طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
أكد الكاتب والإعلامي عبدالله الجديع، أهمية تعزيز الأمن الفكري في المجتمع لحمايته من الأفكار المتطرفة وتعزيز اللحمة الوطنية.
وقال الكاتب في مقال له بصحيفة الوطن بعنوان “الأمن الفكري.. ضرورة حيوية”: “احتدم الصراع في القرن العشرين بين الأيدلوجيات المتنوعة، فسماه بعض المؤرخين بعصر التطرفات، استعملت فيها كلُّ التقنيات الممكنة، حتى انفجر الوضع وخرج عن السيطرة فوصل إلى حربين كبريين، ثم بقي مستمرًا إلى المرحلة التي عرفت بالحرب الباردة، حيث أخذ الصراع بين الكتلة الشرقية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي، والكتلة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، منحى الدعاية، الأيدلوجية، التأثير النفسي، والخطاب الإعلامي”.
وتابع الكاتب “كان هناك سؤال كبير في التعليم، وهو كيف يمكن ألا تخترق منظومة التعليم، من الأنظمة الفكرية المعادية؟ وما يمكن لهذا الاختراق أن تصبغ به جيلًا من الشعب، بحيث يضحي في تفكيره بعيدًا عن طموح بلاده.. في هذا السياق تشكل مفهوم الأمن الفكري، وهو ما استعملته الدول المتنوعة على اختلاف توجهاتها، وظروفها التاريخية، فكان الاتحاد السوفييتي على سبيل المثال يسعى إلى مواجهة محاولات اختراق إعلامه، وتعليمه، من الأنظمة الرأسمالية، وفي المقابل كانت الدول المخالفة للتوجه الشيوعي، تسعى ألا تتمدد الدعاية إلى أراضيها كالولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وسعت دول إلى نهضتها بعيدًا -قدر الإمكان- عن التبعية لموسكو أو الولايات المتحدة الأمريكية، كالصين، والتي حاولت أن تكون لها أيدولوجيتها الخاصة فيما عرف بالماوية نسبة إلى (ماو تسي تونغ) في مقابل الأفكار السوفييتية، كذلك ألمانيا التي سعت إلى اجتثاث ما حواه تاريخها القريب بما فيه من أخطار، بعد أن امتلأ فضاؤها الثقافي حينًا من الدهر بالعنصرية التي سوقت لها النازية، وفي إيطاليا التي انتقلت إلى معسكر الحلفاء، كان لابد من إجهاض أي أمل بإعادة للفاشية، التي ورطتْ إيطاليا في بداية الحرب الثانية بالانحياز إلى جانب هتلر”.
وواصل الكاتب بقوله “تجربة ثرية، فيها الكثير من الدروس، سواء في الجوانب الإيجابية، وما فيها من سقطات، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، سقط نتيجة لتطرف المكارثية أشخاص بحجة انتماءاتهم الأيدولوجية المجردة، وفي الاتحاد السوفييتي كان الأمر بصورة أشد بحجة النقاء الثوري، وفي ألمانيا والصين، وهكذا كان هناك إخفاقات متنوعة، لكن في الوقت نفسه، ظهرت أهمية الأمن الفكري، بحيث تفوّت الفرصة على الدعاية المعادية من اختراق التعليم، والأنظمة الدعائية في البلاد، وظهر اهتمام مشترك في العالم باعتبار أن الأفكار لا تقل أهمية عن غيرها، فالأفكار يمكن أن تحمل بذورًا سامة من التطرف، أو اللامبالاة الوطنية، ويمكنها أن تعزز العنصرية الداخلية، أو تزيد من اللحمة الوطنية، والاستعداد للنهضة الوطنية، والعمل بجد، من هنا كان لابد من مراقبة الأفكار وتقييمها بميزان الصواب والخطأ، والنظرة الحقوقية، وفي النتائج التي يمكن أن تفرزها في المجتمع”.
وأضاف “لا يمكن إسقاط أهمية الأمن الفكري لما حوته التجربة البشرية من أخطاء وتجاوزات في هذا المضمار، بل أكدتْ دراسة تلك التجاوزات التاريخية أهمية رسم حدود الأمن الفكري بصورة واضحة، وفهم الجوانب الإيجابية وتعزيزها، والسعي الجاد لتجنب الأخطاء والتجاوزات، وفي غمرة التجربة الطويلة في اهتمام الدول بأمنها الفكري يمكن تلخيص أهم الجوانب التي جرى التركيز عليها، فمنها تعزيز الأفكار التي تتفق مع توجه البلاد الإستراتيجي، وتفادي نفاذ أي دعاية يمكنها أن تعزز فقدان الإيمان بوحدة البلاد، وأمنها، ودستورها، وطبيعة نظام حكمها، وعلى هذا كانت كل الدول تسعى لتأكيد هويتها، وفي الوقت نفسه تعليم أبناء الشعب ما يتفق مع ما تسعى إليه من وجود قوي في العالم”.
وواصل الكاتب بقوله “الأمن الفكري وقع في عدة نكسات في عدة دول منها الاتحاد السوفييتي كرفضهم تدريس بعض النظريات العلمية لاعتقادهم أنها تخالف توجهاتهم الفكرية، وهو ما كان له نتائج على المدى البعيد في طبيعة التعليم في الاتحاد السوفيتي، في الحين نفسه عززت الولايات المتحدة التوجه نحو العلوم، ودفعت إلى حد كبير نحو تحبيب الشعب الدراسة العلمية وفهم الأخطار المحدقة بهم في العالم، وهو ما يؤكد على ألا يصل الأمن الفكري إلى منع تدريس النظريات العلمية المتنوعة، بل لا بد أن تكون الدول في سعة من الأفق، بحيث تميز بين النظريات العلمية، وبين النظريات الأيدلوجية، التي تحمل مضامين سياسية معادية”.
وختم الكاتب بقوله “العديد من الناس قد ينظرون إلى هذا المجال اليوم باستخفاف، لكن لم ينظر إليه العالم حولهم بهذه النظرة، بل جنّد له خيرة كفاءات البلاد، وأنفق أموالًا هائلة، وفق إستراتيجية وطنية كبرى، تسعى لرفض الاختراق على الصعيد الدعائي، والفكري، وتعليم أبناء المجتمع ما يجمع كلمتهم، ويجعلهم يدركون أي أخطار محيطة بهم”.