مع افتتاح المنطقة اللوجيستية في مدينة الرياض، توالت عروض الشركات الكبرى للاستثمار في المنطقة الاقتصادية الجديدة؛ لما لها من موقع جغرافي وخدمات لوجيستية متكاملة جاذبة لكافة الشركات والمستثمرين بعد التسهيلات الممنوحة من قبل وزير النقل صالح الجاسر.
من أجل ذلك تسعى أكبر دول العالم تصديرًا للنفط إلى جذب المواهب الأجنبية وإقناع الشركات بنقل مقراتها الإقليمية الرئيسية إلى الرياض للمساهمة في إقامة صناعات جديدة يعمل بها كوادر أغلبيتهم من الشباب.
كانت لشركة أبل السبق في الإعلان عن إقامة مركز توزيع إقليمي خاص بها في المنطقة الاقتصادية، والذي ستقوم من خلاله بأنشطة تتراوح بين إقامة خط للتجميع وأعمال الصيانة إلى التصنيع الخفيف في المستقبل.
وحول ذلك، أفادت كاثي كيرني، نائب رئيس العمليات في أبل لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، أنه يعد التزام هيئة الطيران المدني بالمملكة بإنشاء بيئة لوجيستية عاملًا أساسيًّا لوجود الشركة حيث يمكنها خدمة عملائها بشكل أكثر فعالية، مؤكدة أن الموقع الجغرافي للمنطقة وبيئتها الاستثمارية الجاذبة وتقاطعها مع عدد من القارات يلعب دورًا أساسيًّا في تقديم تلك الخدمات.
من جهته، أعلن وزير النقل صالح الجاسر عن وجود مفاوضات حالية مع 20 شركة أخرى متعددة الجنسيات، والتي تأتي ضمن مساعي المملكة واهتمامها بصناعات معينة ممثل التكنولوجيا والاتصالات والطيران والأدوية.
وبدوره أكد المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، أن المنطقة الجديد تمثل دليلًا على “رؤية 2030” وعلى قوة الشراكة بين مختلف قطاعات الحكومة، وكذلك مؤسسات القطاعين العام والخاص على حد سواء، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تسهم في الشراكة في إعداد اقتصاد للنمو في المستقبل، وأن الرؤية سبقت العديد من التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي اليوم.
وخلال لقاء سابق مع قناة “العربية”، ذكر الفالح أن هناك عددًا كبيرًا من الشركات العالمية بينها “جوجل” و”علي بابا” و”ميكروسوفت” و”آي بي إم” استثمرت أو تعتزم الاستثمار قريبًا في المجال التقني في المملكة، مضيفًا أن “المنطقة الاقتصادية في مطار الملك خالد ستكون لوجستية لخدمة عمليات تجارة أجهزة الهاتف المحمول وقطع غيار الهواتف في المنطقة”.
وفي سياق متصل، أعلنت الشركة العالمية الرائدة في مجال الأدوية والتشخيص الطبي، افتتاح مكتبها الرئيسي الجديد في الرياض، والذي سيساهم في جلب أحدث الابتكارات في مجال الرعاية الصحية إلى المملكة.
كما تم افتتاح معرض السيارات الكهربائية والمنتدى المصاحب له في الرياض بمشاركة عدد من شركات السيارات والشواحن الكهربائية كأول معرض من نوعه في المملكة.
وتعد المناطق اللوجستية في المملكة بوابة جديدة قادرة على استقطاب المستثمرين المحليين والأجانب، كما أن الإعفاءات من الضرائب والرسوم التي تضمّنها القانون تفتح شهية كل من يفكر في اقتناص الفرص الاستثمارية الجيدة، مما يرفع من قدرة الرياض على جذب مزيد من رؤوس الأموال الأجنبية.