مصير الرحلات الجوية بعد ارتفاع أسعار النفط

تشير التقديرات الأخيرة إلى أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الرحلات مع ارتفاع تكلفة وقود الطائرات، حيث لا يؤثر ارتفاع أسعار النفط على تكاليف الطاقة فحسب، بل يؤثر أيضًا على السفر والرحلات الجوية.

ومع استمرار زيادة الطلب على السفر مع تخفيف قيود قواعد الإغلاق في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لن يكون من السهل  حجز الرحلات الجوية للسفر، حيث ترتفع أسعار الرحلات الجوية المحلية والدولية أعلى وأعلى.

قد يهمّك أيضاً

ارتفاع أسعار النفط وبرنت يسجل 84.44 دولار للبرميل

“الخارجية” تدعو المواطنين الراغبين في السفر للالتزام بالأنظمة والقوانين

وكانت أسعار تذاكر الطيران غير متوقعة على مدار العامين الماضيين بسبب عدم اليقين في الطلب على السفر بسبب جائحة كورونا، ومع ذلك، يبدو الآن أنه حتى شركات الطيران ذات الميزانية المحدودة ستضطر إلى رفع أسعارها بشكل كبير لتغطية تكاليف الوقود المتزايدة.

ارتفاع أسعار وقود الطائرات 

ارتفعت أسعار وقود الطائرات بنسبة 45% هذا العام ووصلت إلى 4.07 دولار في وقت سابق في مارس، وهو أعلى سعر منذ عام 2008، ومع الوضع في الاعتبار أن وقود الطائرات يساهم بنسبة 20 إلى 25% من تكاليف تشغيل شركات الطيران، فإن هذا له تأثير كبير.

صدمة بسبب الأسعار 

وبالنسبة للأشخاص الذين يتتبعون أسعار الرحلات، يشعر الكثيرون بالصدمة لرؤية الأسعار تتضاعف على مدى بضعة أسابيع فقط، وتبدو الأشهر المقبلة أكثر غموضًا، حتى أن بعض العاملين في صناعة الطيران توقعوا أن الأسعار سترتفع بنسبة تصل إلى 6% شهريًا حتى أغسطس.

وتعمل شركات الطيران الآن على تغيير أسعارها بسرعة استجابة للتغير في تكاليف الوقود، بعد أن تعلمت التكيف مع تقلبات الطلب خلال جائحة كورونا، وتستجيب العديد من شركات الطيران الآن بسرعة أكبر للتغييرات التي قد تؤثر على التكاليف أو الطلب لضمان أمنها، ومع تجنب العديد من شركات الطيران الإفلاس بصعوبة أثناء الوباء، فإنهم الآن غير مستعدين لترك أي شيء للصدفة مع حالة الصراع الدولي الأخيرة.

و قررت بعض شركات الطيران خفض رحلاتها بسبب ارتفاع التكاليف، حيث خفضت شركة ألاسكا للطيران رحلاتها بنحو 5% في النصف الأول من عام 2022 ، في حين قطعت شركة Allegiant Air رحلاتها في الربع الثاني.

حلقة في سلسلة طويلة 

وقال تقرير موقع Oil Price إن أسعار السفر المرتفعة ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة طويلة من ارتفاع التكاليف، حيث اضطرت الأسر في أغلب الدول حول العالم إلى معالجة ارتفاع تكاليف البقالة والطاقة والإيجار في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع التضخم ونقص النفط والغاز مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

وحتى الآن، تعامل المستهلكون ببساطة إلى حد ما مع ارتفاع التكاليف حيث إنها تزداد تدريجيًا عبر العديد من نفقات المعيشة، ولكن إلى متى سيستمر هذا؟ حيث إنه مع استمرار التضخم في الارتفاع فإن ذلك قد يؤدي إلى رد فعل عنيف من المستهلكين.

وكانت جامعة ميشيغان قد أجرت استطلاعًا يظهر أن الأمريكيين يتوقعون أن تتدهور أوضاعهم المالية الشخصية هذا العام، حيث يرى 50% من الأسر التي شملها الاستطلاع انخفاضًا في دخلهم بسبب التضخم في الأشهر المقبلة.

وبالإضافة إلى ذلك، قال ما يقرب من خُمس الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع في استطلاع أجرته مؤسسة غالوب، إن ارتفاع تكاليف المعيشة أو التضخم هو التحدي الأكثر إثارة للقلق في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.

وبالإضافة إلى ما سبق، ونظرًا لأنه من المتوقع أن تستمر أسعار الرحلات في الارتفاع خلال العام المقبل، فسيتعين على المستهلكين تغيير سلوكهم إذا كانوا يأملون في الحصول على تذاكر طيران بسعر مناسب لمستويات ما قبل الوباء، وقد يصبح السفر ببساطة غير مرغوب فيه حاليًا.