ضبط عدد من الشاحنات الأجنبية المخالفة وتطبيق الغرامات الضمان الاجتماعي يحدد مهلة تحديث البيانات لصرف المعاش 5 صفقات خاصة في سوق الأسهم بـ 72 مليون ريال علاج جديد محتمل للصلع الوراثي لقطات توثق هطول أمطار الخير على جازان وعسير يوتيوب يواجه الصور المضللة بإجراءات صارمة عملية نوعية.. إحباط تهريب 79 ألف قرص مخدر بجازان أمير الرياض يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان وزارة الصناعة تُطلق برنامج التدريب التعاوني للطلاب الجامعيين جامعة الحدود الشمالية تُعلن عن وظائف أكاديمية شاغرة
علقت الكاتبة والإعلامية إيمان محمد على تفاوت أسعار السلع من متجر لآخر بصورة مبالغ فيها.
وقالت الكاتبة، في مقال لها بصحيفة “الوطن”، بعنوان “الوعي المالي”: “صراحة كنت أستغرب وجود تفاوت لسعر السلعة نفسها، من متجرٍ لآخر ، متجر يبيعها بألف ريال، وآخر بمئة ريال، بعيدًا عن الإيجار والكهرباء وموقع المتجر، فهذه المعادلة المتناقضة موجودة أيضا حتى في حسابات التواصل الاجتماعي أشهرها، (انستجرام) على سبيل المثال، وعلى القطعة المباعة ذاتها من متجر آخر”.
وأضافت “في أحايينٍ كثيرة تكون خدمات البيع أكثر مرونة وجذبا لدى المتاجر “المنطقية” في أسعارها، إذا أردنا تصنيفها بهذا الاسم، عن تلك “المبالغة” في أسعارها، وتتعامل بفظاظة وعنجهية، كأنها بهذا الأسلوب تُحسن على المشتري من مالها الخاص وتلومه على وقتها المستقطع في تعاملها معه أثناء البيع. لم تطل دهشتي كثيرًا حتى وجدت فئة تؤيد هذا السلوك، وترى أن تفاوت الأسعار نحو الأغلى هو حالة ترضي استحقاق الشخص النفسي وتعزز ثقته في ذاته، بصرف النظر عما تفعله بوضعه في خانة وهمية، كان قد دفع لأجلها آلافا مؤلفة، قيمة لاستشاراته لدى مروجي (استشارات الثراء)، تلك الفئة التي تقتات على المؤلفة قلوبهم باستمالتهم نحو وهم يحسبه الظمآن سرابا..”.
وتابعت الكاتبة بقولها “لا أنفي بذلك أن الثراء هدف ومطلب ومبتغى لدى جميع البشر، ما أعنيه هو الثراء الذي يأتي بالجذب وعقد النية في ساعة ما، يحددها لهم صاحب العلم مقابل مبلغ وقدره.. وفي ورقة حمراء بقلم أحمر أمام شمعة حمراء، أو بشراء محفظة حمراء أيضا وفكر أحمر من فكر الحمار، صدر علينا نماذج بشرية تتبختر علوا في أول الشهر، وتبكي وتتحطم وتندب حظها في منتصف الشهر، بعد أن قطعوا لها تذكرة في مركبة موجة الثراء الوهمي، أو بكل شفقة كالطفل في مدينة الملاهي حين يشحن تذكرة صعود قطار الموت، فتنتهي به اللعبة بعد أن فرغ الشحن وقضي المال، ولكن لم ينته الشعور بل على العكس ازداد شعوره حقدا وغيرة للصاعدين نحو الطلب نفسه.. وهذا ما يجعلنا نرى فئات بشرية تتبختر خيلاء بلا سبب، ولا تريد أن تملك سببا، تريد أن تجعلك في طريقها سبباً”.
وتابعت الكاتبة بقولها “نقطة الشراء تنبع من الحرية المالية، وكل شخص يصرف حسب رؤيته وميزانيته، ولكن وجود مثل هذه البؤرة الأنانية في وسط أسرة مكونها الأبناء، بين أشخاص مسؤولين عنهم يعتبر كارثة على مستوى التأثر وعلى مستوى الإهمال وعلى مستوى الوجود، وسؤال الأبناء الشهير لآبائهم (إذاً لماذا تنجبونا) !؟”.
وختمت الكاتبة بقولها “برأيي أن بيع الوهم والاتجار به كارثة قادمة، وأي شيء ينال ويكتسب بدون استحقاق ، هو جريمة تقتضي المحاسبة، والتلاعب في إعدادات الفكر وسلامته على هذا النحو، ظاهرة تجب السيطرة عليها قبل فوات الأوان، وتصاعد هذه الفئة الزائفة بالترويج لنفسها في ركن الأدب العربي أحد أهم أركان الكتب العربية في معرض جدة للكتاب، خطأ يستدعي الانتباه والتصحيح .. الوعي المالي يجب أن يسود في مناهجنا الدراسية بديلا لمحتوى عفى عليه الدهر وشرب، كمعرفة الفرق بين الاستنجاء والاستجمار.. محاربة الوعي الزائف يجب أن تبدأ بنشر الوعي الحقيقي والعلمي المضاد له بشكل رسمي ومسؤول، والبداية من التعليم”.