حققت المملكة مكانة عالمية مستحقة فهي أرض القيادة والريادة وقبلة العالم الإسلامي، ومن منطلق استمرار تلك المكانة العظيمة التي تحقق بالعمل والبذل والعطاء عبر عقود، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات طبية وإيوائية عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، وخاصةً بولندا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة البولندية ومنظمات الأمم المتحدة.
ولأن إنسانية المملكة العربية السعودية لا حدود لها وتوجه مستمر طالما استمرت الحياة إذ تتواجد في أحلك المواقف والظروف، ولا ينسى العالم ما قدمته السعودية من مساعدات في العام 2020 في مكافحة آثار جائحة كورونا تجاوزت 713 مليون دولار واستمرت في مساعدة العديد من العواصم في مكافحة الجائحة بما فيها الصين.
بينما كان الكثيرون يقلبون في دفاترهم ويضعون حسابًا للسنت قبل الدولار واليورو، فإن التوجيه الملكي السعودي ليس جديدًا، وطالما كان لخادم الحرمين الشريفين “أيادٍ بيضاء” في دعم المنكوبين والمشردين ومساعدة اللاجئين الذي تضرروا من ظروف سياسية واقتصادية سيئة أو هربًا من حروب طاحنة آتت على الأخضر واليابس في بلادهم.
المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة، قال إن توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز تأتي امتدادًا لجهود المملكة الإنسانية في الوقوف إلى جانب المتضررين والمحتاجين في أرجاء المعمورة والتخفيف من معاناتهم، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية، واس، في 13 من إبريل الجاري.
ورفع الربيعة الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على هذه المبادرة الكريمة، التي تعكس نهج المملكة الإنساني، الذي يعلي من قيمة الإنسان.
وتعليقًا على جهود المملكة الإنسانية، يقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيودورس أدهانوم، إن السعودية أظهرت من خلال مساهماتها ومساعداتها تضامنها المطلق في مجال الاستجابة للطوارئ ودعم أضعف شعوب العالم.
من جانبه يقول الباحث السياسي محمود الورفلي، إنه منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، لم تقتصر الجهود الملكية الكريمة لدعم اللاجئين الأوكرانيين على مساعدات مالية في صورة مساعدات طبية وإيوائية عاجلة، بل صدرت أوامر وتوجيهات مباشرة من “مليك الإنسانية” الملك سلمان بن عبدالعزيز بتمديد تأشيرات الأوكرانيين الموجودين في السعودية.
الأوامر الكريمة بتمديد التأشيرات والصادرة في 17 من مارس الماضي، شملت السياح ورجال الأعمال، دون رسوم أو غرامات، وذلك لاعتبارات إنسانية.
وأعلنت المديرية العامة للجوازات حينها أن التمديد سيكون آليًا، بالتعاون مع مركز المعلومات الوطني دون الحاجة إلى مراجعة مقار إدارات الجوازات وذلك تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويضيف الباحث السياسي، خلال تصريحات لـ”المواطن” ولأن الكرم وإغاثة الملهوف وتأمين الخائفين صفة متوارثة في أسرة آل سعود وإرث عروبي مستديم يجري في دماء العرب مجرى الدم في العروق، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الثالث من مارس المنقضي، تمديد تأشيرات الزائرين والسياح والمقيمين الأوكرانيين في المملكة خاصةً التي ستنتهي خلال هذه الفترة لثلاثة أشهر قابلة للتمديد وذلك من منطلق اعتبارات إنسانية، وأن حكومة المملكة حريصة على راحتهم وسلامتهم.
كما بذلت ولا تزال تبذل المملكة، جهودًا حثيثة لبحث وقف إطلاق النار وضمان إنهاء الحرب التي تؤثر بشكل كبير على المدنيين في المقام الأول، خاصةً فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية، فحرصًا على المدنيين وإنهاء معاناة الأوكرانيين، قال ولي العهد ، في الثالث من مارس الماضي، إن موقف المملكة المعلن، ودعمها للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي لن ينقطع وسيؤدي إلى جانب الجهود الدولية لإنهائها ويحقق الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى استعداد المملكة لبذل الجهود للوساطة بين أطراف الأزمة لضمان الحل السريع.
من جانبه يقول الورفلي، إن السعودية قد عرضت مع بدء شرارة الحرب الأولى “وساطتها” لإنهاء النزاع. حيث تلقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مارس الماضي، اتصالاً هاتفياً، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى خلاله بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
وأكد الأمير محمد بن سلمان، “دعم المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها ويحقق الأمن والاستقرار، وأن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف”.
وفي اليوم نفسه، تلقى ولي العهد أيضاً اتصالاً هاتفياً، من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تهدد العالم أجمع بالفعل.
تمتد مساعدات وأياد الخير من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى الإنسان في أكثر من 59 دولة حول العالم في كل من سوريا وفلسطين واليمن والصومال والعراق والسودان وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وسيريلانكا والنيجر وغيرهم، ويستمر نهر العطاء السعودي ضاربًا في عمق التاريخ بالأفعال لا الأقوال.