ضبط شخص أثار الفوضى وأعاق عمل الأمن في إحدى الفعاليات برماح وظائف شاغرة لدى وزارة الطاقة وظائف شاغرة في الشؤون الصحية بالحرس الوطني اللجنة الطبية بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل تكشف عن حالات عبث الجامعة الإسلامية تُدشن المنصة الإلكترونية للمجلات العلمية وظائف شاغرة بـ فروع شركة جوتن جامعة طيبة بالمدينة المنورة تسجل براءتي اختراع علميتين قبول طلب تقييد دعويين جماعيتين من أحد المستثمرين ضد تنفيذيين بإحدى الشركات بيان الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي: ندعم سيادة سوريا ولبنان وندين العدوان الإسرائيلي القبض على المطرب الشعبي حمو بيكا في القاهرة
زادت تداعيات التوتر بين أمريكا والصين في الآونة الأخيرة في ظل منافسة تجارية واقتصادية شرسة وتفاقمت على خلفية دور بكين المساند بقوة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا ليدخل الشحن السياسي والصراع الاقتصادي واقتسام كعكة الهيمنة بين بكين وواشنطن ليدخل الصراع حلبة واسعة بين البلدين الكبيرين.
واشتعلت جبهة صراع جديدة في القارة الأسيوية وسط مخاوف أمريكية من نفوذ صيني عسكري محتمل بعد ما أعلنت جزر سليمان أو “جزر سولمون”، عن التوقيع على معاهدة أمنية واسعة (بالأحرف الأولى) مع بكين، ومع مخاوف متكررة أعلنها الغرب خاصة (الولايات المتحدة وأستراليا) في وقت سابق من الخطوة التي قد تمهد أمام أول وجود عسكري صيني في جنوب المحيط الهادئ.
لم تمضِ ساعات حتى قال رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاره، الجمعة الأول من أبريل، إن حكومته لن تسمح ببناء قاعدة عسكرية صينية على أراضي بلاده، ودافع عن اتفاق أمني معلق مع بكين وأن حكومته مهتمة بالحفاظ على سيادة بلاده في المقام الأول.
وهنا يقول محمود الورفلي الباحث في الشؤون السياسية، أبدت أمريكا وأستراليا مرارًا شعورهما بالقلق من احتمالات قيام الصين ببناء قاعدة بحرية في جنوب الهادئ، بشكل يسمح لقواتها البحرية ببسط نفوذها إلى ما أبعد من حدودها.
وأضاف محمود الورفلي، خلال تصريحاته لـ“المواطن“ كما أن أي وجود عسكري صيني سيجبر الولايات المتحدة وأستراليا على تغيير خطط تواجدها العسكري والجيوسياسي في المنطقة.
أثار تسريب مسودة الاتفاقية بين الصين وجزر سليمان التي تنتظر توقيع وزيري خارجية البلدين ضجة سياسية في أنحاء المنطقة، ودون الموافقة الخطية للطرف الآخر لا يمكن للصين أو جزر سليمان الكشف عن المهمات.
وهنا يوضح الورفلي، أنه بحسب مسودة سربت، قبل أيام، تنص الاتفاقية على إجراءات تسمح بانتشار أمني وعسكري صيني في الجزيرة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ؛ وتضمنت مقترحًا يمكن للصين، وفقا لحاجاتها وبموافقة جزر سليمان، إجراء زيارات للسفن والقيام بعمليات تموين لوجستية والتوقف والعبور.
وستسمح الاتفاقية أيضًا للشرطة الصينية المسلحة بالانتشار بناءً على طلب من جزر سليمان لإرساء النظام الاجتماعي“، كما سيُسمح لقوات الصين بحماية سلامة الأفراد الصينيين ومشاريع كبرى في جزر سليمان، ودون الموافقة الخطية للطرف الآخر لا يمكن لأي منهما الكشف عن المهمات.
تعيش جزر سليمان- بتعدادها نحو 800 ألف نسمة – اختلافًا كبيرًا، يشجع على القلاقل والاضطرابات، وفي 25 نوفمبر 2021 تعرضت مباني في جزر سليمان لعمليات إحراق خلال تظاهرات وحاول متظاهرون اقتحام البرلمان وقاموا بأعمال شغب استمرت 3 أيام، وسقط قتلى، وأحرق المتظاهرون مساحة كبيرة من الحي الصيني في العاصمة هونيارا.
الصين ساندت النظام في هونيارا لتخفيف آثار الاحتجاجات، وأعلنت في ديسمبر 2021 أنها سترسل مدربي شرطة ومعدات لمكافحة الشغب إلى جزر سليمان وهو التعاون الذي قبلته جزر سليمان رسميًا، في وقت بدأت قوات حفظ السلام الأجنبية مغادرة الأرخبيل بعد انتهاء الاحتجاجات الدموية.
ويعارض مسؤولو جزيرة مالايتا الأكثر تعدادًا للسكان، قرار “سوغافاره” الاعتراف ببكين وقطع العلاقات مع تايوان في 2019، فيما هددت أستراليا بإرسال الجيش “لوضع حد للعنف”، الذي نتج عن احتجاجات رافضة لحكومة سوغافاره وغذتها البطالة وخلافات داخلية، كما لعبت المشاعر المناهضة للصين دورًا مؤثرًا.
