حياد المملكة في الأزمة الروسية درس سعودي للإدارة الأمريكية

السعودية لها الكلمة العليا.. بايدن يتودد للمملكة من أجل النفط

الأربعاء ١٦ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٢:٣٤ مساءً
السعودية لها الكلمة العليا.. بايدن يتودد للمملكة من أجل النفط
خاص – المواطن

تتسارع الأحداث على الأرض الأوكرانية وسط اشتعال آخر لأسعار السلع على مستوى العالم وبالأخص النفط، فالأسبوع الماضي كان حافلًا في واشنطن بالحديث والمناقشات التي لا تنتهي حول أسعار الطاقة، وما ستحمله الأيام والساعات المقبلة من حروب اقتصادية في هذا الشأن.

فمع إعلان واشنطن حظر واردات النفط الروسي، اشتعلت نيران أسعار الذهب الأسود عالميًا، فخطوة أمريكا تجاه روسيا من شأنها خفض نحو 8% من الإمدادات السنوية الأمريكية، كما يواجه بايدن انتقادات داخلية حادة نتيجة ارتفاع الأسعار.

وفي ظل المشهد الضبابي العالمي تظل الكلمة العليا للمملكة في أسعار النفط بحسب خبراء ومحللين، حيث قال نبيل البدري الباحث في الشؤون الدولية، أن ما نشهده حاليًا يؤكد أننا أصبحنا أمام عالم متعدد الأقطاب وانتهى زمن التبعية والهيمنة.

المملكة صاحبة قرارها

وأضاف نبيل البدري الباحث في الشؤون الدولية، خلال تصريحاته لـ”المواطن“، إن المملكة قوة مؤثرة في مجال النفط والغاز، ولديها دور دولي وإقليمي فعال ظهر جليًا خلال السنوات الماضية.

وأضاف أن فيما يخص الأزمة الأوكرانية أصبح واضحًا أيضًا الدور الحكيم لقيادة المملكة وهو الموقف الحيادي وعدم الاستجابة لأي ضغوط خارجية من أي طرف، وهذا يدل على قوة السياسية الخارجية للسعودية.

وسلط البدري الضوء على حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة أتلانتيك، حيث أكد على استقلالية القرار السعودي قائلًا: “ليس لنا الحق في أن نعطيكم محاضرات في أمريكا… ونفس الشيء بالنسبة لكم”.

وأكد الباحث في الشؤون الدولية، أن رفض السعودية زيادة الإنتاج يأتي ضمن التزامها في أوبك، ولديها حساباتها الخاصة وتوازناتها نظرًا لكونها صاحبة قرارها، فحال زيادة الإنتاج يعتبر تحيزًا للجانب الأمريكي وهذا ما ترفضه دول الخليج، فالحياد في تلك الأزمة هو الأصلح لمصالح المنطقة.

وتابع قائلًا: “لقد حطمت الحرب بين روسيا وأوكرانيا العديد من الأنماط في إدارة السياسة الدولية لكونها أول صراع مسلح كبير في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.

في السياق ذاته تقول الدكتورة نادية البسيوني الباحثة في العلاقات الدولية بمركز “الوشم الأوسط”، أن موقف الخليج العربي بقيادة السعودية في أزمة أوكرانيا يحافظ على توازن العلاقات مع أمريكا من جانب وروسيا والصين من جانب والاتحاد الأوروبي من جانب آخر.

وأضافت الدكتورة نادية البسيوني، خلال تصريحاتها لـ”المواطن“، أن العالم أصبح أمام قوى متعددة منها السعودية ودول الخليج، وبالنظر إلى سياسة السعودية الخارجية خلال السنوات الماضية نجد أنها رفعت شعار مصالحها أولًا دون النظر إلى ما قد لا يحقق مصالح الغير وبالأخص أمريكا.

وأشارت البسيوني، إلى سياسات الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن والتي تعد الأسوأ على الإطلاق سواء في الداخل الأمريكي الذي يعاني من الأزمات أو التراخي والانسحاب الخارجي الذي أدى أيضًا إلى العديد من الأزمات كما حدث في أفغانستان.

وأوضحت الدكتورة نادية البسيوني، أن واشنطن تخلت عن استراتيجية الدفاع عن أمن الاصدقاء في الخليج وفي مقدمتها التهديدات الإيرانية وحرب الوكالة في اليمن، وظهور استراتيجية أمريكية جديدة تقلل من أهمية النفط ودول منابع النفط، وتابعت قائلة: “أعتقد أن إدارة بايدن أدركت الآن من في يده القرار”.

زيارات واتصالات تودد

وفي ظل محاولات الغرب وواشنطن للتودد، من المقرر أن يبدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأربعاء زيارة إلى السعودية، ضمن مسعى لحث الدول المنتجة للنفط على المساعدة في خفض الأسعار بينما تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على الخام الروسي بعد العقوبات.

وبعد أيام من اندلاع العملية العسكرية الروسية تلقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أكد ولي العهد على حرص المملكة على استقرار وتوازن أسواق البترول والتزامها باتفاق (أوبك بلس).

وفي ظل التوتر الدولي يعاني بايدن من انتقادات داخلية وهنا تقول الدكتورة نادية البسيوني، إن عددًا كبيرًا من أعضاء الكونجرس يتهمون سياسة بايدن تجاه البيئة وتغير المناخ بالتأثر بالسلب على استقلال الطاقة في الولايات المتحدة وغرب أوروبا، وهو ما مهد الطريق أمام الحرب الروسية على أوكرانيا.