توقعات أجواء إجازة نهاية الأسبوع: باردة ليلًا ولا تتنزهوا نهار الجمعة مصعب الجوير يهز شباك اليمن بهدف التعادل افتتاح فرع لهيئة الصحفيين في جدة والساعد مديرًا له إطلاق خدمة الحافلات الترددية من محطة الوزارات إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض لا صحة لتعرض مناطق السعودية الأسبوع القادم لأقوى موجة باردة 19 فرصة استثمارية في الرياض لتعزيز نمو العاصمة تأخر السعودية ضد اليمن في الشوط الأول توفير خدمة حفظ الأمتعة مجانًا في المسجد الحرام القصاص من كينية قتلت مواطنًا طعنًا في الرياض اليمن تسجل الثاني والأخضر يُقلص الفارق
تناولت الصحافة الغربية في اليومين الماضيين أخبارًا متفرقة عن كل من التوترات بين روسيا واليابان والتهديدات المخفية بين الصين والولايات المتحدة، لكن يبدو الأمر أبعد من مجرد أخبار متفرقة، فمن ناحية، لا يخفى على أي شخص موقف روسيا والولايات المتحدة من بعضهما، ومن ناحية أخرى، لا يمكن استبعاد أن دولتين عظيمتين تمثلان عمودين من الأعمدة الاقتصادية والسياسية للعالم تستخدمان ملفات لدول أخرى كقطع الشطرنج من أجل تحقيق مصالحهما، إذًا فماذا حدث وما دخل الدولتين الآسيويين الصين واليابان؟
في الخبر الأول الذي تناولته صحف ومواقع عدة، على رأسهم فرانس برس، وصفت اليابان أربع جزر متنازع عليها بأنها محتلة بشكل غير قانوني من قبل روسيا، وقد ذكرت كلمة احتلال في بيانها لأول مرة منذ نحو عقدين.
وكان البلدان قد انخرطا منذ فترة طويلة في محاولات للاتفاق على معاهدة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الجزر التي تحتلها موسكو وتطالب بها طوكيو تظل نقطة شائكة رئيسية.
وآخر مرة استخدمت وزارة الخارجية اليابانية هذا التعبير، كان في تقريرها السنوي عن السياسة في عام 2003 لوصف الجزر التي تسميها موسكو الكوريلس وطوكيو بالمناطق الشمالية.
ويأتي ذلك الوصف، احتلال، من دولة تربطها علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية قوية ونشطة للغاية مع الولايات المتحدة، حتى أن المسؤولين الحكوميين الأمريكيين يعتبرون اليابان بشكل عام واحدة من أقرب حلفائها وشركائها، وبالتأكيد ليس من قبيل المصادفة أن يتم ذكر ذلك التعبير في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العالم وفي وقت وصلت فيها العلاقات الأمريكية الروسية التاريخية إلى أوج توترها.
وفي الوقت نفسه، فرضت اليابان وشركاؤها في مجموعة السبع عقوبات صارمة على روسيا.
والآن يأتي دور روسيا للرد، فبعد أن علقت على البيان الياباني بقولها إنها ستتخلى عن المحادثات، مشيرة إلى استحالة استمرار المناقشات مع دولة اتخذت موقفًا معاديًا بشكل علني وتسعى جاهدة لإلحاق الضرر بمصالح البلد، كان لزامًا أن ترد بشيء آخر، وهو أن تدفع بحليفتها الصين والتي تربطهما العديد من المصالح المشتركة؛ من أجل ارسال رسالة تهديد إلى الولايات المتحدة، لتضيف إلى أجندة صراعات واشنطن صراعًا آخر.
وكان الملف الأجدر بامتياز هو ملف جزر سليمان، والذي وصفته فوريس بوليس بأنه كابوس صيني جديد يهدد أمريكا.
وقال التقرير إن جُزُر سليمان جذبت أنظار بكين، ما دفع واشنطن إلى أن تتخذ إجراءاتٍ سريعةً في هذا الأمر، وهذا قد يعني أننا قد نكون بصدد الاتجاه إلى سياسة حافة الهاوية بين القوى العظمى في جزر سليمان.
وسترسل الولايات المتحدة مسؤولين رفيعي المستوى إلى جزر سليمان هذا الأسبوع في الوقت الذي يحاول فيه البيت الأبيض تفادي تحوُّلها السريع نحو الصين (حليفة روسيا)، وفي الوقت نفسه أعربت اليابان (حليفة الولايات المتحدة) في وقت سابق عن قلقها بشأن الأنشطة البحرية المتزايدة لبكين في المنطقة.
ومع أن جزر سليمان بعيدة عن البر الرئيس في الولايات المتحدة، فإنها تقع في نقطة استراتيجية رئيسة في المحيط الهادئ، حيث تبعُد عن أستراليا بنحو ألف ميل، وعن ولاية هاواي الأمريكية بـ3,600 ميل.
ويدق الاتفاق المرتقب بين جزر سليمان والصين جرس الخطر لكل من أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.
وتوشك العلاقات بين الجزر وبكين أن تتوطد أكثر وذلك من خلال مسودة اتفاق أمني بينهما جرى تسريبها، يمكن السفن البحرية الصينية من استخدام موانئ جزر سليمان في أغراض مثل تجديد الإمداد اللوجستي، وهو الأمر الذي يُمكِن بكين من إرسال قوات أمن في الجُزُر ليس هذا فقط بل أيضًا إنشاء قاعدة عسكرية صينية، وهو الأمر الذي لن تسمح به أمريكا نظرًا لقرب هذه الجزر من هاواي وبالتالي يمثل الأمر خطورة على أمنها القومي، وفي الوقت نفسه فإنه أمر تتمناه موسكو لحليفتها بكين.
إذًا، من خلال ما سبق نجد أنه يتم بناء ما يشبه بتحالفات جديدة بين ما يُعتبر أكبر 4 قوى مؤثرة عالميًا، وبالتالي أصبح اللعب على كلا الجانبين ليس سهلًا كما كان من قبل، وهذا ما من شأنه أن يمزِّق البيئة السياسية للدول في وقت حرج للغاية على العالم، وقت يُنظر إليه على أنه بمثابة حرب باردة جديدة وعلى شفا أن تتحول لحرب عالمية ثالثة.