السعودية موطن البطولات الكبرى حتى 2034 5000 مشجع يتابعون شوطي سيف الملك لون الصفر ومنافسات الطبع فان دايك يكشف عن حلمه مع ليفربول ثروة دونالد ترامب ترتفع إلى مستوى قياسي مانشستر سيتي يواصل نتائجه المخيبة ويتعادل مع إيفرتون الملك سلمان يتلقى رسالة خطية من رئيس روسيا الاتحادية السعودية تدين الاقتحام الإسرائيلي لباحة الأقصى وتوغل قواتها جنوب سوريا بموافقة الملك سلمان.. منح 200 متبرع ومتبرعة وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة تبوك أصالة الماضي وحداثة الحاضر تجذب زوار “واحة الأمن” في الصياهد سعد الشهري: الحفاظ على الأجيال ليس مسؤوليتي
السباق العالمي لتجنب آثار التغيرات المناخية يتطلب وجوب الوصول للحياد الصفري بحلول 2050، ما يعني إزالة كميات من الكربون بنفس مقدار الكميات التي يتم ضخها في الجو، بحسب خبراء بارزين بالأمم المتحدة، ومن هنا كانت المملكة- ولا زالت- أولى الدول الرائدة في مواجهة التحديات، وذلك بإنشاء أكبر مركز لالتقاط الكربون وتخزينه في الشرق الأوسط، فضلًا عن مبادراتها الخضراء التي ستسهم في تجنب الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ.
من منطلق رؤيتها والتزامها بوعودها، أعلن وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنشاء المملكة لأكبر مركز لالتقاط الكربون وتخزينه بالتزامن مع مؤتمر المناخ “كوب 27″، وقمة الشرق الأوسط الأخضر ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء.
يأتي توجه المملكة لإنشاء المركز ومبادراتها التي انطلقت بداياتها في 2021، برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي قاد وأشرف ووجه بانطلاق العديد من المشاريع التي تصب جميعها في صالح تمكين المملكة من تحقيق رؤيتها بحلول 2030.
ووفقًا لما ذكرته وزارة الطاقة، فإن المركز يدعم هدف المملكة في استخلاص 44 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وتخزينه سنويًّا بحلول عام 2035.
وينسجم المشروع مع مستهدفات المملكة للمناخ، حيث من المقرر أن يلتقط ويخزن 9 ملايين طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا في مرحلته الأولى.
وبحسب الإنفوجراف الصادر عن وزارة الطاقة، فمن المقرر تنفيذ المشروع في مدينة الجبيل على أن يتم تشغيله عام 2027، لتحقيق هدفه في تنمية اقتصاد عالمي للهيدروجين والأمونيا النظيفة.
ظهر مصطلح التقاط الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه مؤخرًا بشكل كبير مع تصاعد مشكلة تغير المناخ، والذى اتجه له العديد من الشركات التكنولوجية للمساهمة في التخفيف من بصمتهم الكربونية على البيئة، ولكن ماذا يعنى وكيف يعمل، هذا ما نرصده وفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
تلتقط تقنية التقاط الكربون وتخزينه (CCS) الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء والعمليات الصناعية، والتي تهدف إلى منع ثاني أكسيد الكربون من دخول الغلاف الجوي، وهي قادرة على التقاط ما يصل إلى 90% من ثاني أكسيد الكربون (CO2) التي تنبعث منها.
وتعد تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه مع الكتلة الحيوية المتجددة هي إحدى التقنيات القليلة لتخفيف الكربون التي يمكن استخدامها في الوضع السلبى للكربون من خلال إخراج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وتتكون العملية من ثلاثة أجزاء، هي التقاط ثاني أكسيد الكربون ثم نقل ثاني أكسيد الكربون، وفي النهاية وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل آمن.
ويمكن تخزين هذا الكربون تحت الأرض في حقول النفط والغاز المستنفدة أو تكوينات طبقات المياه الجوفية المالحة العميقة.
في المقابل، شكك بعض دعاة حماية البيئة من تأثيرات عملية التقاط الكربون على انبعاثات الوقود الأحفوري كحل سريع بدلًا من تقليل الانبعاثات، لكن التجارب والأبحاث أثبتت أن تقنية التقاط الكربون وتخزينه يظل عنصرًا مهمًّا للانتقال إلى عالم خالٍ من الوقود الأحفوري، لحين توفير مصادر للطاقة المتجددة على نطاق واسع.
ويقول مؤيدو التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون: إنه حتى لو قمنا بتجديد أنظمة الطاقة لدينا وخفض الانبعاثات الجديدة بحلول عام 2030 أو 2040، فإن ثاني أكسيد الكربون القديم سيظل في الغلاف الجوي.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية فإن تقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة قد تُجنّب العالم أكثر من 85 مليون طن سنويًّا من انبعاثات الكربون بحلول 2030 و980 مليون طن سنويًّا بحلول منتصف القرن، وذلك وفقًا لسيناريو الحياد الكربوني.
وبحسب التقرير، لا تنحصر أهمية التقاط الكربون من الهواء مباشرة في إزالة الكربون من الغلاف الجوي فقط، ولكن يمكن استخدام الكربون المتحجر بصفته مادة وسيطة لمجموعة من المنتجات من المشروبات إلى المواد الكيميائية ووقود الطائرات الاصطناعي.
وفي سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050، يمكن استخدام 350 مليون طن، أو 36% من الكربون المُلتقط من الهواء، لإنتاج الوقود الاصطناعي.
وباستخدام هذا الوقود في الطائرات، بدلًا من الوقود الأحفوري، فإن تقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة تُسهم من جهة أخرى في خفض الانبعاثات من هذا القطاع.
يضاف إلى ذلك المبادرات السعودية لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة وزراعة الأشجار، وجميعها تسير بشكل متوازٍ لعالم خالٍ من الانبعاثات، وقادر على مواجهة الآثار الكارثية للمناخ، دون تلكؤ أو تباطؤ وسعيًا منها للإيفاء بالتزاماتها وتحقيق رؤيتها الطموحة بحلول 2030.