طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
نادرًا ما يُعتبر البحر الأسود من بين المساحات الإستراتيجية المهمة في العالم، فغالبًا ما تحظى المسطحات المائية مثل بحر الصين الجنوبي والخليج العربي وشرق البحر الأبيض المتوسط بمزيد من الاهتمام في السنوات الأخيرة.
على سبيل المثال، أقر الكونجرس في عام 2019 تشريعات تعيد تشكيل سياسة الولايات المتحدة بشأن شرق البحر المتوسط، وفي عام 2020، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية رسميًّا موقفًا جديدًا بشأن بحر الصين الجنوبي معلنة أنها سترفض أي فرض لأي قوى عليها، أما الخليج العربي فكان نقطة محورية في السياسة الأمريكية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وعلى النقيض من ذلك، لا يُنظر إلى البحر الأسود على أنه مصدر مهم، ومع ذلك، فهو يُعد المسطح المائي الأكثر دموية، ذلك أنه وقع 10 حروب مذهلة على ساحل البحر الأسود أو بالقرب منه منذ نهاية الحرب الباردة، أكثر من أي مساحة بحرية أخرى في العالم: ومن بين تلك الحروب والصراعات: صراع ترانسنيستريا في مولدوفا، الحرب الجورجية الأبخازية، الحرب الأهلية الجورجية، الحرب الروسية الجورجية، الحربان الشيشانية الأولى والثانية، الحرب الروسية الأوكرانية 2014 والعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في 2022، والحربان الأرمنية الأذربيجانية الأولى والثانية على ناغورنو كاراباخ.
وعن ذلك قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير لها بعنوان مرحبًا بكم في عصر الحرب على البحر الأسود: في الحقيقة، لا ينبغي أن يكون هذا مفاجأة، البحر الأسود بعد كل شيء هو المكان الذي تلتقي فيه العديد من أكبر القوى في العالم: روسيا، والاتحاد الأوروبي وتركيا وحلف شمال الأطلسي الذي يجلب معه الولايات المتحدة، ومع ذلك فلا أحد لديه القدرة على الهيمنة على مياهه، ولكن هناك دائمًا فرصة تلوح بالأفق بالنسبة لإحدى القوى للتصعيد المحتمل من أجل القضايا الأمنية، على سبيل المثال، تظن روسيا الآن أن لديها فرصتها للهيمنة على المياه.
وتابع التقرير: من المهم أن نفهم تركيبة القوى في المنطقة، ومصالحها الخاصة، ولماذا لم تستطع إحداها السيطرة الكاملة على المياه.
أحد أهم التحولات الاستراتيجية هو انضمام بلغاريا ورومانيا إلى الناتو في عام 2004 ثم إلى الاتحاد الأوروبي بعد ذلك بثلاث سنوات، وفي حين أن تركيا واليونان كانتا عضوين منذ فترة طويلة في الناتو، فإن التوترات بينهم غالبًا ما جعلت التعاون في المنطقة محدودًا؛ لأنه يُنظر إلى أن أنقرة لديها أجندتها الخاصة.
من جهة أخرى، أعطت بوخارست للسفن الحربية التابعة لحلف الناتو إمكانية الوصول إلى الموانئ المستقلة عن تركيا، وهو ما يثير استفزاز أنقرة كل فترة وأخرى، وفي المقابل تدعو روسيا دائمًا إلى انسحاب القوات الغربية (الناتو والولايات المتحدة) من البحر الأسود، لكن قيادة الناتو لم تأخذ هذه المناشدات على محمل الجد.
وتصرفات روسيا في جورجيا عام 2008 وأوكرانيا عامي 2004 و2022، كانت مدفوعة جزئيًا بالاعتقاد بأنها بحاجة إلى إعادة ترسيخ أمنها من خلال دفع الغرب بعيدًا عن البحر الأسود، وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك بوضوح في خطابه في مؤتمر ميونيخ الأمني لعام 2007 حيث قال فيه: إنه نادمًا على قرارات روسيا بسحب القواعد السوفيتية القديمة في مولدوفا وجورجيا في السنوات السابقة، ثم في العام التالي، سعت موسكو إلى إعادة وضع نفسها كلاعب أمني رئيسي على البحر الأسود من خلال عمليتها في جورجيا.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن هناك صراعات أخرى حدثت في منطقة البحر الأسود بين عامي 1991 و2008، وكان منها الحرب الأهلية في جورجيا، ونزاع ترانسنيستريا، والحروب الشيشانية، وحرب ناغورني كاراباخ الأولى، ودون الخوض في تفاصيل تلك الصراعات فإنها جميعًا كانت بسبب خسارة الهيمنة الإقليمية والرغبة في استعادتها، حيث يريد الجميع استخدام البحر كممر يمكنهم من أن يكونوا قوة عظمى.
وقال التقرير: نلاحظ أن بكين قد وصلت كقوة ناشئة في المنطقة أيضًا، حيث يقف البحر الأسود بثبات في إستراتيجية الحزام والطريق لتوسيع الاستثمار في البنية التحتية وتطوير شبكات التجارة، لاسيما في جورجيا وبلغاريا وتركيا ورومانيا وأوكرانيا.
السبب في النظر إلى البحر الأسود كمساحة إستراتيجية والسبب في أنه عانى من الكثير من الصراع هو سبب واحد: شواطئه تمثل أكبر تركيز جغرافي للقوى الكبرى المتغيرة.
وتعني تلك التعددية القطبية (أكثر من مركز قوى كبيرة) أنه لا يُرى بنفس الطريقة التي تظهر فيها المنافسة على بحر الصين الجنوبي أو البحر المتوسط، ويمكن القول: إن كونه يمثل مثل هذا الالتقاء القوى هو في الواقع عامل زعزعة الاستقرار الرئيسي.
وفي النهاية قال تقرير المجلة الأمريكية: الخلاصة أنه مع اعتقاد أردوغان أن بلاده آخذة في الصعود ويطالب بالاعتراف بها كقوة عظمى، ومحاولة بوتين استعادة الهيمنة الروسية على أوكرانيا وتحدي الهيمنة الأمريكية في المنطقة وخارجها، يبدو أن القوى المتغيرة ستستمر في التجمع والاشتباك، في سواحلها وحولها، كما يثير دور الصين المزيد من الأسئلة أيضًا، لاسيما في ضوء التقدير الجديد للبحر الأسود كطريق تجاري نظرًا لأهمية روسيا وأوكرانيا في أسواق الزراعة الدولية، إذًا فالحروب التجارية المحتملة واستغلال النفوذ التركي، وزيادة انتقام الكرملين ليست سوى بعض التهديدات التي تواجهها منطقة البحر الأسود، ويهدد توازن القوى غير المستقر بتحويل المنطقة الى منطقة صراعات كبرى أخرى، كما أن النظر إلى البحر الأسود كمساحة أمنية خاصة لكل قوى حوله يسلط الضوء على مخاطر تعدد الأقطاب.