تحتوي جزر سليمان أكثر من 900 جزيرة وأكثر من 70 لغة وهي اختلافات تساعد على كثرة الأزمات والتباعد، وهو ما قد تستغله أمريكا أو أستراليا أو الدولتين معًا لوقف التمدد العسكري الصيني في جنوب الهادئ عبر بوابة جزر سليمان ووأد الاتفاقية بإقامة القاعدة العسكرية هناك عن طريق استغلال ورقة تفاقم الأوضاع الداخلية.
ولإدراكه حجم مخاوف الأمريكان من التواجد الصيني، قلل رئيس وزراء جزر سليمان سوغافاره من أهمية مخاوف أن تسمح الاتفاقية بتواجد قاعدة صينية في جنوب الهادئ، معتبرًا تلك التقارير “معلومات مضللة يروج لها معلقون مناهضون للحكومة”، إلا أن تصريحات سوغافاره، لم تهدئ مخاوف الحلفاء الغربيين.
ويرى رئيس وزراء جزر سليمان أنه إذا كانت الصين تسعى لإقامة قاعدة عسكرية لها في الهادئ لقامت بذلك إما مع بابوا غينيا الجديدة أو فيجي، وقال في بيان أكد فيه أن الدولتين هما من أوائل الدول في جنوب الهادئ التي أقامت علاقات ثنائية مع بكين.
وهنا يقول محمود الورفلي الباحث في الشؤون السياسية، خلال تصريحاته لـ”المواطن”، الولايات المتحدة لن تقف كالمتفرج من تنامي الوجود الصيني ما يهدد تواجدها جنوب المحيط الهادئ، واستبقت قرار توقيع الاتفاقية بين الصين وجزر سليمان، بإعلانها في 12 فبراير 2022 إعادة فتح سفارتها في جزر سليمان، التي استمر إغلاقها نحو 30 عامًا.
ولجأت أمريكا في العام الماضي، للتوقيع إلى جانب المملكة المتحدة وأستراليا على معاهدة دفاع عُرفت باسم “أوكوس”، وذلك لتعزيز وجود الحلفاء الغربيين في منطقة المحيط الهادئ-الهندي بما يعكس الرغبة الأكيدة في تحجيم التطلعات الصينية جنوب المحيط الهادئ، بدورها سعت أستراليا لمد جزر سليمان بملايين الدولارات في صورة استثمارات ومشروعات بنية تحتية.
كما تبنى قادة مجموعة السبع الذين يسعون لمنافسة الصين خطة لدعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في بناء بنية تحتية أفضل، لكنها لكنها تعرضت لانتقادات لأنها تثقل كاهل بعض الدول بالديون.
ويرى الورفلي أن خطط الصين في زيادة رقعة نفوذها للسيطرة جنوب المحيط الهادئ تكشف بشكل واضح عن نواياها تجاه المنطقة للمرة الأولى. ويقول جوناثان برايك، المتخصص في شؤون جزر الواقعة في المحيط الهادئ، إن تلك الخطط “تُظهر بوضوح ما تنشده الصين، وأسدت هذه الخطط بشكل ما صنيعًا لأستراليا؛ فنحن لا نزال في بداية عملية طويلة ولم نر بعد جنودا على الأرض أو أي وجود عسكري في جزر سليمان، لكن مجرد الوقوف على نية الصين أمر مثير للقلق”.
المخاوف الاسترالية وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتو قارن الغزو الروسي لأوكرانيا بالطموح الصيني في المنطقة، خاصة أن بلاده على مسافة لا تتجاوز 2000 كيلومتر إلى الجنوب من جزر سليمان. وقال الوزير الأسترالي: “أتفهم وأحترم وجهة نظر رئيس الوزراء سوغافاره، لكن أعتقد أن علينا أن نكون حذرين جدًا هنا؛ لأن الصينيين يبذلون جهودا حثيثة للغاية”.
وأضاف أن ”التكتيكات التي ينشرونها في جزر صغيرة لافتة، وأستراليا فعلت الكثير كل عام، لكن الصين بالتأكد تسلك مسارًا هنا، وأعتقد أن الرئيس فلاديمير زيلينسكي يفهم ذلك“.
يعزز القلق الاسترالي من أمر الاتفاقية، ما قالته وزيرة خارجية أستراليا، إنها تحترم حق جزر سليمان في اتخاذ قرارات سيادية ولكن يحق لبلادها الخوف من أي تحركات كفيلة بتقويض استقرار وأمن المنطقة، بما في ذلك إنشاء كيانات دائمة كالقواعد العسكرية”، كما قالت نيوزيلندا إنها تخشى من أن الخطة تهدد “استقرار المؤسسات والترتيبات القائمة التي أسهمت طويلًا في إرساء الأمن بمنطقة المحيط الهادئ”. فيما صرح رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيهسوغافاره بأنه من المهين جدًا اعتبار حكومته غير جديرة بإدارة شؤون بلاده السيادية”، من جانب دول أخرى، موجها حديثه لدول غربية بينها أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا.
وتهتم جزر سليمان بإبرام وتنفيذ عدد من الاتفاقيات مع الصين، ومن بينها اتفاقيات خاصة بالتوسع في التبادل التجاري وخدمات الطيران المدني، لكن يظل التعاون العسكري بين جزر سليمان وبكين نقطة انطلاق جديدة لمخاوف الغرب وخاصة أمريكا وأستراليا من نفوذ وتطلعات الصين للهيمنة، خاصةً وسط حديث عن اتجاه صيني لإقامة قاعدة عسكرية جديدة في غينيا الاستوائية لتأمين سفنها التجارية.