زلزال عنيف بقوة 5.9 درجات يضرب الأرجنتين الإحصاء: ارتفاع مساحة المحميات البرية والبحرية في السعودية أمطار رعدية ورياح نشطة على 6 مناطق سعود بن مشعل يفتتح الملتقى العلمي الأول مآثر الشيخ عبدالله بن حميد انحراف حافلة عن مسارها في بلقرن طرح مزاد اللوحات الإلكتروني اليوم مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق مرتفعة فياريال يسعى لضم نجم الأهلي إشعال النار بمناطق محمية دون موقد غرامته 20 ألف ريال المرور يستكمل الإجراءات النظامية في حادث اصطدام شاحنة بحافلة
قالت صحيفة الإندبندنت إن السعودية تألقت في زراعة أشجار المنغروف الساحرة، التي لها فوائد توازي فوائد الغابات المطيرة، ورغم ذلك، فإن فوائدها بالكامل لا زالت غير معروفة.
وقال عالم البيئة البحرية الرائد في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية (كاوست)، البروفيسور كارلوس دوارتي: نحن بالكاد نخدش سطح فوائد هذه الأشجار، حيث لا يزال العلماء يكتشفون أشياء رائعة حول هذه النباتات، مثل حقيقة أنها تستطيع عزل المزيد من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالغابات المطيرة.
وقال تقرير الإندبندنت إن أشجار المنغروف تتجمع حول المياه المالحة لمصبات الأنهار، لذلك تبدو من بعيد وكأنها أوراق شجر خضراء فوضوية، وعندما ينحسر المد يظهر تشابك الجذور المعقدة.
وتابع البروفيسور كارلوس: في الواقع، لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن المنغروف، بما في ذلك بالضبط عدد أنواع النباتات الموجودة هناك، تشير التقديرات المتحفظة إلى أن الرقم يقارب 50، ولكن يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 100، فالشرط الأساسي لتنصيف المنغروف هو أن تكون شجرة أو شجيرة قادرة على العيش في المياه الغنية بالملح والفقيرة بالأكسجين في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية.
ويتكون جذر الشجيرة من ثلاث طبقات مميزة من المواد التي تعمل كمرشحات دقيقة لإزالة ما يصل إلى 90 في المائة من الأملاح من المياه، وهي ميزة يمكن أن تغذي تطوير فلاتر تحلية أكثر فاعلية في المستقبل.
وبجانب عزل ثاني أكيد الكربون، وعملها كفلتر للأملاح، فإن الميزة الثالثة تكمن في أن كثافة جذورها وشبكتها المعقدة تساعد على الحد من تآكل الشواطئ من خلال تثبيت التربة في مكانها.
وأي رواسب يأتي بها البحر تحبسها شبكة جذور الأشجار، وهو مع الوقت يسهم في تحسن صفاء المياه، كما تصبح هذه البيئة أيضًا بمثابة حضانة للأسماك والمحار، أي أنها تساعد في دعم نظام بيئي غني للحياة البحرية.
وبمثل أهميتها تحت سطح الماء، فهي مهمة أيضًا عل البر، حيث تخلق بيئة مناسبة للنباتات الأخرى، بما في ذلك بساتين الفاكهة النادرة، وكذلك الحشرات والطيور والسحالي وحتى الثدييات الكبيرة مثل القرود والنمور، يخلق هذا النسيج الغني إمكانيات لا حصر لها للبحث العلمي.
وقال التقرير: في السعودية، نجد أن النحل يحصد حبوب اللقاح حصريًا من غابات المنغروف؛ نظرًا لأنها خالية من المبيدات الحشرية؛ لذلك ليس من المستغرب أن تكون أعداد النحل في المملكة واحدة من القلائل التي لم تتراجع.
هناك مجال آخر للدراسة وهو الفوائد الصحية لتلك الأشجار لاسيما في استخدامه لعلاج سرطان الثدي، حيث قام باحثو فيجاياوادا، في الهند، بعزل جزيء مضاد للسرطان من ثلاثة أنواع مختلفة من أشجار المنغروف، ويمكن تطوير هذا الجزيء إلى دواء طبيعي جديد لمحاربة سرطان الرئة والثدي ونخاع العظام وسرطان الدم.
وبالنسبة إلى السكان الذين يعيشون على طول الخط الساحلي، تعمل الأشجار كخط دفاع أول ضد ظاهرة الطقس المتطرفة، مثل الأعاصير وأمواج تسونامي، وهو أمر يحدث بانتظام متزايد نتيجة لتغير المناخ.
هناك جهود متضافرة في المملكة لإنشاء غابات جديدة على كل من الخليج وساحل البحر الأحمر، وقد بدأت أرامكو بزراعة هذه الأشجار في أوائل التسعينيات.
وفي إطار المبادرة الخضراء السعودية تعهدت المملكة بزراعة 100 مليون شجرة منغروف، مما يساهم في تحقيق هدف البلاد الطموح البالغ 10 مليارات شجرة.
وفي الآونة الأخيرة، عملت شركة البحر الأحمر للتطوير على إنشاء غاباتها الخاصة كجزء من مشروع البحر الأحمر، فهناك أعمال حماية لتعزيز تلك النوعية من الأشجار في محمية جزر فرسان البحرية المحمية، وهناك أيضًا إمكانية لإنشاء غابات المنغروف في نيوم.