تركي آل الشيخ: الإبداع السعودي يبث محتواه في كل الأرض قنصلية السعودية في هونج كونج تحذر من إعصار شديد الخطورة العرب أول من ربطوا الزراعة والمواسم والمطر بالنجوم انخفاض الدولار من أعلى مستوياته في أكثر من 6 أشهر اللواء الدكتور صالح المربع مديرًا عامًّا للجوازات نصائح لتقليل السعرات الحرارية هل يُشارك نيمار مع الهلال بمونديال الأندية 2025؟ منتدى جائزة تجربة العميل السعودية 2025 خطوةٌ لتحسين جودة الخدمات ماذا يفعل الأخضر في ختام مرحلة الذهاب الدور الحاسم؟ رئيس الاتحاد عن شائعات الميركاتو الشتوي: من وحي الخيال
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية: إن هذه ليست المرة الأولى التي يخسر فيها حزب اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فرغم التغطية الإعلامية الكبيرة حول الانتخابات الرئاسية في فرنسا التي ركَّزت على المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، ورغم استطلاعات الرأي التي أظهرت أنها تقترب من الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، وبعد أن نجحت في اجتياز الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة تقترب من ماكرون، إلا أنها خسرت في الجولة الثانية.
وتابع التقرير: ربما جاءت النتيجة مفاجئة للبعض، ومخيبة للبعض الآخر، لكنها بالتأكيد متوقعة لدى الكثيرين؛ ذلك لأنها لم تكن المرة الأولى التي تواجه لوبان ماكرون، وكان بدلًا من طرح سؤال هل بإمكان مارين الفوز بالانتخابات كان يجب التساؤل لماذا لم تفز مارين من قبل؟ رغم أن حزبها المماثل فاز بالحكم في عدد من الدول الأوروبية مثل النمسا، وإيطاليا، والمجر.
وفي حملات الانتخابات الرئاسية الفرنسية، خسرت مارين ووالدها جان ماري لوبان، بالهزيمة في جولات الإعادة في انتخابات عامي 2002 و2017 و2022، ذلك أن حزب التجمع الوطني أو الحزب اليميني لديه سبعة أعضاء في الجمعية الوطنية الفرنسية، وهو المجلس التشريعي ذو الرتبة الأدنى في مجلس النواب الفرنسي، المكون من 577 عضوًا، ولا يسيطر على أي من الإدارات الإقليمية القوية في فرنسا، بالإضافة إلى أن الحزب ليس لديه سوى 12 رئيس بلدية من بين أعضائه من إجمالي 35500 رئيس بلدية على مستوى البلاد.
وهذا أمر يثير الدهشة؛ نظرًا لطول عمر حزب اليمين المتطرف واستمراره، بل إنه تأسس في عام 1972، مما يجعله أحد أقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة وأعرقها لا في فرنسا وحدها بل في أوروبا.
ويُشير التقرير إلى أن مارين وأتباع حزبها لديهم إجابة واحدة عن هذا السؤال: ألا وهي النظام الانتخابي، ذلك أن النظام مكون من جولتين لمعظم الانتخابات الفرنسية يُقلص من قوتهم على نحو مصطنع فهو نظام نسبي معتمد على القائمة ومكون من جولة واحدة، وهو مثال على كيفية أداء الحزب إذا كانت العملية الانتخابية تعكس نسب التصويت بدقة.
الأمر الآخر الذي أورد التقرير أن هناك تواطؤًا بين أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط برفض تشكيل تحالفات مع اليمين المتطرف، على اعتبار أن هذا الأمر محاولة من تلك الأحزاب للدفاع عن مبادئ الجمهورية الفرنسية الديمقراطية ضد الحزب، الذي عادى النظام الجمهوري عبر التاريخ.
والسبب الثالث هو انقسام حزب اليمين المتطرف نفسه، على سبيل المثال ما حدث في عام 2015، عندما طردت مارين والدها من الحزب الذي أسسه، وانشقت ماريون ماريشال، ابنة شقيقة مارين لوبان، عن الحزب في الدورة الانتخابية للعام الجاري ودعمت المرشح اليميني المتطرف المنافس إيريك زمور، وزادت هذه النزعات والاتجاهات بسبب الهيكل الحزبي الضعيف، أو ربما الهيكل الضعيف للحزب هو ما زاد الانقسامات، على كل، فإن أعضاء الحزب مع هذا الوضع لم يكونوا مستعدين لاستقطاب النشطاء والاحتفاظ بهم، وهو ما يقودنا للنقطة الرابعة.
لم يكن حزب اليمين المتطرف قادرًا على استقطاب حلفاء له، كما لم يكن هناك كثير من المشاركات مع المجتمع المدني، ولا يمتلك كوادر حزبية مخلصة، كما لا توجد قوة لفرض أفكاهم في المجتمع أو حتى تطويرها ومناقشتها، وكان ما يدور في نقاشات أعضاء الحزب من المواطنين هو سلطة مارين لوبان المطلقة التي أدت إلى انتشار الفساد الموثَّق على نطاق واسع، مثل اختلاس الأموال والمحسوبية.
ويلفت التقرير إلى أن ذلك لا يعني أن فوز مارين في انتخابات قادمة قد يكون غير ممكن، لكن يجب أن تتماشى مع السياسات الفرنسية وتتطور معها وأن عليها أن تعيد تشكيل نفسها في مظهر جديد حول مختلف الأحزاب والمرشحين من اليسار، الذين أطلقوا جميعًا دعوات واضحة لمنع مارين من الوصول إلى الجولة الثانية.
ويُذكر أن الفرنسيين لم ينتخبوا أبدًا حكومة يمينية متطرفة، بل حتى المرات التي اختار فيها الفرنسيون أشخاصًا اشتراكيين، كانت قليلة ومتباعدة (في أعوام 1936، و1981، و2012)، ولم تنجح تجارب الدول الأخرى من حولهم باختيار الشخص الممثل لحزب اليمين، سواء دونالد ترامب في أمريكا وبوريس جونسون في بريطانيا وجايير بولسونارو في البرازيل في تشجيع الشعب الفرنسي على خوض تجارب مماثلة.