أكد أن المؤمن بشير في مواقف الأسى

خطيب المسجد الحرام : هل يقبل أحدنا أن يكون مصـدر شؤم؟!

الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٢:١٠ مساءً
خطيب المسجد الحرام : هل يقبل أحدنا أن يكون مصـدر شؤم؟!
المواطن - واس

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين بتقوى الله في السر والعلن.
وقال فضيلته : لقد كانت مـهـمـة الـرسـل لا تعدو هـذيـن الـوصـفين ( وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين ) وقـد أمـر الله سبحانه في كتابه بتبشير المؤمنين والصابرين والمحسنين والمخبتين في آيات كثيرة، وكان من أساليب تبشير رسول الله ﷺ أنه يختار الوقت المناسب والقدر المناسب لأداء الموعظة والعلم كي لا ينفّر الصحابة ، وفي ذلك يقول ﷺ لأبي موسى الأشعري ومعاذ رضي الله عنهما حين بعثهما إلى اليمن : “يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا “رواه البخاري وعلق عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله : ( المراد تأليف من قرب إسلامه ، وترك التشديد عليه في الابتداء .

وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطف ليقبل ، وكذا تعليم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج ؛ لأن الشيء إذا كان في ابتدائه سهلًا حبب إلى من يدخل فيه ، وتلقاه بانبساط ، وكانت عاقبته غالبًا الازدياد ) ، مبيناً فضيلته أن منهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً دائماً ، ومن هديه عليه الصلاة والسلام أنه كان يثني على من ظهر منه ما يستحق الثناء ويبشره بالخير والرفعة فيكون ذلك دافعًا له ولغيره إلى طاعة الله تعالى ، لذا لزم على المسلم الحرص على التبشير بالخير دائمًا والتهنئة به .
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أن من الأمور المهمة التي تحرص التربية الإسلامية على غرسها في نفوس المتربين التربية على التبشير بالخير والتهنئة لما تتركه من أثر طيب ، ومن تحفيز على العمل ، والاجتهاد في الطاعة ومن ذلك استعماله ﷺ أساليب التبشير في إيقاظ الهمم والتنشيط للطـاعـة.

قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا : بـشـر المشـائين في الظلم إلى المساجد بالنور الـتـام يـوم الـقـيـامـة ، مشيرًا إلى أن المؤمن مـحـتـاج في حـال الـبـلاء إلى مـن يـكـشـف هـمه، ويـبـشـره بما يـسـره، إما بفـرج عـاجـل ، أو بـأجـر آجـل ، ولـقـد وجـد رسول الله ﷺ أم الـعـلاء رضي الله عنها مـريـضـة فـقـال لها: أبشـري يا أم العـلاء ، فـإن مـرض المسـلم يذهب خطاياه ، كـمـا تُذهب النار خبث الحديد .

المؤمن بشير

وأكد الدكتور الجهني على أن المؤمن بشير في مواقف الأسى يسري عن الناس أحزانهم ، بما يدخل البهجة إلى قلوبهم ، ويبعد الكآبة عنهم ، ومـن الـبـشـرى العاجلة في الحياة الدنيا أن يلقى المسلم قبولًا حسنًا من إخوانه ، وأن تشكره على إحسانه ، فذلك من التبشير .
وأفاد فضيلته أن بعد كل هذه الإشارات هل يقبل أحدنا لنفسه أن يكون مصـدر شؤم ، ومظنة تخذيل ، أو إحباط ، أو تنفير، أو قتل للقدرات ، أم نشيع البشرى ، وننشر التفاؤل ، ونحيي النفوس، ونحرض على الخير، ونعين على المعروف ، ونستنهض الهمم، إلى أن يكون كل منا بشيرًا لإخوانه يحيي فيهم الأمل ويدفعهم إلى مزيد من العمل.