طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
في الساعة 6.18 صباحًا انطلقت طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، وكانت تحلق على ارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم، وأطلقت صاروخين من طراز R9X Hellfire على منزل في حي شيربور الراقي في العاصمة الأفغانية كابول.
في ذلك الوقت كان أيمن الظواهري، النائب السابق لأسامة بن لادن وزعيم تنظيم القاعدة، يشاهد شروق الشمس من شرفته الموجودة على سطح منزله، وهو روتين قديم ظل ملازمًا له، لكنه لم يكن يدرك أن ذلك سيكون آخر ما يراه في حياته، فبعد لحظات، انسحق الرجل البالغ 71 عامًا تحت الصواريخ الأمريكية.
كتبت هذه اللحظة نهاية 21 عامًا من المطاردة من قبل المخابرات والجيش الأمريكي لأيمن الظواهري؛ وذلك بعد أن ثبت أنه كان العقل المدبر لهجوم 11 سبتمبر، بالإضافة إلى عدة تفجيرات أخرى استهدفت السفارات الأمريكية في تنزانيا وكينيا وتفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول قبل سنوات.
ويعني موت أيمن الظواهري أن كل مخططي أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد تم أسرهم أو قتلهم الآن.
عاش أيمن الظواهري لفترة طويلة للغاية، يتبع روتينًا واحدًا، وبالطبع كانت زوجته وأولاده تحت الرادار المكثف للمخابرات الأمريكية، على سبيل المثال، كشف المسؤولون أن زوجة الظواهري وأطفالهم انتقلوا إلى منزل آمن في كابول، وذلك في الحي الدبلوماسي القديم الذي كان يأوي مسؤولين وسفارات غربيين.
وكانت الأسرة تحت حماية شبكة حقاني، وهي منظمة إرهابية سيئة السمعة يديرها شقيقان وعمهما، ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكل من القاعدة وطالبان التي عادت للحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي بعد انسحاب أمريكا.
وللعلم، فإن سراج الدين حقاني، نجل مؤسس الشبكة جلال الدين، هو وزير الداخلية الحالي في حكومة طالبان، ويُعتقد أن أحد مساعديه كان يمتلك المنزل الذي انتقلت إليه أسرة الظواهري.
على مدار ثلاثة أشهر قبل العملية، قامت الولايات المتحدة بعمل شاق للتأكد من أن الظواهري كان يعيش أيضًا في المنزل، واستلزم ذلك مشاهدات متعددة له وهو يقضي فترات طويلة على الشرفة.
وتمكن الجواسيس من بناء نسخة طبق الأصل من المنزل، ومن خلال مصادر استخباراتية متعددة، قاموا ببناء صورة مفصلة لروتين الظواهري اليومي، في محاولة لاختيار اللحظة المثالية لإنهاء العملية التي جاءت تتويجًا لسنوات عديدة من المطاردة.
تُظهر صور منزل الظواهري الآمن بعد الهجوم كيف تحطمت صواريخ هيلفاير عبر أرضية الشرفة وفي الغرفة أدناها مما أدى إلى تحطيم إحدى النوافذ وتفجير أخرى.
وأشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أن عائلة أيمن الظواهري لم تغادر المبنى مطلقًا طوال الأشهر التي عاشوا فيها هناك، ولذلك فقد كانوا موجودين وقت الهجوم، لكن الولايات المتحدة تقول إنه لم يُقتل أي شخص آخر في العملية الأمريكية.
أما عن مصير العائلة، فقد قالت الـ CIA إن أعضاء منظمة شبكة حقاني اجتاحوا المنزل بعد ذلك بوقت قصير ونقلوا العائلة إلى موقع جديد.
وجاء فرق التوقيت بين انتهاء العملية والإعلان عن نتائجها؛ بسبب أن قادة البنتاغون رغم أنهم كانوا واثقين من أن الظواهري كان على الشرفة وقت الهجوم، إلا أنهم ظلوا في مكانهم حتى اليوم التالي للتأكد من وفاته قبل تقديم التقرير للرئيس الأمريكي.
وتُعد هذه العملية هي أكبر ضربة للولايات المتحدة ضد القاعدة منذ مقتل بن لادن في عام 2011، وقد حل أيمن الظواهري محله، وكان على قائمة الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إليه مباشرة.
بحسب ما ورد التقى الرجلان في وقت ما في أواخر الثمانينيات، عندما أفادت التقارير أن الظواهري أبقى بن لادن آمنًا في كهوف أفغانستان من القصف الذي كان شائعًا في المنطقة، وفي عام 1998، تم تعيينه نائباً لبن لادن مما زاد من مكانته، وبدأ بالظهور إلى جانبه في المؤتمرات الصحفية.
وبعد سنوات من العمل سنويًا على العمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين، فإنه على الرغم من الجهود الأمريكية التي تضمنت مجموعة من الغارات التي لا هوادة فيها والضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار، فقد نجح كل من الظواهري وبن لادن في التهرب من القوات الأمريكية والاختباء.
واستغرق الأمر ما يقرب من عقد من الزمان قبل أن تتمكن القوات المسلحة الأمريكية من تعقب بن لادن والقضاء عليه في عمر 54 عامًا، في مجمع في أبوت آباد، باكستان.
تولى الظواهري قيادة الجماعة بعد ذلك، واستمر الأمر لسنوات بين كر وفر، حتى عام 2021.
بعد انتشار شائعات في عام 2020 عن وفاته بسبب مرض في الصدر، لم يظهر الظواهري إلا بعدها وتحديدًا في الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر، عندما ظهر في مقطع فيديو احتفل فيه بانسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان بعد 20 عامًا من الغزو.
وفي هذا الفيديو أشاد بهجمات القاعدة المستمرة، وفي حين أن المقطع لم يكشف الكثير عن مكانه، لكنه كان كافيًا لالتقاط طرف خيط جيد، وبعد سبعة أشهر، ورد أن كبار موظفي الأمن الأمريكيين أبلغوا عن تطوير معلومات استخباراتية بأنه وعائلته عادوا إلى أفغانستان.
وفي أبريل، بعد أن علم المسؤولون الأمريكيون أن زوجة الظواهري وأطفاله قد انتقلوا إلى كابول في مخبأ للقاعدة، وقع الانفجار اليوم.