التجارة: الوكيل يلتزم بتوفير قطع الغيار النادرة للمركبة خلال مدة أقصاها 14 يومًا تدشين نظام التدريب والابتعاث الرقمي لمديرية السجون لعام 2025 منتخب البحرين يضرب موعدًا مع عمان في نهائي خليجي 26 طرح مزاد اللوحات الإلكتروني اليوم عبر أبشر مساند: تكلفة الاستقدام المتفق عليها شاملة لجميع الإجراءات مدني الرياض ينقذ طفلًا احتُجز في خزنة إلكترونية الشيخ السند يطلق خدمة الخطة التنفيذية المُوحَّدة لرئاسة الهيئة خطوات تقديم الطلب في برنامج خادم الحرمين للابتعاث أجهزة ستُحرم من واتساب بعد ساعات.. تعرف عليها في الصياهد.. واحة الأمن رؤية مبتكرة للبيئة والتراث والتقنية
في صباح يوم 16 يوليو 1945، في قلب صحراء نيو مكسيكو، دخل العالم ما يُسمى بالعصر النووي، ولأشهر، عمل علماء مشروع مانهاتن على سلاح ذي قدرة لا مثيل لها، وفي تمام الساعة 5.29 صباحًا، شاهدوا النتائج، وكان ذلك عندما ارتفعت كرة من النيران المشتعلة فوق الصحراء.
وكتب مدير المشروع حينها، ج. روبرت أوبنهايمر: العالم لن يكون هو نفسه بعد الآن.
كان ذلك قبل 80 عامًا تقريبًا، ومنذ ذلك الحين تم استخدام السلاح النووي مرتين فقط، ليتل بوي وهي القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس 1945، وقتلت ما لا يقل عن 100000 شخص، والثانية فات مان، سقطت على ناجازاكي بعد ثلاثة أيام، مما أسفر عن مقتل حوالي 80 ألفًا آخرين، ناهيك عن الجثث المحترقة والعواصف النارية والحروق البشعة والسرطانات طويلة المدى والعيوب الخلقية والغبار المشع وغيرها من الكوارث.
بعد رؤية تلك النتائج الكارثية المميتة، فلا عجب إذًا أن العالم ظل طوال عقود خائفًا من الإبادة النووية، لكن يبدو أن هذا الخوف قل مع الزمن، فالوضع في أوكرانيا يجعل البعض يفكر فيما إذا كان الكوكب أقرب إلى الصراع النووي من أي وقت مضى، وعزز من تلك المخاوف التصريحات الروسية من فلاديمير بوتين والذي أثار مرارًا وتكرارًا شبح الحرب النووية.
وتساءل الكثيرون حول العالم: هل يمكن أن يكون جادًّا؟ أم أنها مجرد صرخة فارغة؟ أو ربما محاولة يائسة لترهيب الغرب؟
وقال المؤرخ البريطاني، دومينيك ساندبروك: الأمر المخيف في هذه الأسئلة هي الإجابة: لا أحد يعرف.
وتابع: يبدو لي أن هجوم نووي مفاجئ على بريطانيا أو أي دولة غربية كبرى غير مرجح للغاية، فالجميع يدرك مخاطر استخدام الأسلحة النووية، لكن المفارقة هي أنهم في الوقت نفسه كانوا يستثمرون في ترسانات نووية هائلة ذات قوة تدميرية بلا حدود.
وأضاف: اقترب العالم عدة مرات من حافة الهاوية، وأشهرها خلال أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962، بعد اكتشاف تراكم صواريخ سوفيتية سرية في منطقة البحر الكاريبي، وحث بعض الجنرالات الأمريكيين الرئيس جون كينيدي على شن هجوم وقائي، بحجة أن البديل سيكون خسارة كارثية لماء الوجه، ولو كان كينيدي متحمسًا مثل جنرالاته، لما كان العالم موجودًا على الأرجح.
لحسن الحظ، حافظ كينيدي على قراره، وتراجع الكرملين، وتنفس العالم الصعداء.
بعد 20 عامًا من ذلك، وصلت التوترات بين أمريكا رونالد ريغان والاتحاد السوفيتي إلى ذروة لا تطاق، مرة أخرى حافظ الجميع على هدوء أعصابه ولم يهلك العالم.
وعندما تقرأ الملفات التي رفعت عنها السرية من الأرشيف الوطني البريطاني، عن المناورات الحربية الحكومية في أوائل الثمانينيات، ستجد أن لندن جلبت روسيا لطاولة المفاوضات عن طريق شن هجوم على قمر صناعي شيوعي في بولندا وبلغاريا.
كل ما سبق يخبرك بشيء واحد، الأسلحة النووية هي الأسلحة الأضعف رغم قوتها، فثمن استخدامها باهظ للغاية، أقله الانتقام الهائل والتدمير المحتمل للحضارة.
أحد السيناريوهات المعقولة هو أنه إذا شن الأوكرانيون هجومًا مضادًا في دونباس، وخاصة إذا هددوا قبضته على شبه جزيرة القرم، فقد يأذن بوتين بضربة نووية تكتيكية، باستخدام أسلحة قصيرة المدى مصممة للاستخدام في ساحة المعركة.
وتختلف تقديرات عدد القتلى المحتمل بشكل كبير، حيث تمتلك روسيا أسلحة تمثل حوالي ثلثي القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما، مما يعني أن سلاحًا واحدًا قد يقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.
هل يذعن الغرب ويفرض سلامًا تفاوضيًّا؟ هل قادة الغرب لن يفعلوا شيئًا؟ أم أنهم سيشعرون بالحاجة إلى الانتقام؟
في الواقع، فإن حتى الضربة المحدودة في ساحة المعركة قد تضع العالم على طريق نحو كارثة كاملة، مخلفة مئات الملايين من القتلى وتدمر الكوكب إلى درجة يتعذر معها التعافي.
وقال وزير الدفاع الأمريكي السابق، الجنرال جيمس ماتيس، قبل أربع سنوات: لا أعتقد أن هناك شيئًا يُسمى بالسلاح النووي التكتيكي، أي سلاح نووي يستخدم في أي وقت هو عامل إستراتيجي لتغيير قواعد اللعبة
وعلقت صحيفة ديلي ميل البريطانية قائلة: قد يكون من المروع الاعتراف بذلك، إذا وافق فلاديمير بوتين على توجيه ضربة نووية، مهما كانت محدودة من الناحية النظرية، فقد تكون تلك اللحظة بسهولة بداية النهاية، كل ما يتطلبه الأمر لإنهاء العالم هي رجل واحد.