طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
جاءت التحليات الأخيرة التي أجرتها جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، لتؤكد أن الصين تلحق بسرعة بالولايات المتحدة الأمريكية من حيث التكنولوجيا والقدرات العسكرية والإستراتيجية، ولكن بكين تدرك جيدًا أن واشنطن تتفوق عليها في التمويل الدولي والبحث والتطوير، بجانب الرغبة الأمريكية في الهيمنة العالمية لتوجيه العالم كله.
ومن هنا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من تنامي القوى الصينية والروسية، خاصة بعد أن شنت موسكو عمليتها العسكرية الخاصة على أوكرانيا، والذي جاء في المقام الأول بسبب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في مناطق نفوذ روسيا بمحاولة ضم أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
وقال تقرير مجلة مودرن دبلوماسي: يجب أن ندرك أن بكين هي ثاني أكبر اقتصاد متقدم في العالم ولديها قدرات دفاعية عسكرية هائلة، وأن حليفها هو روسيا التي تضم قوة عسكرية هائلة تخشاها واشنطن وحلفاؤها في الناتو، كما يجب الوضع في الاعتبار أن بكين وموسكو لديهما حدود متشابكة ومترابطة ومساحات جغرافية مترامية الأطراف داخليًّا وخارجيًّا، بالإضافة إلى وفرة الموارد، والأهم تشجيع مواطنيهما على الإيمان بفكرة المد القومي في مواجهة الهيمنة الأمريكية والغربية.
وتسعى بكين إلى تحقيق درجة عالية من التماسك الإستراتيجي مع روسيا، من خلال توسيع تحالفاتها عالميًّا؛ لذلك تدرك الولايات المتحدة الأمريكية قوة التحالف والشراكة بين الصين وروسيا، والدعم القوي لبعضهما البعض سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وتقنيًّا.
كما أصبحت بكين أكثر وعيًا بأنه من خلال التعاون السياسي والاقتصادي والأمني العميق مع روسيا، ستضمن الصين إمكانية تشكيل شراكة متعددة الأقطاب، أي وجود أكثر من قطب دولي وإقليمي حول العالم، مع التركيز على توسيع هذا من خلال تشجيع المزيد من الدول للانضمام إلى تحالفها لإصلاح النظام العالمي الحالي الذي تهيمن عليه السياسات الأمريكية.
وتابع التقرير: نجد أنه في مواجهة القوة الاقتصادية الأمريكية، تمثل الصين وروسيا معًا حوالي 77% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ولذك فإن واشنطن الآن مثقلة بالديون، والتي زادت لتصل إلى حوالي 30 تريليون دولار، ونسبة الدين الأمريكي الآن تتعدى أضعاف قيمة ونسبة الناتج المحلي الإجمالي لها، الأمر الذي يتنبأ بتدهور القوة الاقتصادية الأمريكية على مستوى العالم.
ويدرك العالم كله أن هذه العلاقات الوثيقة والتحالفات بين الصين وروسيا هي حجر الزاوية لتأسيس وتشكيل نظام دولي متعدد الأقطاب، في مواجهة السياسات الأمريكية التي لا تزال تسعى إلى الحفاظ على هيمنتها العالمية، لذلك، تحاول الصين وروسيا توسيع نطاق شراكاتهما الدولية من خلال المشاريع المتمثلة في: طريق الحرير الصيني، إطلاق مبادرات للشراكة التنموية مع الدول النامية في الجنوب، والدول الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية والجنوبية وبعض الدول العربية كنوع من أنواع صناعة إستراتيجية كافية لكسر الهيمنة الأمريكية، وهي ضمانة أساسية للانتقال لعالم متعدد الأقطاب.
وقال تحليل المجلة السياسية المرموقة: أوجدت واشنطن العديد من الأزمات الدولية في أجزاء كبيرة من العالم، ولعل أبرزها أفغانستان، وحاليًّا تحاول تدارك الخطأ من خلال الاستفادة من أزمة الصراع الروسي الأوكراني لتوحيد جبهة الناتو وأعضائه في الغرب في مواجهة روسيا؛ لتأكيد هيمنتها وتفردها عالميًّا في مواجهة الصين وروسيا، ثم التوقيع الأمريكي على حلف أوكوس للدفاع العسكري مع أستراليا وبريطانيا في مواجهة الصين.
وأشار التقرير: من ناحية أخرى، فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في التكيف مع الاقتصاد العالمي المتغير، وذلك على عكس الصين، بعد عدد من الأزمات الاقتصادية العالمية، مثل: جائحة فيروس كورونا، وقبلها الأزمة المالية العالمية عام 2008 وأخيرًا أزمة أوكرانيا، الأمر الذي تسبب في فقدان ملايين المواطنين الأمريكيين لوظائفهم خاصة في مجال التصنيع والتكنولوجيا، وهو الأمر الذي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية التهرب منه داخليًا من خلال إلقاء اللوم على السياسات التجارية غير العادلة التي تنتهجها بكين دوليًّا في مواجهتها.
وأصر الرئيس الصيني شي جين بينغ، في جميع خطاباته السياسية، على التأكيد على مفهوم المستقبل المشترك للإنسانية، والتأكيد على شعاره حول الحلم الصيني لتحقيق الرخاء، وذلك عن طريق مشروع الحرير الصيني والروح الصينية والقوة الصينية، وتركز خطاباته على مفاتيح وآليات تنفيذ هذا الحلم الصيني في عالم متعدد الأقطاب دوليًّا، ومدى ملاءمة ذلك للصين وبقية العالم.
ونجد أن جوهر تنفيذ هذا الحلم الصيني داخليًّا هو الوصول إلى عالم متعدد الأقطاب دوليًّا بعيدًا عن مفاهيم الهيمنة الأمريكية.
واختتم التقرير قائلًا: بناءً على هذا التحليل المذكور أعلاه، يمكننا أن نستنتج أن الهيمنة الأمريكية قد انتهت بالفعل على الصعيد العالمي أو في طريقها إلى الزوال أو التهرب، لكن من جهة أخرى فإن تحقيق توازن عالمي مستقر للقوى لا يزال ممكنًا.