جامعة الحدود الشمالية تُعلن عن وظائف أكاديمية شاغرة لجنة البنوك السعودية الإعلامية: احذروا منتحلي منتحلي المؤسسات الخيرية والشخصيات الاعتبارية وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم
قام وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بعدة زيارات لدول إفريقية، لكن أيًّا منها لم تكن روتينية أبدًا، ويعتقد القادة والمعلقون الغربيون أنها طريقة لكسب التأييد لصالح موسكو ضد أوكرانيا.
وصرح وزير الخارجية الروسي لشبكة RT التلفزيونية، أن روسيا تتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية جيدة مع جميع الدول الأربع في خط سير رحلته وهي: مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو، مشيرًا إلى أن القاهرة الشريك الأول لروسيا في إفريقيا، وأن البلدين يبلغ حجم التجارة السنوية بينهما 5 مليارات دولار، وأن روسيا تبني محطة للطاقة النووية هناك وتنشئ مناطق صناعية.
وقالت صحيفة Daily Maverick الجنوب إفريقية: إنه من الواضح أن رحلته كانت تدور أيضًا حول مواجهة الهيمنة الغربية العالمية، فقد جاءت زيارة لافروف بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للكاميرون وبنين وغينيا، وهناك وصف موسكو بأنها واحدة من آخر القوى الاستعمارية الإمبريالية المتبقية.
وقال تقرير الصحيفة الإفريقية: أعادت الزيارات المتنافسة العالم إلى مواقف الحرب الباردة والمخاطرة بجعل إفريقيا ساحة معركة بالوكالة مرة أخرى، كما أنه رئيس الولايات المتحدة جو بايدن سيعقد قمته التي طال انتظارها للزعماء الأفارقة في ديسمبر، وبالتزامن، أعلن لافروف في القاهرة هذا الأسبوع أن القمة الروسية الإفريقية الثانية ستعقد العام المقبل.
تُعد إفريقيا خيارًا جيدًا لروسيا، والعكس صحيح، فموسكو لديها الكثير لتكسبه من العلاقات الأفضل مع إفريقيا، ومن جهة أخرى تعد روسيا أكبر مورد للأسلحة للقارة، وهي أيضًا مستثمر وتاجر جيد، وبالإضافة إلى ذلك تؤمن أن كل بلد لها حرية اختيار النظام السياسي الذي يناسبها دون فرض كلمات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولفت التقرير إلى أن أولى الدول التي توجه لها وزير الخارجية الروسي كانت مصر، فهي على وجه الخصوص مهمة من الناحية الإستراتيجية بالنسبة للغرب، ويمكن القول إن الغرب قد يصبح أكثر ودية معها لمنعها من الانجراف تجاه موسكو.
وتابع التقرير قائلًا: إذًا السبب الأول هو مواجهة الهيمنة الغربية والسبب الثاني يدور حول إثبات أن موسكو لا يزال لديها شركاء حول العالم.
والهدف الثالث هو توسيع نفوذ روسيا في إفريقيا، حيث يأمل لافروف في تحقيق ذلك من خلال استغلال الخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبه الغرب بمطالبة الدول الإفريقية باختيار جانب أوكرانيا، ونشأ ذلك من خلال دفع الغرب للدول الإفريقية للتصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين روسيا.
حاول الدبلوماسيون الغربيون إقناع نظرائهم الأفارقة بأن الصراع يرمز إلى هجوم ليس فقط على أوكرانيا ولكن أيضًا على النظام العالمي، وافترض الغرب أن ذلك من شأنه أن يخلق أرضية مشتركة مع إفريقيا، لكن الزعماء الأفارقة سمعوا شيئًا مختلفًا، فقد رأوا أنها الطلقة الأولى في الحرب الباردة الجديدة، وأن اختيار طرف في تلك الحرب الباردة هو قرار أكثر خطورة بالنسبة للبلدان الإفريقية من إدانة روسيا.
أما رسالة الدبلوماسيين الروس لإفريقيا هي: بينما يريد الغرب منك أن تحد من خياراتك، فإننا لن نطلب منك اختيار جانب.
وباتت الأولوية القصوى للبلدان الإفريقية هي تعظيم خياراتها في العلاقات مع القوى الأجنبية، وينبغي أن يتم النظر إلى عدم الانحياز على أنه محاولة لتجنب نظام عالمي تُجبر فيه إفريقيا على الاعتماد على كتلة واحدة من القوى العظمى، ويتمثل هدف إفريقيا في تقليل ضعفها إلى أدنى حد وحماية قدرتها على اغتنام الفرص.
ومن خلال تقديم عروض شراكة جديدة إلى البلدان الأفريقية، تضع روسيا فخًّا للغرب، حيث تأمل موسكو أن يضغط القادة الغربيون على نظرائهم الأفارقة لرفض هذه العروض، وهذا من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية بل ويعزز مكانة روسيا في إفريقيا.
واختتم التقرير قائلًا: يحتاج الغرب إلى تجنب هذا الفخ من خلال التركيز على أن يكون الشريك الأفضل، وبدلًا من إجبار إفريقيا على الحد من خياراتها، ينبغي أن يكون الغرب هو الخيار الأفضل والأول لإفريقيا، وإلا ستكون روسيا هي الرابحة.