القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بـ التربيع الأخير فما هو؟ نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر
في ليلة من ليالي الأحساء الأدبية استضاف النادي الأدبي بالأحساء معالي مدير جامعة أم القرى سابقا الدكتور بكري عساس للحديث عن الأوقاف والهبات ودورها في التنمية الاجتماعية.
أدار اللقاء الذي اتسم بالحميمية الدكتور أحمد بن حمد البوعلي مدير مركز خدمات الأوقاف بالمنطقة الشرقية الذي بدأ بالترحيب بالحضور وقدم الشكر للضيف وللنادي الأدبي بالأحساء ورئيسه ومسؤول الأنشطة ثم عرج على سيرة الضيف متناولا الجانب الإنساني فيها والذي كان من وصية أمه في حب الناس والوجود بينهم ، وذكر مؤلفاته في السيرة الذاتية والأعمال الاجتماعية ومشاركته في بناء الوطن وتفعيله للشراكة بطريقة مميزة وبساطته في التعامل مع الناس.
ثم انتقل الدكتور البوعلي لموضوع المحاضرة وهو كيفية بناء التعليم في المستقبل من خلال الأوقاف وكيف يبنى المجتمع بها ، وذكر لمحة تاريخية عن الوقف في الإسلام بداية من الرسول صلى الله عليه وسلم ثم صحابته الكرام وصولا إلى الوقف في العصر الحديث واعتناء المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله بالوقف ودور عراب الرؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في تحقيق أهداف الوقف.
ثم أعطى الكلمة للضيف الذي شكر المقدم ونادي الأحساء الأدبي والحضور النوعي وذكر أن الوقف كان حجر الأساس الذي قامت عليه كل المؤسسات الخيرية وأن هناك مراكز بحثية في المغرب والهند وبعض الدول العربية والإسلامية يتم تمويلها بأوقاف في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وأن التمويل الذاتي أصبح ضرورة ملحة في ظل ازدياد نفقات التعليم وتمويلها يدخل تحت نطاق القطاع الثالث ولا يتوقف الدعم على الداعمين والمتبرعين وهو قطاع يقدم رافدا من روافد المجتمع المدني ومن التجارب الرائدة في المملكة في هذا المجال مدارس الفلاح وعارف علي والصولتية ومؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تمول نفسها ذاتيا ، والقطاع التعليمي أولى باتباع هذا المسلك ، وضرب مثالا بجامعة هارفارد الوقفية حيث ميزانية البحث العلمي فيها تعادل ميزانية البحث العلمي في الجامعات العربية مجتمعة ، وأصبح الوقف مرادفا للثقافة العربية والإسلامية في المناطق التي انتشر بها الإسلام فقد أجاز الفقهاء الوقف على العلماء والتعليم وطلبة العلم واعتبروه يعادل أو يرجح الجهاد في سبيل الله، ويشمل إنشاء المكتبات ونشر المعرفة حتى قبل الطباعة .
وقد قام جوهر الرؤية على الانتقال من اقتصاد النفط إلى اقتصاد المعرفة ، وهذه النقلة يتفهمها المجتمع لأنها تنبع من دينه الذي يدعو إلى التفكر ، والجامعات السعودية الحكومية والوقفية جديرة بتحقيق التنمية من خلال ثلاثة مسارات هي تكوين الكوادر وتدوين الأبحاث وتدشين الاختراعات الناتجة عن البحث العلمي ، ولابد من قاعدة يوسف – عليه السلام- من توظيف زمن الرخاء في زمن الشدة ، ويأتي مشروع ريادة الأعمال في الجامعات ممثلا للقلب النابض للرؤية في دعم ذوي الأفكار وتخريج جيل من المفكرين ، والمملكة تخطو في مجال المعرفة التي تحتاج إلى دعم مستمر ، ثم تحدث معاليه عن علاقة الشريعة الإسلامية بالوقف وحثها عليه وأن هناك محاولات جادة للملكة في الوقف الجاد متمثلة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، وقد نجحت تجربة الوقف التعليمي في المملكة لأن المجتمع السعودي محب للخير .
وعرض الدكتور بكري عساس للتجارب العالمية في التعليم الوقفي مثل جامعات هارفارد وييل ، وأن السبب في استمرار هذه الجامعات كان الهبات والتبرعات من رجال الأعمال وليس الدعم الحكومي فحسب ، وأن معظم الإنتاج والتصدير في أمريكا جاء من الجامعات الوقفية، كما أنها تحتل المراتب الأولى في الحاصلين على جائزة نوبل و جامعة كامبريدج وحدها كجامعة وقفية حصل منها 96 عالما على جائزة نوبل.
ثم ختم ورقته بشكر الحضور ودعا إلى استمرار الأوقاف لتنمية المجتمع ، ومن جانبه قدم الدكتور أحمد البوعلي شكره لضيف الأحساء وبدأت المداخلات التي أثرت اللقاء ، وفي النهاية قدم سعادة رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري شكره للضيف والمقدم والحضور الكريم وطلب من معالي مدير جامعة الحدود الشمالية السابق الدكتور سعيد بن عمرو آل عمرو تقديم شهادة تقدير من النادي الأدبي للضيف الكريم ، وتم التقاط الصور التذكارية .