوغل في استخدام الأجهزة الذكية، وتلقِّي الغث من مشاهير الغفلة في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت النمذجة والتبعية لأفكارهم الخاطئة من المشكلات الرئيسية التي يعاني منها المجتمع؛ لغياب القدوات الحقيقية، والحوار الفكري الهادف، مما يجعل التبعية هي نمط التفكير السائد لدى الجيل الجديد؛ لذلك لا نستغرب إذا رأينا طلاباً يصلون للمرحلة الجامعية دون أن يعرف الواحد منهم ما هو المجال الذي يريد دراسته؛ بل لا نستغرب إذا مر علينا أستاذ جامعي ومعرفته لا تتعدَّى حدود مادته التي يُدرِّسها، وليس له من الوعي الثقافي والفكري سوى الحظ الضئيل، لأن نماذج أخرى ثقافية هيمنت على وعيه؛ فالتنشئة الاجتماعية التي مر بها لم تُساعده على تشكيل الوعي السليم والاستقلالية في الرأي، وإنما هو يسير وفق تبعية ونمطية أخرى”.
وتابعت “حقيقةً، لابد من التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وأن تقوم هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالحد من تلك النشاطات الغثة بقفل كافة الحسابات التي تتنافى مع قيم ومبادئ وأخلاق المجتمع المسلم. وأن تنشط الجهات الأمنية في وضع غرامات لكل مخالفة للقيم التي هي من مخالفات الذوق العام، وأن يقوم الإعلام بدوره في نشر الوعي الصحيح في قضايا متنوعة من خلال البرامج الهادفة.
وختمت الكاتبة بقولها “حقيقةً، لابد من الإشادة بإطلاق مشروع (أطفال لتبقى)، الذي تُنظِّمه الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة، لتبقى إحدى مبادرات وبرامج المركز السعودي لكفاءة الطاقة بالتعاون مع وزارة التعليم، وتستهدف الأطفال من (٤ إلى 12 سنة) بأفلام كرتونية ومعارض متنقلة جاذبة لتنمية الوعي بأهمية الطاقة، وتشجيع ترشيدها، والوعي بالآثار المترتبة على أنماط استهلاك الطاقة وأساليب سلوكية لتوفير الطاقة؛ فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه البرامج الهادفة، وأن يقوم الإعلام بدوره الاجتماعي في التوعية وتثقيف الجيل لتحقيق مستهدفات الوطن”.