أمانة جدة تُصادر أكثر من 3 أطنان من الخضراوات والفواكه التربيع الأخير لقمر شهر رجب يزيّن سماء المملكة الليلة سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 12369 نقطة فيصل بن فرحان يستعرض العلاقات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبي معرض “سيرة ومسيرة” للفنان سعد العبيّد يختتم فعالياته 24 يناير تعليم مكة يطلق المرحلة الثالثة من تصفيات مسابقة القرآن الكريم الصحة: انخفاض في وفيات الإنفلونزا الموسمية لهذا الموسم توقعات بحالة مطرية شتوية ورياح نشطة نهاية الأسبوع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يوقع مذكرة تعاون مع “كفاءات المعرفة” و”تمرس” حرس الحدود بمكة ينقذ مقيمين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
يمتلئ التاريخ السعودي بنماذج براقة لنساء أثبتن كفاءة منقطعة النظير، وقدرة على تحمل المسؤولية على مر العصور.
وتعتبر موضي البسام، الشهيرة بـ”أم المساكين”، من أشهر نساء التاريخ السعودي، إذ عاشت يتيمة واستطاعت منح الأمان الحاني لعشرات الأبناء، بعد وفاة خمس من أبنائها الست في حياة عينها.
ولدت موضي العبدالله البسام في حدود عام 1270هـ وقيل 1263هـ، وتوفي والدها وهي طفلة، فتولت أمها رعايتها؛ إلى أن تعلمت القراءة والكتابة وحفظت بعض سور القرآن، وتزوجت بأحد أبناء عمومتها، وأنجبت منه ابنين وأربع بنات.
توفي زوجها في عام 1320هـ، فتيتم أبناؤها الستة، وتوفي أولهم الأكبر حمد، ومن بعده أخواته البنات، حتى توفيت ابنتاها حصة ولولوة في عام واحد 1337هـ المعروف بسنة الرحمة.
أكملت الأم المكلومة تربية ابنها الأخير إبراهيم، مع أحفادها من بناتها؛ إلا أن أمومتها لم تقتصر على امتداد رحمها فقط؛ فقد عمدت إلى الإنفاق على أبنائها من مال أبيهم، أما مالها فكرسته للإنفاق على البر ومشاريع الرحمة.
لم يقف إحسانها عند هذا الحد فقد استقبلت المهزومين من جيش مبارك الصباح والإمام عبدالرحمن الفيصل في وقعة الصريف عام 1318هـ، بعدما تعقبهم ابن رشيد، إلى وصل إلى عنيزة فوجدوا المساعدة من موضي، التي استضافتهم في بيوت خاصة بها وببعض أفراد أسرتها، وأمدتهم بما يحتاجون إليه من طعام وشراب، وبعد أن خف الطلب عنهم تولت إعادتهم إلى الكويت بعد أن أعدت لهم الرواحل، على دفعات بمجموعات صغيرة حتى لا يلفت إليهم النظر.
لم يقف إحسان أم المساكين، على استضافة المنهزمين، والتصدق بأموالها في مشاريع الخير، ففي عام 1337هـ، أصيب الناس بمرض الكوليرا ونتج عنه وفيات كثيرة، وعرفت هذه السنة بسنة الرحمة، وقد توفي في عنيزة وحدها ما يقارب الألف من الرجال والنساء فهرعت موضي إلى توزيع الطعام كما العادة؛ إلا أنها هذه المرة قامت بتجهيز الموتى، والتكفل بأجرة المغسل والمغسلة والتكفين وحتى حفر القبور.
كتب عنها المؤرخون والأدباء، وراسلها سمو الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وخلدت صفحات التاريخ مشاهد إحسانها، كمثال لامع للمرأة السعودية.