بيّن إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي أن القرآن العظيم، نزل في شهر عظيم، لأمة جعل منها القرآن أمة عظيمة في أخلاقها وسلوكها وشؤون حياتها.
خطبة الجمعة من المسجد النبوي
ولفت في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي إلى أن القرآن أعظم معجزة نزلت من السماء، وسر إعجازه؛ صنيعه بالقلوب، وتأثيره فق النفوس فإذا قرع السمع واستقر في القلب؛ سكب فيه لذة، وحلاوة، ومهابة، وسكينة، وإيمانًا، وأمانًا.
وأوضح أن أهل القرآن في رمضان يتلذذون بطول القيام، ويستمتعون بالمناجاة، ولا يملون من كلام ربهم الرحمن الرحيم، روعة القرآن تحمل القارئ إلى كنوزه؛ فهو نور وروح وهدى وفرقان وشفاء وذكر ورحمة وبركة وهذا لا يتأتى إلا يتدبر القرآن والتأمل في معانيه فاللسان يرتل والعقل يترجم، والقلب يتعظ.
فضل قراءة القرآن في رمصان
وأضاف أن القرآن يحكي التاريخ وعبره بلا رتوش ولا تزييف، ويصف حال الأمم الغابرة وأسباب تنكبها وهبوطها في دركات الانحراف وسيئ الأخلاق قصص الأمم مع رسلهم موعظة وذكرى للمؤمنين قال تعالى ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ﴾.
والقرآن الكريم يصف أحوال أهل النار والجنة ويقرب صنوف النعيم للعقل البشري فيمتلئ القلب شوقًا والنفس تطلعًا إلى نعيم تعجز الكلمات عن وصفه والبيان عن بلوغه.
يبصر القرآن بأحوال المسلمين وعناصر قوتهم ونهضتهم وعزتهم وأسباب ضعفهم ويرسم الحلول لمعاناتهم قال تعالى ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ ﴾.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي بالقول إن اللذة والحلاوة اللتين يجدهما قارئ القرآن في رمضان تقوي عزمه وتشد أزره فتدفعه إلى أن يحسن علاقته بالقرآن وتقوي صلته بالنور والإيمان على مدار العام والعمر يفتح قلبه ويزيل عنه قفله ويشرح له صدره وينهل من معين الحسنات والرحمات والنور والبركة.