نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر الأهلي المصري يضرب بلوزداد بسداسية
نشرت مجلة سميثسونيان الأمريكية قصة تحدثت فيها عن الجندي الياباني، شويتشي يوكوي، الذي فضَّل العيش في أدغال غوام على الوقوع في الأسر، لا عامًا أو عامين، بل 27 عامًا كاملًا، وذلك إبان الحرب العالمية الثانية.
عندما عاد الرقيب الياباني إلى بلاده بعد حوالي ثلاثة عقود من الاختباء كان رد فعله الأولي هو الأسف؛ إذ قال: أعود وأنا أشعر بالحرج الشديد، وذلك بعدما وصل إلى بلاده وهو يبلغ من العمر 56 عامًا.
وقد أمضى 27 عامًا يعيش حياة زهيدة، حيث فرَّ من الوقوع في الأسر بعد استيلاء القوات الأمريكية على الجزيرة في أغسطس 1944، ووفقًا للمؤرخ روبرت روجرز، كان يوكوي واحدًا من نحو 5 آلاف جندي ياباني رفضوا الاستسلام للحلفاء بعد معركة غوام، مفضِّلين حياة الفرار على عار الاعتقال.
ومع أن الحلفاء اعتقلوا معظم هؤلاء الفارين، أو قتلوهم في غضون بضعة أشهر، إلا أن هناك نحو 130 شخصًا ظلوا مختبئين مع نهاية الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1945.
أما يوكوي، الذي عُثر عليه من قِبل صيادين محليين في يناير عام 1972، كان آخر الفارين استسلامًا، مقدِّمًا مثالًا مُبالغًا فيه عن الشرف والتضحية بالنفس.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز عام 1997، بعدما توفي يوكوي بنوبة قلبية عن عمر 82 عامًا بعد عودته إلى اليابان: كان يوكوي مثالًا لقيم ما قبل الحرب، المتمثلة في الاجتهاد والولاء للإمبراطور، وجانبارو التي تعني العمل بشرف خلال الأوقات الصعبة.
وتابعت: هل يمثل يوكوي أفضل ما في الروح الوطنية أم أسخفها؟
وُلد يوكوي في محافظة آيتشي اليابانية عام 1915، وعمل خياطًا قبل تجنيده في الجيش الإمبراطوري الياباني عام 1941، وكان متمركزًا في الصين حتى فبراير عام 1943 حين نُقل إلى غوام، وبعد أن دمرت القوات الأمريكية كتيبة يوكوي كلها تقريبًا في صيف 1944 هرب هو وتسعة، أو 10 من رفاقه إلى الغابة، ووفقًا لموقع Vintage news.
ومنذ البداية كانوا حريصين للغاية حتى لا يُكتشف أمرهم، ومحوا آثار أقدامهم أثناء تحركهم عبر الأشجار المتشابكة في الغابة، وسرقوا ماشية السكان المحليين ليبقوا على قيد الحياة.
ومع تناقص عددهم وازدياد احتمالية اكتشافهم، هربوا إلى مناطق نائية من الجزيرة وعاشوا في الكهوف والملاجئ المؤقتة تحت الأرض وتناولوا جوز الهند، والبابايا، والجمبري، والضفادع، والثعابين، والجرذان.
ووفقًا لصحيفة الواشنطن بوست اعتمد الجندي الياباني يوكوي على مهاراته في الخياطة لنسج الملابس من لحاء الشجر، وميّز مرور الوقت عن طريق ملاحظة مراحل القمر، وانفصل في النهاية عن رفاقه الذين إما استسلموا، أو وقعوا ضحية للعدو أو ماتوا بسبب ظروف العيش القاسية.
وظل يوكوي على اتصال طفيف مع اثنين من الفارين الآخرين، ولكن بعد وفاتهما أثناء فيضانات عام 1964 أمضى آخر ثماني سنوات من اختبائه في عزلة تامة.
وفي 24 يناير عام 1972، رصد الصيادان جيسس إم دويناس، ومانويل دي جارسيا، يوكوي وهو يلقي شبكة صيد أسماك في النهر، وميزوا أنه غريب عن الناس هناك، وقد حاول مقاومة الصيادَيْن، ولكنهما تغلَّبا عليه بسهولة نظرًا لضعف حالته الصحية حيث كان مصابًا بفقر الدم، وعدا ذلك كان بصحة جيدة.
وسبب إصابته بالذعر وعدم تجاوبه مع الصيادين هو أنه التقى بالبشر لأول مرة منذ سنوات، وكان يخشى أن يأخذوه أسير حرب.
ومع أن الجميع من حوله حاولوا إقناعه أن الحرب انتهت قبل عقدين من الزمان، إلا أنه رفض تلك التقرير وصمم عقله أن ذلك كان جزءًا من الدعاية الأمريكية، وواصل مقاومته ضد الاستسلام.
وعاد يوكوي إلى وطنه في فبراير 1972، وتلقى ترحيبًا كبيرًا مثل الأبطال من حشد تجاوز عدده 5 آلاف شخص، لاسيما وأنه عاد برفقة البندقية التي سلمه إياها الإمبراطور.