حمدالله: الدوري السعودي تطور وهدفنا الفوز بكأس الملك الاتحاد يحسم ودية النصر العماني برباعية بعد 3 أعوام.. الاتحاد السعودي يُنهي رحلة مونيكا ستاب وظائف إدارية شاغرة في هيئة الزكاة إنذاران من الأرصاد بشأن طقس منطقة مكة المكرمة إطلاق مشروع النقل العام في فرسان الهجّانة والمركبات الكهربائية.. التاريخ والمستقبل حمدالله يحلم بلقب الهداف التاريخي للدوري السعودي القبض على مقيمين لترويجهما 64 كيلو حشيش في عسير أرتيتا يكشف عن طموحه مع آرسنال
أكد الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد أن من الأسباب الرئيسية للإقبال على التسوق قبيل شهر رمضان هي الإعلانات التسويقية والتي هدفها جذب الناس إلى شراء احتياجات رمضان, حيث تتبارى الأسواق والمحال في عمل الدعايات الترويجية التي تغري الناس بشراء المزيد من السلع بما يسمونه من لوازم الصيام, وعندما ننظر إلى كميات المشتريات التي يخزنها الناس قبيل رمضان يخيل إلينا – دون مبالغة – وكأننا مقبلون على مجاعة.
وأضاف المغلوث لـ”المواطن“: “يبالغ الناس في شراء (مقاضي رمضان) بشكل عجيب وكأن شهر رمضان موسم سنوي للأكل والتباهي في الولائم بكثرة أصناف وألوان الطعام.
والغريب في الأمر ليس هذا فحسب، بل تزايد كميات هدر الطعام والشراب في هذا الشهر؛ إذ يؤكل القليل مما يُطهى فقط، ويعد كل يوم للمائدة الرمضانية، ويتعرض ما يتبقى – في أغلب الأحيان – للإتلاف والرمي.
وأضاف المغلوث : تتابع المواسم «شهر رمضان والعيد و المدارس »، الضغوط المالية على الأسرة، ورفع معدلات الإنفاق في معظم البيوت إلى حدودها القصوى ، في ظل الغياب الواضح لثقافة ترشيد الاستهلاك والاهتمام بتخطيط الميزانية الشهرية ما بين دخل الفرد ونفقاته.
وبين : أن الثقافات «الدخيلة» التي أثرت في استعدادات المجتمعات العربية والخليجية والإسلامية لرمضان من خلال العادات غير الحميدة التي تغلغلت من خلال وسائل التواصل ، وصار الاستعداد لرمضان مختلفا عن استعداد الصحابة رضوان الله وسلامه عليهم والأجيال الذين تلوهم، حيث كانوا يشحذون الهمم ويتنافسون في العبادات والتعمق في الروحانيات، ويختمون القرآن ويهتمون بحلقات الذكر.
ومنذ حوالي 25 سنة تقريبا صارت الأولوية في استقبال رمضان لدى معظم المجتمعات المسلمة تتمحور حول مكونات الطبخ والأواني للعرض والاستخدام، والمواد الغذائية التي تستخدم أو لا تستخدم، الأمر الذي يضع بعض الأسر تحت ضغوط نفسية تجبرها على التقليد الأعمى والمجاراة والمحاكاة.
وتابع المغلوث “ولتجنب الوقوع في فخ الميزانية الفالتة والإنفاق البذخ يجب إعداد قائمة للتسوق دائما والتعود على الالتزام بها، وضرورة تذكر أننا نملك نعمة لا يملكها آخرون فلابد من مراعاة مشاعرهم وعدم التبذير غير المجدي، وأن يتذكر أرباب الأسر أن المبالغ الكبيرة التي ينفقونها هباء في غير موضعها تسبب نوعا من عدم الأمان المالي، حيث كان يمكن الاستفادة منها في أشياء أخرى مفيدة”.
وأضاف أنه يجب شراء ما نحتاج والقياس عليها لباقي الشهر، بالإضافة إلى موسم العيد حتى نتفادى مشكلة تلف بعض المواد التي لا يمكن تخزينها لفترات طويلة، ولابد من إدارة التسوق من خلال قائمة مشتريات وليس الذهاب للمحلات التجارية وشراء كل ما يقابلنا.
وقال إنه يجب الحذر من الوقوع فريسة لإغراءات المراكز التجارية وما تقدمه من عروض أغلبها وهمية، تساعد في استنزف الكثير من ميزانيات الأسر، وتضعهم في مأزق، يصعب معه، توفير احتياجات العودة إلى المدارس، من كتب وقرطاسية وملابس، ناهيك عن حجم المصروفات المدرسية، التي تزيد عاماً عن الآخر.
وأكد المغلوث أن التبذير والإسراف من المعاصي والذنوب التي ذمها الله تعالى، ونهانا عنها، قال عز وجل: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا . إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال سبحانه: { كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا . إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}. ولماذا لا يحب الله المسرفين؟! لأنهم يهدرون نعم الله تعالى، ولا يحترمونها. وقد حذرنا الله من التبذير، قال تعالى: { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا{ .
والمؤسف أن الإسراف في رمضان قد أصبح ظاهرة لا تقتصر على الأغنياء فقط، أو الأسر ميسورة الحال وحسب، بل يقع في ذلك غالبية الأسر من مختلف الطبقات، غنيها وفقيرها.
وأكد المغلوث أن الإسراف والتبذير في رمضان وفي غيره آفة كبيرة؛ يجب التخلص منها. وما أجمل أن يتعلم الصائمون الاقتصاد والاعتدال؛ فالغاية من الطعام والشراب هي التقوى على طاعة الله وعبادته للفوز برضاه في الدنيا والآخرة، وليس ملء البطون ونسيان الفقراء والمساكين الذين لهم حقوق علينا.. فعلينا أن نعالج هذه الظاهرة، وأن نعي جيدًا أن غاية الصيام هي تطهير النفس وتطهير المجتمع لتحصيل التقوى.