معلومة خاطئة بشأن 90% من أمراض القلب إغاثي الملك سلمان يسلّم دفعة جديدة من المساعدات لقطاع غزة أبرز الأسئلة الشائعة عن خدمة محفظة لوحات المركبات الرقمية قلاع أبو نقطة في طبب التاريخية ضمن أفضل القرى السياحية لعام 2024 جامعة القصيم تفتح باب التقديم على 13 برنامجًا للدبلوم عن بعد الشيخ البعيجان في خطبة الجمعة بكوشين الهندية: أوفوا بالعقود والعهود واتقوا محارم الله تحديات تواجه قطاع محطات الوقود في السعودية خطيب المسجد النبوي: تزكية النفوس وتنقيح الأفكار بما حمله الإسلام يضمن صلاحها خطيب المسجد الحرام: على الإنسان الابتعاد عما لا يخصه ولا يهمه ولا يتدخل في شؤون غيره مجمع الملك سلمان للغة العربية يتوج نور بالمركز الأول في مسابقة حرف
بعد أسابيع من الدراما السياسية في باكستان، تمت الإطاحة بعمران خان من خلال حركة سحب الثقة، ليصبح أول رئيس وزراء باكستاني يُطاح به بهذه الطريقة، ومع رحيله الآن، تم اختيار زعيم المعارضة المشتركة، شهباز شريف، من الرابطة الإسلامية الباكستانية، وأدى اليمين كرئيس للوزراء، كما توقعت التقارير الموثوق بها، لكن كالعادة فإن الطريق لا يخلو من التحديات والصعوبات.
التحدي الأول والأساسي، هو اقتصاد باكستان، فمن المتوقع أن تحصل إسلام آباد على مزيد من القروض من دول فردية مثل الصين أو من مؤسسات مالية أخرى، وقد ازدادت الأمور سوءًا؛ نظرًا لأن إسلام آباد مدرجة في القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي (FATF) منذ يونيو 2018، بسبب معدل النمو المتناقص، وجفاف احتياطيات النقد الأجنبي والاعتماد المتزايد على القروض، ما دفع باكستان إلى حافة الإفلاس المالي.
الجانب المشرق الوحيد هو أن الصين، الدائن الرئيسي لباكستان، من خلال وسائل إعلامها الحكومية، قد أشادت بالفعل بشهباز شريف وأكدت على دعمها لباكستان، لكن من جهة أخرى، فإن القروض الصينية ليست مشجعة للغاية، خاصة بعد تأثيرها على الاقتصاد السريلانكي الذي يتعرض للإفلاس الآن، وبالتالي ليس من المستبعد أن يتكرر نفس السيناريو في باكستان.
التحدي الثاني هو التحالف متعدد الأحزاب الذي سمح لشهباز أن يصبح رئيس الوزراء، قد يكون هو نفسه شوكة في ظهره، فقد سبق أن وصف عمران خان التحالف بأنه دمية في أيدي أمريكا، وبالتأكيد يسعى شهباز إلى تغيير تلك النظرة.
أما الأمر الآخر فهو أن التحالف لا يرغب في التدخل العسكري في السياسة المدنية، وهو أمر جدلي في إسلام آباد، ويحتاج شهباز شريف إلى الحفاظ على تحالفه سليمًا مع تماسك سليم بين الأحزاب السياسية وتنافساتها وتوقعاتها، وبالتالي نرى أن شهباز يرث صراعًا كبيرًا يغلي تحت السطح.
يظل تأمين ثقة الجيش أولوية وتحديًا كبيرًا لرئيس الوزراء الجديد، ففي حين أن خان كان يمتلك علاقات ممتازة مع الجيش، حتى كان يظن البعض أنه مثال لكيفية تدخل الجيش في السياسة المدنية، إلا أنه مع ذلك ليس واضحًا كيف فقد عمران ثقة الجيش أو كيف أصبح الجيش فجأة محايدًا، وأيًّا كان السبب، يحتاج كل من الائتلاف الحاكم والأحزاب الأخرى إلى إعادة ضبط وإعادة تقييم موقفهم للتوصل إلى قرار ودي حتى تتمكن الحكومة المدنية المستقرة من العمل من أجل تحسين حياة الناس، وبالتالي فإن على رأس أولويات رئيس الوزراء الجديد هي تأمين ثقة الجيش الباكستاني.
تغيرت السياسة الخارجية لباكستان بشكل ملحوظ خلال نظام عمران خان، فقد حاضر عن الإسلاموفوبيا في الدول الغربية، وانتقد صراحةً الرئيس الفرنسي بشأن تصرفاته ضد الإسلاميين الراديكاليين، وشجب رئيس الوزراء الهندي، وتحدث عن مسلمي الأويغور الذين يعانون في معسكرات الغولاغ الصينية، كما اختار أن يبتعد عن حلفاء باكستان، ودعمه العلني لطالبان لكسر أغلال العبودية الأمريكية، وأخيرًا نظرية المؤامرة الأمريكية، كل ذلك زاد الطين بلة بالنسبة لشهباز شريف، فما لم يتم تصحيح المسار وتحقيق توازن بين المصلحة الوطنية والشعبوية، ستستمر باكستان في مواجهة صعوبات في الضغط من أجل مصلحتها الخاصة.
كالعادة، كشمير هي قضية قديمة بالنسبة لإسلام آباد، وازداد الأمر سوءًا بعد أن ألغت الهند المادة 370، منهية الوضع الخاص الذي مُنِح لجامو وكشمير، وجعلها أرضًا تابعة للاتحاد الهندي، وتوضيح موقفها من أن أي حوار حول كشمير سيكون فقط من خلال الاعتراف بأن كشمير تحتلها باكستان، وجدد رئيس الوزراء مودي هذا الموقف في تغريدة تهنئة لشهباز شريف، حيث قال: يجدر بنا أن نرى كيف يرغب في جلب الهند إلى طاولة المفاوضات.
في النهاية، فإن شهباز شريف سياسي متمرس يعرف خصومه ورفاقه في الداخل والخارج، ويعرف أيضًا الجيش وآلياته للسيطرة على النظام المدني بشكل جيد، وسيكون من الرائع مشاهدة كيف يتعامل هذا السياسي البالغ 70 عامًا مع مثل هذه القضايا المعقدة في الأيام المقبلة.