أمام مجلس حقوق الإنسان.. السعودية تؤكد موقفها الثابت والداعم للسودان
القبض على مقيم لنقله 8 مخالفين لنظام أمن الحدود بجازان
حلقة نقاش محلية عالمية لتطوير جائزة الملك سلمان العالمية لأبحاث الإعاقة
أمرٍ سامٍ بإعادة تشكيل مجلس إدارة المركز السعودي للتحكيم التجاري في دورته الرابعة
تنفيذ أكثر من 26 مليون عملية إلكترونية عبر منصة أبشر في يناير
الجوازات تفتتح مكتبًا جديدًا في محطة قصر الحكم بالرياض لتقديم خدماتها
وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 58 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
القبض على مواطن لترويجه 6 كيلو قات في عسير
جمعية فهد بن سلطان الخيرية توزع السلال الرمضانية على المستفيدين
طيران ناس وبنك الجزيرة يوقعان اتفاقية لتمويل شراء ثلاث طائرات بقيمة 495 مليون ريال
حذرت الكاتبة والإعلامية د. أمل الطعيمي من الآثار السلبية لمصطلحات مثل “عادي ومعلش” والتي توغلت في المجتمع وصارت عادة لدى البعض.
وقالت إن الجميع يضرب عرض الحائط بالنصائح الطبية التي تحذر من مضار السهر وبخاصة على الأطفال لأنه يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي.
وأضافت الطعيمي “في مقال لها بصحيفة “الرياض”، بعنوان “عادي ومعليش”: “الأهم أنه لا أحد يلتفت لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}”.
وتابعت “ما زالت (عادي ومعليش) تؤثران في حياة الناس وتزداد آثارهما السيئة فيما لا تطاله يد القانون، ولكن من المهم أن تطاله يد الوعي حتى لا يصير ما كان شاذاً هو العادي الذي يتقبله الجميع، ومن يخالفه هو المخطئ وربما هو المتخلف في رأيهم!.. وإلى نص المقال:
ما زالت (عادي ومعليش) تؤثران في حياة الناس وتزداد آثارهما السيئة فيما لا تطاله يد القانون، ولكن من المهم أن تطاله يد الوعي حتى لا يصير ما كان شاذاً هو العادي الذي يتقبله الجميع، ومن يخالفه هو المخطئ وربما هو المتخلف في رأيهم!..
هذه المفردة استحدث لها مواليد 2000 وما بعدها استخداما جديدا وسرعان ما انتشر حتى عند مواليد الثمانينات وربما السبعينات وهم بدورهم أضافوا لها إضافة جديدة في تركيب مع جمل لا تتطلبها، أما مواليد الألفية فاستخدموها بديلة لمفردة (ممكن) فيستخدمونها للاستفهام كقولهم عادي أطلب من المطعم، أما الكبار فاستخدموها للاستفهام المبني على (الدلع) فعندما يستحسنون شيئاً يقولون: (عادي عندكم هالجمال).
ألا ترون أنه استخدام فيه مسحة من غباء ككثير من التراكيب اللغوية المستحدثة والمفردات التي شاعت رغم قبح معانيها.
وقديماً ربما منذ عقدين أو ثلاثة من الزمن انشغل المصريون بثورة ضد معنى (معليش) لأنها تتسبب باستسهال الوقوع في الخطأ وعدم اتخاذ أي إجراء ضده وكأنها دعوة للآخرين لتمرير كل خطأ يواجهونه وبالتالي تتراكم الأخطاء وتزداد ويصبح علاجها أصعب.
(معليش) و(عادي) مفردتان شائعتان في العالم العربي كله لوقف أي انفعال ضد أي خطأ يرتكب؛ كبر حجم الخطأ أو صغر، واستخدمت أيضاً كتبرير للأخطاء دون حاجة إلى مزيد من الشرح فغالباً يكتفى بعبارة (عادي أو معليش كل الناس تفعل هذا).
ولو استرجعت عدد المرات التي مُنعت فيها من معالجة خطأ ما بسبب اجتماع من حولك على تكرار هذه الكلمة على مسمعك حينها لاكتشفت أنها تسببت في تراكم الأخطاء حتى صار لا بد من سن قوانين ضابطة وغرامات ثقيلة لكي يرتدع الناس عن فعل كل أمر (عادي).
أذكر أني كتبت حول هذه الفكرة منذ سنوات طويلة ولو أتيح لي أن أعدد الحالات التي أضر بها استخدامنا لهذه المفردة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم لربما احتجت إلى مجلد ضخم من الورق لتعدادها.
هل تتصور أن ثمن هذه الكلمة -التي يستسهلها الناس- يكون أحياناً حياة إنسان أو حيوان أو نبات والبيئة بشكل، عام فقطع الإشارة (عادي)، رمي المخلفات في الشارع والأماكن العامة (عادي)، إشعال النار على حشائش الكورنيش من أجل الشواء (عادي)، الاحتطاب الجائر (عادي)، سهر الأطفال وخروجهم مع الكبار إلى المتنزهات والأسواق إلى وقت متأخر في غير أيام الإجازات (عادي)، تحول حياة الناس في بعض المدن إلى حياة ليلية طوال الأسبوع لمجرد الاستمتاع مع الأصحاب حتى الفجر وربما حتى الصباح (عادي) على الرغم من تأثير هذا السهر على إنتاجيتهم في النهار وبخاصة الطلاب والطالبات من الابتدائي وحتى الجامعة، وكذلك الحال مع الأم التي لا عمل لديها ولكن سهرها يؤثر على علاقتها بأبنائها ووقوفها بجانبهم في الصباح وما يترتب عليه من واجبات ومسؤوليات عائلية، وبالتالي عادي أن يعود الجميع إلى بيوتهم ليناموا في النصف الأخير من النهار والنصف الأول من الليل ليبدأ مشوار السهر العادي من جديد!
والجميع يضرب عرض الحائط بالنصائح الطبية التي تحذر من مضار السهر وبخاصة على الأطفال لأنه يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي.
والأهم أنه لا أحد يلتفت لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}.
ما زالت (عادي ومعليش) تؤثران في حياة الناس وتزداد آثارهما السيئة فيما لا تطاله يد القانون، ولكن من المهم أن تطاله يد الوعي حتى لا يصير ما كان شاذاً هو العادي الذي يتقبله الجميع، ومن يخالفه هو المخطئ وربما هو المتخلف في رأيهم!