القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بـ التربيع الأخير فما هو؟ نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر
“إنّه.. قاتل”، هكذا وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عملية عسكرية شاملة لا تزال مستمرّة، بدأتها قوات موسكو في 24 فبراير 2022.
ومع انتشار صور الضحايا الأوكران إثر قصف المسارح والمستشفيات وعمليّات عسكرية قوية على أرض كييف، لم يتراجع رئيس الولايات المتحدة عن وصف فلاديمير بوتين بأنّه “مجرم حرب وارتكب عمليّات إبادة جماعية في أوكرانيا”، وهو ما تصدّى له “الكرملين” على لسان ديمتري بيسكوف، معلنًا أنّ أمريكا مسؤولة عن مقتل مئات الآلاف بالقنابل حول العالم، ولا يحقّ لها الحديث عن “جرائم حرب”.
ومع الحديث عن ترتيبات تتبنّاها تركيا، يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان لعقد لقاء يجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لبحث وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أوكرانيا، تواترت تصريحات جو بايدن مع تصريحات لـ”زيلينسكي”، اتهم فيها “بوتين” بأنّه مسؤولٌ عن جرائم حرب في بلاده.
بينما وصف خبراء ومحلّلون التصريحات أنها قد تُشكِّل عقبةً كبيرةً في طريق أي سلام محتمل بين موسكو وكييف، وأيضًا تعرقل أي تقاربٍ يمحو التوتر المشتعل وحرب التصريحات بين الولايات المتحدة وروسيا.
من جانبه يقول باسم الملا الباحث السياسي: إنّها ليست المرة الأولى التي يتعاركان فيها بالتصريحات وحرب الأعصاب، ولا يمكن إغفال الأجواء التي صرّح فيها جو بايدن بأنّ فلاديمير بوتين “مجرم حرب”، إذ إن الأوّل ردّ على سؤال إحدى الصحافيات عقب العمليات العسكرية في أوكرانيا عن اعتباره نظيره الروسي “مجرم حرب أم لا”، ليجيب قاطعًا: “لا”.
وعاد قائلًا للصحافية: ماذا سألتِ؟ أعتقد بأنّه مجرم حرب، وهو تردّد واستدراك يفسّر الكثير من المشاعر تجاه رئيس روسيا.
ويُضيف الملا، خلال تصريحاته لـ”المواطن“، أمَّا بوتين فعقب على تصريحات سابقة ووصف سلبي من “جو” تجاه بوتين، وأنّه بلا روح وقت أن التقيا، وكان بايدن نائبًا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: “كلماتك تلتصق بك”.
أيضًا لا ينسى المتابعون وصف بايدن لبوتين بأنّه “قاتل”، بعدما اتهم الأوّل، الثاني، أنه تدخل في الانتخابات الأمريكية، ليرد بوتين على بايدن بأنّها تعبير عن الثقافة الأمريكية، وتمنّى له الصحة.
ويؤكد الباحث السياسي، أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست في أفضل حالاتها اقتصاديًّا، وأيضًا أوروبا والمعاناة من ارتفاع مستوى التضخم وأزمة واردات الطاقة وما خلفته جائحة “كورونا” من خسائر نالت من اقتصادات العالم، جعلت القطب الأكبر في العالم “أمريكا” تُدرك أنها ليست الظروف المواتية لتحدّي روسيا القوية عسكريًّا، والتي دخلت حرب أوكرانيا، وهي تُدرك كيف تدير معركة العقوبات ضد أمريكا وحلفائها الغربيين.
وفي خطاب خصّصه جو بايدن في “آيوا” ضمن جهود التصدّي للتضخم في أمريكا، باتت واشنطن ترتِّب لحصد الأدلة الدامغة على إثبات جرائم حرب للروس في أوكرانيا بهدف محاصرة موسكو اقتصاديًّا، وكبح جماحها عسكريًّا بعد ما فشلت المواجهة الاقتصادية والعقوبات إلى حد بعيد، وصمد الروبل الروسي أمام الدولار في حرب التداولات وسط اشتراطات فلاديمير بوتين على أوروبا أن مقابل الغاز بالروبل لا الدولار.
في السياق يقول الأكاديمي أحمد درويش: إن تراشُق القطب الأمريكي والدب الروسي بالاتهامات وحرب التصريحات، كان للرئيس الأوكراني منها نصيب، إذ سارع فلاديمير زيلينسكي، مشيدًا بتصريحات بايدن التي يتهم فيها بوتين بالمسؤولية عن جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما لاقى قبولًا لدى حكومة كييف التي أعلنت ذلك أكثر مِن مرة، وسارعت بمطالبة الغرب أن يمدّ الجيش الأوكراني بأسلحةٍ ثقيلةٍ في أسرع وقت تسعفها في حربها ضد قوات بوتين المدججة بأسلحة وصواريخ متطورة.
ويوضح درويش، خلال تصريحاته لـ”المواطن”، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من الاستغلال الأمريكي للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، بعد ما أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو، مقتل ما بين 20 ألفًا و22 ألف شخص في مدينة ماريوبول، وصعوبة حصر أعداد الضحايا في بوتشا، مع استمرار القصف لأكثر من 40 يومًا.
وأكد يمتزج ذلك مع اتهامات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، باستخدام الجيش الروسي “الغاز المسيل للدموع الممزوج بمواد كيميائية” ضد “المقاتلين والمدنيين الأوكرانيين”.
ومع استعادة الجيش الأوكراني السيطرة على مدن حول كييف وتركيز روسيا على شرق أوكرانيا لأهداف إستراتيجيّة، أعلنت حكومة كييف ارتكاب قوات روسية مجازر جماعية وممارسة حرب إبادة ضد الأوكران، وهو ما يُوافق هوى وتوجهات أمريكية بإثبات تهمة جريمة الحرب على روسيا وملاحقتها دوليًّا بالعقوبات والتضييق السياسي والاقتصادي.
في السياق يتهم رئيسُ أوكرانيا، فلاديمير بوتين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في بلاده، وبايدن يكيل الاتهامات لبوتين أكثر مِن مرّة، وبات الضّباب يتصاعَد بين رئيسَي أمريكا وروسيا على أرض كييف.
لا شكّ أنّ اختلاف أمريكا وروسيا بسبب حرب أوكرانيا، جعل البلدين الكبيرين يتراشقان بالاتّهامات حول جرائم الحرب، بينما لا ينسى أحد دور أمريكا في حرب العراق وأفغانستان وسوريا، أيضًا ما فعلته روسيا في الشيشان والبوسنة وسوريا، وهو ما يُفسّر عجز المجتمع الدولي عن قدرته على ردع الأقوياء في حالة الاختلاف أو التصدي لجماح القوة بين أعضاء “النادي النووي”.