ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون مناسك العمرة وسط أجواء إيمانية الملك سلمان وولي العهد يعزيان أمير الكويت انخفاض درجات الحرارة شمال السعودية وجويريد أول فترات الانقلاب الشتوي تعليق الدراسة الحضورية غدًا في جامعة الطائف موعد إيداع دعم حساب المواطن دفعة ديسمبر كريستيانو رونالدو الأفضل في مباراة الغرافة والنصر تفاصيل اجتماع فريق عمل مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية السعودية تتبنى 32 ألف مواصفة قياسية وظائف شاغرة في مجموعة العليان القابضة وظائف إدارية شاغرة بـ هيئة الزكاة
أصبحت طرق الحرب في القرن الحادي والعشرين تختلف عن الماضي، فليس من الضروري أن يتم إطلاق الصواريخ والدبابات كمرحلة أولى من الصراع، بل إن التجارة تُعد أيضًا إحدى أهم الوسائل التي يمكن استغلالها في الحروب الآن، والصين دولة بارعة في ذلك.
وقد قال موقع The Milwaukee Independent: إن الشركات الأمريكية في بكين تضع أمريكا في خطر، وبسبب زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان كجزء من رحلة أكبر إلى المنطقة التي ستشمل سنغافورة واليابان وإندونيسيا وماليزيا، فإن استغلال تلك الشركات بات أكثر احتمالية.
ويبدو جليًا أن الصين ليست سعيدة برحلة بيلوسي ولا بالمستوى المتزايد من اعتراف الولايات المتحدة بوجود تايوان المستقلة، حيث تحركت عسكريًّا وأقرت بحزمة قطع علاقات دبلوماسية مع واشنطن.
وقبل تلك الخطوات العنيفة، كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان قد قال: إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي قدمًا، فسيتعين على بكين اتخاذ إجراءات حازمة وقوية للدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها.
تايوان ليست فقط حليفًا قديمًا للولايات المتحدة، ولكنها أيضًا المكان الذي يتم فيه تصنيع معظم رقائق الكمبيوتر والهواتف في العالم وأمريكا، وإذا أرادت بكين إغضاب واشنطن فلن تحتاج إلى طائرات مقاتلة أو سفن حربية للقيام بذلك، كل ما يتعين عليها فعله هو منع تصدير السلع المصنعة إلى الولايات المتحدة وغلق طريق التجارة في تايوان.
وتابع التقرير: لقد باع الرؤساء السابقون مثل رونالد ريغان وجورج إتش دبليو بوش، وتوماس فريدمان، وبيل كلينتون، ولورانس سمرز فكرة التجارة الحرة في الثمانينيات والتسعينيات على وعد بأن ذلك سيتسبب في تحرير سياسة الصين واحتضان حرية التعبير.
ومع ذلك فإنه في الواقع فعلت التجارة الحرة العكس تمامًا، فقد تسببت في ضعف الدول الديمقراطية مثل الولايات المتحدة وجزء كبير من أوروبا الغربية بسبب نقل مئات التريليونات من الثروة إلى الصين واستخدمت قادتها تلك الأموال لزيادة قوة وكفاءة أنظمة أمن الدولة الداخلية.
وفي عام 2001، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين حوالي 2 تريليون دولار ثم وصل الرقم إلى 17 تريليون دولار في عام 2021 ومن المتوقع أن تتفوق على الولايات المتحدة هذا العام أو العام المقبل.
وقال موقع الـ BBC في العام الماضي: تمثل الصين الآن 57% من الإنتاج الرئيسي العالمي، وأصبحت المنتج الرائد في العالم لكل شيء من بلاط السيراميك إلى المنسوجات إلى الألعاب والأثاث إلى الإلكترونيات المتقدمة.
أما سفن الحاويات فهي طاغوت التجارة العالمية، وفي السنوات الخمس التي أعقبت انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، تضاعف عدد الحاويات القادمة من الصين وإليها من 40 مليونًا إلى أكثر من 80 مليونًا، وبحلول عام 2011، بعد عقد من انضمام البلاد إلى منظمة التجارة العالمية، تضاعف عدد الحاويات التي تدخل الصين وتخرج منها أكثر من ثلاثة أضعاف إلى 129 مليون، وفي العام الماضي وصل الرقم لـ 245 مليونًا، وبينما كانت حوالي نصف الحاويات المتجهة إلى الصين فارغة إلا أن كل واحدة غادرت كانت ممتلئة بالصادرات.
وقال التقرير: وضعت التجارة الحرة أمريكا تحت رحمة الصين، وبالتالي يمكن أن تلحق اليوم أضرارًا اقتصادية، وبالتالي سياسية بالولايات المتحدة، والديمقراطيات الغربية الأخرى، ببساطة عن طريق حجب البضائع التي نشتريها منهم.
وتابع: الصين اليوم هي أرض المصانع الأمريكية، وهي سياسة لا تحظى بشعبية على نطاق واسع مع الطبقة العاملة الأمريكية، لأنه عند دخول أي متجر كبير في أمريكا لن تجد إلا منتجات صنعتها الصين.
واستطرد: الآن، كل أرفف المتاجر وكل شيء من الحفاضات إلى مستلزمات البناء إلى الهواتف الذكية إلى الملابس، فارغة، وبالتالي ستكون العواقب الاقتصادية والسياسية لهذه الإدارة وبلدنا مدمرة.
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سابق من فترة رئاسته: إنه يجب إجبار الشركات الأمريكية على الخروج من بكين، لأنها ستكون السبب في هلاك واشنطن، لكن لم يحظَ بتأييد واسع حينها، لكن يبدو أن نبوءاته تتحقق الآن.
وتابع التقرير: إذا قررت الصين غلق ممرات التجارة في تايوان، فإن الضرر الذي يلحق بالولايات المتحدة سيتضاعف ألف مرة بسبب أشباه الموصلات ذات الإنتاج الضخم، المستخدمة في الهواتف الذكية والتكنولوجيا العسكرية وغير ذلك الكثير، وبالتالي سيكون لذلك تبعات كبيرة بشكل خاص على الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا فهم الذين سيواجهون أسوأ النتائج من الديون المستمرة والأجور الهزيلة إلى ويلات تغير المناخ.
واختتم التقرير قائلًا: علينا أن نخرج من حطام أربعة عقود من السياسات الأمريكية المجنونة، ولا ينبغي أبدًا أن نبدأ بالانفصال السريع عن الصين التي تزداد عدوانية، لكن ينبغي أن تتم الأمور بحكمة سياسية هادئة ومرنة.