قال الباحث بمركز فاروس للدراسات الإستراتيجية والمتخصص في الشأن الإيراني، يوسف بدر إن التضامن العالمي والدعم للمحتجين في إيران خاصةً في دول أوروبية لا يأتي من فراغ لأن دولة الملالي بطبعها بلد طارد للنخب الفكرية، واستطاعت تلك النخب أن تشكل تحالفات ضد النظام الإيراني القائم في ألمانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ولوس أنجلوس الأمريكية ودول أخرى.
تأتي الاحتجاجات عقب مقتل فتاة كردية تدعى مهسا أميني، 22 عامًا، على يد شرطة الأخلاق في العاصمة طهران في 16 من سبتمبر الماضي والتي اعتقلتها الشرطة في 13 سبتمبر، لتشتعل جذوة احتجاجات لم تخمد نيرانها إلى اليوم وامتدت إلى احتجاجات مؤيدة لحقوق الإيرانيين ضد ممارسات النظام الإيراني الحاكم.
دعا منظمو مسيرة حاشدة في برلين تضامنًا مع المتظاهرين الإيرانيين الحكومات الديمقراطية إلى التوقف عن التفاوض مع إيران.
كما دعت جماعة “الإيرانيون من أجل العدالة وحقوق الإنسان” في بيان إلى طرد سفراء إيران، وقالت: لا نطلب منك التدخل في إيران أو شن حرب أو معاقبة الشعب الإيراني. نريدكم أن تفرضوا عقوبات مستهدفة على قادة ونشطاء وجماعات الضغط في الجمهورية الإسلامية.
وأضاف يوسف بدر في تصريحات خاصة لـ”المواطن” أن أنصار مجاهدي خلق وأنصار الملكية كلهم يشكلون قاعدة من الضغط على إيران في الخارج، وهو ما يفسر تنظيم وقوة التظاهرات في الخارج وتشكل لوبي ضغط حقيقي على نظام الملالي.
على صعيد اندلاع الاحتجاجات في الداخل، دعت نقابة المعلمين في إيران إلى إضراب على مستوى البلاد يومي الأحد والاثنين بسبب حملة القمع التي تقول منظمة العفو الدولية إنها أودت بحياة 23 طفلًا على الأقل.
وقال المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين إن “الاعتصام” يأتي ردًا على القمع المنهجي من قبل قوات الأمن في المدارس.
كما اتهم ناشطون السلطات بشن حملة اعتقالات جماعية وحظر سفر لقمع الاحتجاجات فيما تم القبض على الرياضيين والمشاهير والصحفيين في شبكة السحب.
تابع الباحث يوسف بدر قائلًا في تصريحات لـ”المواطن” إن تلك التكتلات في الخارج ليست فردية وإنما تتبع أحزاب سياسية وجماعات فكرية منظمة وتعمل على تأسيس لنظام بديل ممثلًا في نظام ولاية الفقيه، وتحظى تلك الجماعات بدعم غربي في المقام الأول من الولايات المتحدة حتى أن الرئيس جو بايدن طلب من شركة ستار لينك بتوفير إنترنت بديل للإيرانيين بعدما حجبته سلطات طهران.
التأييد الغربي للاحتجاجات في إيران يقوم على مواجهة ما يروج له نظام ولاية الفقيه كل يوم جمعة بوجود مظاهرات مؤيدة لوجوده وفي مناسبات الثورة في الشارع.
التدليل على أن القعدة الشعبية للنظام الإيراني الحالي باتت في خطر وغير حقيقية في ظل تنامي مد الاحتجاجات في مدن إيران وطول البلاد وعرضها وليست مناطق الأحواز أو الأكراد أو طهران فقط وإنما امتدت لعواصم غربية عديدة.
وتتهم إيران الولايات المتحدة بالسعي لاستخدام الاحتجاجات للحصول على تنازلات في محادثات تهدف إلى استعادة الاتفاق النووي لعام 2015.