مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
خلال الأيام القليلة الماضية، اجتاحت جنوب آسيا موجة حرارة شديدة، حيث تحمل أكثر من مليار شخص في الهند وباكستان درجات حرارة بلغت 40 درجة مئوية، وعانت دلهي، ثاني أكبر مدينة في العالم، خلال أيام متتالية من حرارة تصل إلى 44 درجة، أما نوابشة في باكستان، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 230 ألف نسمة سجلت 50 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة التي يبدأ فيها جسم الإنسان بالغليان، وتُطهى الخلايا البشرية، وتزداد ثخانة الدم، وتنغلق العضلات حول الرئتين.
ارتفاع درجة الحرارة له تكلفة بشرية مروعة، حيث لقي عشرات الأشخاص حتفهم بسبب ضربة شمس، والهنود الأغنياء فقط هم من يمتلكون مكيفات الهواء، ومع ذلك فإن الطلب على الكهرباء مرتفع للغاية لدرجة أن البلاد تخطط لاستيراد فحم إضافي من روسيا للحفاظ على شبكة الكهرباء الخاصة بها على قيد الحياة.
وسيكون لموجة الحر أيضًا تكلفة اقتصادية، لا في الهند وحدها بل في العالم، حيث يعاني العالم من نقص في السلع الأساسية، بما في ذلك محاصيل الحبوب الأساسية مثل القمح بسبب الصراع الروسي الأوكراني، هنا عرضت الهند التي تمتعت بخمس سنوات متتالية من محاصيل قياسية للقمح تصدير أكثر من المعتاد، لكن تلك الخطط دمرتها موجة الحر، وقدّر بعض المزارعين الهنود أن ما بين 10 إلى 15% من محصولهم قد دُمِر، ويمكن أن يؤدي نقص الغذاء وارتفاع أسعار الحبوب إلى انحناء مسارات التاريخ في بعض الدول، لكن رصدت مجلة The Atlantic بعض النقاط.
أكبر محصول سنوي للقمح في الهند هو في الربيع، الذي يُزرع من أكتوبر إلى ديسمبر ويُحصد في أوائل الربيع، وفي كل من السنوات الخمس الماضية، حققت الهند إنتاجًا قياسيًا من القمح خلال موسم الربيع، وكانت تسير على الطريق الصحيح حتى جاءت ضربة الحر.
كانت الدولة محظوظة قليلاً في التوقيت، في جنوب ووسط الهند، تم بالفعل حصاد البعض، لكن لا تزال هناك أسئلة كبيرة حول صحة النبات في الشمال وهي المنطقة الأكثر إنتاجية في البلاد، حيث لا يزال المحصول غير محصود إلى حد كبير، وتأثر بشدة من الحرارة.
وبالتالي أدت موجة الحر إلى بعض الخسائر المحلية، وتقليل كمية المحصول في البلاد.
عندما دخلت روسيا أوكرانيا، بدا أن ما يقرب من 55.4 مليون طن من القمح، إجمالي إنتاج البلد، معلق في الميزان، علمًا بأنها سلة غذاء لأوروبا وآسيا وشمال إفريقيا، لكن لحسن الحظ، لم يكن الصراع حتى الآن كارثيًا بالقدر الذي كان يُخشى منه، فعلى الرغم من أن المزارعين لا يحققون نفس الغلة كما كانت، إلا أنه ما زال ينتج، الفكرة تكمن في كيفية إخراجه حيث يخرج 90% منه عبر موانئها على البحر الأسود، لكن روسيا أغلقت تلك الموانئ، مما يعني أن إجمالي صادرات السلع الأوكرانية يجب أن يسافر بالسكك الحديدية أو الشاحنات، ولا يمكن شحن سوى 500 ألف طن شهريًا عبر البر من إجمالي 5 ملايين طن، وهذا يخلق مشكلة للبلدان التي أصبحت تعتمد على أوكرانيا.
بجانب الحديث عن القمح في الهند وأوكرانيا، فهناك محاصيل زراعية أخرى مهمة للعالم أيضًا، فالزراعة في الهند لديها تاريخ طويل، يعود تاريخها إلى عشرة آلاف سنة، وهي اليوم في المرتبة الثانية عالميًا في مجال الإنتاج الزراعي.
وتمثل الزراعة والقطاعات المرتبطة به مثل الغابات وقطع الأشجار 16.6% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2007، ويعمل 52% من مجموع القوى العاملة فيها.
والهند هي أكبر منتج في العالم من الفواكه الطازجة واليانسون والشمر، والكزبرة، والفواكه الطازجة المدارية، والجوت، والبازلاء، والبقول والتوابل والخروع وبذور الزيت وبذور السمسم وبذور عباد الشمس، والليمون، والليمون الحامض، وحليب البقر والفلفل الجاف والفلفل والحمص والكاجو، والبامية، والحليب الزنجبيل الجوافة الكركم والمانجو وحليب الماعز والجاموس واللحوم والقهوة.
وهي أيضًا ثاني أكبر منتج للكاجو، والكرنب، وبذور القطن والوبر، والخضراوات الطازجة والثوم، ولحم الماعز، والحرير، وجوزة الطيب، والهال والبصل والقمح والأرز وقصب السكر والعدس والفاصوليا الجافة والفول السوداني، والشاي، والبازلاء الخضراء، القرنبيط، والبطاطا، القرع، الكوسة، القرع والأسماك الداخلية.
والهند هي ثالث أكبر منتج للتبغ والذرة وبذور اللفت وجوز الهند والبيض والدجاج والطماطم، وهي وتمثل 10% من الإنتاج العالمي من الفاكهة والمرتبة الأولى في إنتاج المانجو والبابايا والموز.
والسؤال هو كيف ستبدو هذه الأزمة من وجهة نظر الولايات المتحدة وأوروبا والعالم؟ هل ستكون الأرفف فارغة؟ على الأرجح لا، لكن الأسعار سترتفع، وفي نهاية المطاف، ستؤدي أسعار الحبوب المرتفعة إلى ارتفاع أسعار اللحوم، لأن الحيوانات التي تربى في المزارع تأكل نفس المواد الغذائية مثل أي شخص آخر.