ضبط شخص أثار الفوضى وأعاق عمل الأمن في إحدى الفعاليات برماح وظائف شاغرة لدى وزارة الطاقة وظائف شاغرة في الشؤون الصحية بالحرس الوطني اللجنة الطبية بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل تكشف عن حالات عبث الجامعة الإسلامية تُدشن المنصة الإلكترونية للمجلات العلمية وظائف شاغرة بـ فروع شركة جوتن جامعة طيبة بالمدينة المنورة تسجل براءتي اختراع علميتين قبول طلب تقييد دعويين جماعيتين من أحد المستثمرين ضد تنفيذيين بإحدى الشركات بيان الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي: ندعم سيادة سوريا ولبنان وندين العدوان الإسرائيلي القبض على المطرب الشعبي حمو بيكا في القاهرة
أكد أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبد الله العساف أن الحديث عن العلاقات السعودية المصرية هو حديث عن تاريخ طويل وعريق بين البلدين الشقيقين، تربطه أواصر قوية، واحترام متبادل، وعلاقات وثيقة على كافة المستويات وفي كافة مجالات التعاون في خدمة المصالح المشتركة للبلدين، وخدمة القضايا العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين.
وقال في تصريحات لـ”المواطن ” إنه على الصعيد العربي تؤكد الخبرة التاريخية والأحداث المختلفة فإن الرياض والقاهرة هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.
وتابع أنه عند الحديث عن العلاقات السعودية المصرية لا بد وأن نستحضر كلمات الملك عبد العزيز رحمه الله:”لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب” وهي حقيقة أكدتها الأيام والأحداث المتلاحقة التي مرت بها منطقتنا العربية، وسجل التاريخ مساهمات عديدة للسعودية ومصر في إنهاء الأزمات في المنطقة وإعادة الاستقرار لها.
ولفت إلى أن الأحداث الأخيرة التي يمر بها العالم من تداعيات الأزمة الأوكرانية خير شاهد حيث أعادت للواجهة الدور السعودي المصري وضرورة التنسيق بينهما في مساندة القضايا العربية، وحفظ أمنها واستقرارها وتنسيق الموقف العربي تجاه ما يحدث في العالم الذي نحن جزء مهم منه نؤثر ونتأثر بمجرياته، فهما مركز ثقل في الأحداث لا يمكن تجاوزه، فالسعودية ومصر دولتان وازنتان في الإقليم وفي العالم وعليهما بحكم مكانتهما مسؤولية مشتركة في النأي بمنطقتنا عن الصراعات الدولية وحفظها من الانحياز إلا لمصالحها.
وأكد العساف أن العلاقات السعودية المصرية تكتسب أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة ومصر حيث تجمع السياستان السعودية والمصرية رغبة مشتركة في الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم وبالخصوص في المنطقة ويعبر البلدان في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية وعن تطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة.
وأشار إلى أن ما يميز العلاقات السياسية الخارجية للمملكة العربية السعودية أنها علاقات متوازنة وهادفة مع جميع العواصم العالمية المتقدمة والمتطورة وهذا يحسب للسياسة السعودية التي استطاعت تبني سياسة معتدلة ومتزنة وهادئة مكنتها من خدمة مجتمعها وشعبها وفي نفس الوقت حافظت على قيمها ومبادئها الإسلامية الأصيلة.
وبين العساف لـ” المواطن ” أن زيارة ولي العهد تحمل بعدًا اقتصاديًا مهمًا خصوصًا مع ارتفاع أسعار الطاقة من ناحية، وربما تأزم سلاسل الإمدادات وخصوصًا القمح الذي تستورد جزءًا كبيرًا منه الدول العربية من روسيا وأوكرانيا ويشكل الأمن الغذائي لما يزيد عن ثلاثمائة مليون عربي.
وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يؤمن بوحدوية القرار الإسلامي والعربي، ويراهن على أن مصير هذه المنطقة لا يجب أن يُترك لغير دولها أو يُهمل لتعبث به قوى إقليمية أو دولية المنطقة أحوج إلى التكاتف لا إلى التنافر، ومن هنا تأتي عمليات التشاور والتنسيق بين السعودية ودول الخليج ومصر.
فالخطوة الأولى للتعامل الرشيد مع هذه الأوضاع هي أن يسود إدراك مشترك بين العرب أنهم هم الذين سوف يدفعون الثمن، ان لم يكن بينهم تعاون نابع من المصلحة العامة وتصفير المشاكل فمثل هذا الإدراك العام والمشترك والذى يعلو فوق الخلافات هو الذى يمكن أن يفتح الباب أمام عمل مشترك يتحول فيه العرب أخيرا إلى صانعين لمستقبلهم ومشاركين على قدم المساواة مع هذه القوى الأخرى العالمية والإقليمية في تشكيل مستقبل العالم على نحو يضمن الأمن والرخاء للجميع حيث يبدو أننا أمام أعظم تهديد يواجهنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يسعى لاعادة رسم الخرائط وإنشاء نظام عالم جديد .
وأردف بالقول: ومن هنا، تأتي جولة ولي العهد الخارجية، التي انطلقت البارحة، من أجل تنسيق الأدوار وترتيب الأوراق لمواجهة التحديات والعقبات التي قد تهدد مستقبل المنطقة واستقرارها، ولم يكن اختيار مصر لتكون المحطة الأولى في الجولة، من فراغ، وإنما لرغبة ولي العهد الصادقة بأن يكون التنسيق بين الرياض والقاهرة فاتحة تلك الجولة، التي تشمل عمان وأنقرة.
وكما رأينا فقد تصدر ملفا الأمن والاقتصاد قائمة الملفات خلال هذه الزيارة، من خلال توقيع مذاكرات تفاهم واتفاقيات بقيمية تتجاوز سبعة مليارات دولار، بالإضافة الى العمل على إتمام عملية الربط الكهربائي التي سنوفر طاقة كهربائية للبلدين خصوصا أن وقت الذرورة بينهما ست ساعات يمكن الاستفادة منها، والتغلب على انقطاع التيار الكهربائي وقد تطورت العلاقات الاقتصادية بشدة بين الدولتين خلال الفترة الأخيرة عبر العديد من القنوات يأتى على رأسها التبادل التجاري، وأيضا الاستثمارات السعودية في مصر، والعكس فضلا عن حركة العمالة الواسعة بين الدولتين.
وأمنيا من المهم التشاور والتنسيق بين القيادتين في القمة المرتقبة خلال الشهر القادم بين دول الخليج العربي ومصر والعراق والأردن من جهة والرئيس الأمريكي من جهة أخرى بالإضافة لبحث تداعيات الأزمة الأوكرانية على المنطقة، وملف الأزمة اليمنية.
وهذا المساء يحل سمو ولي العهد ضيفًا على المملكة الأردنية في محطته الثانية، وستكون الملفات بين المملكتين شبيهة بما تم بحثه في القاهرة.
وحول زيارة ولي العهد إلى تركيا أوضح أن المباحثات ستتناول توقيع وتفعيل عددٍ من المبادرات السياسية والاقتصادية بين البلدين واحتمالية دعوة الرئيس التركي لحضور اللقاء المرتقب مع الرئيس الأمريكي كما سيبحث الملف الأمني والعسكري بتفاصيله الواسعة مع تركيا.
كل ما سبق من حراك سعودي على الصعيدين الإقليمي والدولي يمكن اختزاله بأنه نموذج سعودي فريد في السياسة الخارجية الناجعة والنابعة من رؤية سياسية، وركائز لبيت الحكمة السياسي الذي دشنه السعوديون مؤخرًا في المنطقة في مقاربة فاعلة لعدد من ملفات المنطقة الساخنة من العراق إلى اليمن.