سامي الجابر: الأخضر دائمًا المرشح الأول لتحقيق كأس الخليج منتخب البحرين يهز شباك الأخضر الجماهير تتوقع فوز الأخضر ضد البحرين مانشستر يونايتد يسقط بثلاثية ضد بورنموث ترقية نظام الترميز الجمركي إلى 12 رقمًا لتعزيز الدقة والربط التقني نتائج السعودية ضد البحرين في كأس الخليج منتخب العراق يعبر اليمن بهدف مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 175 ألف ربطة خبز شمال لبنان المنتخب السعودي لا يخسر في مباراته الافتتاحية بالكويت توضيح من التأمينات بشأن صرف مستحقات الدفعة الواحدة
جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتلقي بظلالها من جديد على أزمة اللاجئين والمعاناة التي يتعرض لها المدنيون جراء الحروب والنزاعات العسكرية؛ وأمس الثلاثاء أعلنت كييف، آخر حصيلة لأزمة اللاجئين الذين تجاوز عددهم 3.5 مليون شخص.
وما بين أروقة السياسة والدبلوماسية يظل اللاجئ هو المتضرر الوحيد ومن يدفع فاتورة قاسية للنزاعات؛ وإن اختلفت البقعة الجغرافية وظروف اللجوء يظل العنوان المرافق للاجئ هو “المعاناة” بحسب الخبراء.
فعلى الرغم من كل التحذيرات التي سبقت العملية العسكرية الروسية وتحركات قادة العالم في محاولة لوقف الدب الروسي عن مغامرته في أوكرانيا؛ يؤكد المحلل السياسي حازم رضوان، أن الأعداد الكبيرة للنازحين نتيجة طول العملية العسكرية والتي تدخل أسبوعها الرابع فاق كل التوقعات والترتيبات الأوروبية.
ويضيف المحلل السياسي حازم رضوان، خلال تصريحاته لـ”المواطن“، أن الأزمة أن هذه الأعداد الكبيرة للاجئين تسببت في أزمة لبعض البلدان المجاورة والتي لم تكن مستعدة لذلك.
تشهد أوروبا أكبر أزمة لجوء متنامية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث اختار آلاف المدنيين الأوكرانيين الفرار إلى أوروبا؛ بحثاً عن الأمان بسبب التصعيد الروسي.
فاق عدد الفارين إلى الخارج 3 ملايين شخص في غضون 3 أسابيع مع احتمال ارتفاع العدد، وتعيد موجة اللجوء الراهنة إلى الأذهان تدفق اللاجئين السوريين إلى القارة الأوروبية بين عامي 2015 و2016، حيث استقبلت أوروبا ما يقارب 1.3 مليون لاجئ سوري.
وكان لبولندا الجارة الغربية لأوكرانيا نصيب الأسد من موجة اللجوء، حيث استقبلت حوالي 1.7 مليون لاجئ بحكم قربها الجغرافي، ومن المتوقع استمرار تدفق مئات اللاجئين خلال الأيام المقبلة.
أما في بولندا منذ بداية الأزمة تم فتح 8 معابر حدودية للاستقبال اللاجئين، وتعمل على تخفيف طوابير الانتظار على الحدود، كما يجري التخطيط لمنح اللاجئين رقم هوية قومية مؤقت؛ لتسهيل حصولهم على خدمات الصحة العامة والتعليم المدرسي وتفادي التعقيدات البيروقراطية.
كما استقبلت رومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا ومولدوفيا ليتوانيا والتشيك وفوداً كبيرة من اللاجئين، إلى أن امتدت الأزمة إلى دول أخرى بعيدة من بينها فرنسا وألمانيا والدنمارك والسويد وبريطانيا.
الباحث السياسي حازم رضوان، أكد خلال تصريحاته لـ”المواطن” أن تلك الموجة يمكن الاستفادة منها من جانب بعض الأنظمة؛ ففي فرنسا وصل أكثر من 13 ألف لاجئ أوكراني إلى فرنسا حتى غاية هذا الأسبوع.
كما تعتزم السلطات الألمانية بذل مزيد من الجهود لإسراع وتيرة استقبال اللاجئين وتخفيف العبء عن الدول المجاورة لأوكرانيا، فيما وصل أكثر من 120 ألف لاجئ إلى ألمانيا.
ومنذ بداية التصعيد فتحت ألمانيا بابها أمام اللاجئين ولم تحدد سقفاً لأعدادهم، وتعمل على إقامة جسر جوي لنقل 2500 لاجئ أوكراني من مولدوفا مباشرة إلى ألمانيا في الخطوة لدعم مولدوفا في استقبال وتوزيع اللاجئين.
وأمام الضغط الشعبي في بريطانيا لاستقبال أعداد غير محدودة من اللاجئين الأوكرانيين، أعلنت السلطات عن خطة لاستضافة اللاجئين دون تحديد أي سقف لأعدادهم.
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في وقت سابق أن أكثر من 1,5 مليون طفل بين الفارين، وحوالى 90% من الفارين هم نساء وأطفال.
في السياق أشارت الباحثة التونسية نهيلة العلوي، إلى المآسي التي يتعرض لها اللاجئون في العموم، ففي الحالة الأوكرانية التي تعد الأقرب حاليًا حذرت الشرطة الأوروبية “يوروبول” من أن اللاجئين القادمين من أوكرانيا معرضون لخطر الوقوع فريسة لعصابات إجرامية.
وقالت منظمة “يوروبول” ومقرها لاهاي: إن عصابات التهريب تستغل الوضع اليائس لهؤلاء اللاجئين؛ وأوضحت أن النساء والأطفال هم الضحايا النموذجيين للعصابات، حيث يمكن استغلالهم جنسياً أو إجبارهم على التسول في الشوارع، كما يمكن عرض الأطفال للتبني بشكل غير قانوني.
وتقول الباحثة التونسية نهيلة العلوي، خلال تصريحاتها لـ”المواطن“: إن على مر التاريخ المعاصر تحاول الدول الأوروبية والغربية بشكل عام الهروب من أزمة اللاجئين أو توطينهم وتلقي بالثقل الأكبر على الدول النامية.
وتتابع: “ما حدث مع الأزمة الأوكرانية يُظهر الازدواجية في التعاطي أيضًا؛ ففي الأزمة السورية فضلت أوروبا أن تكتفي بإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية إما عبر المنظمات الإنمائية التابعة لها أو عبر البرامج التي تطلقها الأم المتحدة وتم تسكين اللاجئين في مخيمات.
وتضيف الباحثة التونسية، أنه بعيدًا عن الآثار النفسية التي تواجه اللاجئين في كافة أنحاء العالم إلا أن الظروف المناخية القاسية والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها هؤلاء لا تُنسى من ذاكرتهم، وإن كان الأمر بالنسبة للأوكرانيين أقل وطأة دون غيرهم من اللاجئين في العالم على غرار السوريين واليمنيين والسودانيين وغيرهم في منطقتنا العربية.
وبحسب منظمة العفو الدولية فإن هناك 22.5 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم منهم 1.2 مليون لاجئ يحتاجون إلى إعادة توطين عاجل وفوري؛ نظرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يعيش فيها هؤلاء.
وتستضيف الدول النامية 84٪ من اللاجئين وتواصل العديد من الدول الغنية في تحديد أولويات السياسات التي تمنع الأشخاص من طلب اللجوء؛ ونتيجة لهذه السياسات يضطر اللاجئون للمخاطرة بحياتهم ويكونون لقمة سائغة لتجار البشر والمهربين المستغلين لأحلام هؤلاء للوصول لحياة كريمة تحفظهم وتحميهم هم وأسرهم.