تعهدت منذ اللحظة الأولى بالالتزام الكامل باتفاق أوبك بلس

تحرّكات السعودية من الأزمة الأوكرانية .. انتهى عصر الإملاءات

الخميس ٢٤ مارس ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٣٢ مساءً
تحرّكات السعودية من الأزمة الأوكرانية .. انتهى عصر الإملاءات
خاص- المواطن

جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية لتظهر العديد مِن الحقائق والثوابت على ساحة السياسة الدولية، وأعادت التمركز لبعض القوى العالمية ومكانتها الحقيقية في المعادلة السياسية الدولية.

مِن تلك القوى التي برز دورها الحقيقي وتأثيرها الكبير في الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية في العالم المملكة العربية السعودية، والتي هرول إليها الجميع فور بَدء العملية الروسية في أوكرانيا لإنقاذ أوروبا والعالم بإمدادات الطاقة، حسب الخبراء والمحللين.

ويؤكّد خبراء، خلال تصريحاتهم لـ”المواطن“، أن منذ بَدء شرارة عملية روسيا تهافت الجميع بالاتصال والمجيء للمملكة، كزيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى المملكة الأسبوع الماضي.

وتطلب كُلّ من واشنطن وأوروبا يد العون والمساعدة من السعودية وقيادتها لضبط أسواق الطاقة العالمية أو الوساطة السياسية لتهدئة الأوضاع ومطالبة السعودية كشريك حقيقي للوصول لأي تسويةٍ مِن شأنها حل الأزمة الروسية الأوكرانية من خلال اتصالات الجانب الروسي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ودور السعودية المحوري.

المملكة عندما تتحدّث:

وتعهدت المملكة منذ اللحظة الأولى بالالتزام الكامل باتفاق “أوبك بلس”، ورفض أي إملاءات أو توجهات من أحد، وهنا يقول الكاتب والمحلل السياسي، حسام أبو العلا “بدون شك فإنّ السعودية ليست فقط لاعبًا رئيسيًّا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، بل أيضًا في العالم، ولا يخفى على أحد أنّها تتمتع بثقل اقتصادي وسياسي بفضل سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.

ويُضيف المحلل السياسي، حسام أبو العلا، خلال تصريحات لـ”المواطن“، أن المملكة استطاعت تحقيق طفرات خلال السنوات الأخيرة بشكل مميّز وسط إشادة من العالم أجمع.

ويستطرد أبو العلا: “لو تطرقنا للأزمة الأوكرانية الروسية الأخيرة وقراءتها، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، سنشاهد دورًا مميّزًا للمملكة ومختلف بالنسبة إلى الملف الاقتصادي تحديدًا، فبطبيعة الحال المملكة الدولة النفطية الأولى في العالم ودائمًا لديها وفاء والتزام باحتياجات العالم”.

ويضيف أبو العلا: “والحقيقة أنها استطاعت في الأزمة الأخيرة أن تثبت وتؤكد أنها دائمًا دولة ملتزمة بكلّ ما عليها من التزامات تجاه المجتمع الدولي، لكن ما يعكّر صفو هذه الأمور الهجمات الإرهابية الأخيرة من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية على المملكة، حيث باتت  تؤثر على الملاحة الدولية وإمدادات النفط العالمية”.

ويتابع المحلل السياسي، حسام أبو العلا، قائلًا: “أيضًا للملف السياسي حضور قوي، فالدور السعودي دور قوي لأنه استطاع أن يلفت النظر إلى حياديّته، ولا يتسم بالمراوغة ودائمًا داعم للحقوق الدولية، وهذا ينطلق من التزام المملكة بدورها السياسي الرائد في المنطقة العربية ودورها الإقليمي والدولي”.

تغيرات التمركز دوليًّا:

العملية العسكرية الروسية، حسب المعطيات والخبراء، أحدثت تغيّرًا كبيرًا في موازين القوى الدولية وتشكّلها خلال الفترة المقبلة، وهنا يوضّح المحلل السياسي خالد منصور أن الأحداث الأخيرة التي يشهدها العالم من صراعٍ في أوكرانيا والأزمات التي تضرب أسواق الطاقة العالمية أعادت في الأخير تموضع المملكة وأعادتها لموضعها الطبيعي على الساحة الدولية، على الرغم من كل المحاولات التي أرادت النيل من هذا الدور أو تهميشه خلال السنوات الماضية.

وانتقد منصور، خلال تصريحاته لـ”المواطن“، الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن وكيفية إدارتها للملفات الدولية، وتابع قائلًا: “أعتقد بأن العالم قد استوعب الدرس خاصة واشنطن، وأدركت أنه لا يمكن الاستغناء عن دور المملكة العربية وقيادتها في توجيه بوصلة العالم الاقتصادية والسياسية”.

وبات مِن الحتمي على هذه الدول أن تراجع حساباتها من جديد وأن تبحث عن شراكة استراتيجية أقوى وأعمق مع السعودية واستغلال الفرصة مع وجود قيادة منفتحة وطموحة ممثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فهو شخصية صاحبة رؤية نهضوية قادرة ليس على قيادة المنطقة بل قيادة العالم.

مكاسب السعودية:

من جانبه، يوضح حسام أبو العلا أنه “بدون شك المملكة العربية السعودية من الدول التي تتميز باستقلالية القرار والنهج، والنهضة التي تشهدها المملكة دليل قوي على أنها لا تنصاع لأي إملاءات فهي دولة ذات توجهات وطنية في قضاياها العروبية وذات توجهات دولية متزنة طبقًا لمصالحها”.

ويضيف المحلل السياسي: “شاهدنا التصريحات التي تصدر عن وزير الخارجية أو المسؤولين في المملكة جميعهم يراعون المصالح الوطنية العربية والمصالح الدولية بما يتسم مع الثقل السياسي السعودي الذي يشيد به الجميع”.

وسرد المحلل السياسي خالد منصور، مكاسب المملكة التي استطاعت تحقيقها في ظل الأحداث الدولية الحالية؛ ويمكن تقسيمها كالآتي:

المكاسب الاقتصادية:

1- استطاعت المملكة أن تثبت للعالم قدرتها على السيطرة على إمدادات النفط العالمية وضبط أسواق الطاقة.
2- ثبوت نجاح الرؤية الاقتصادية التي تبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تنويع مصادر الدخل مما جنّب المملكة العديد من الأزمات.
3- بينما يرتعد العالم الغربي من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا والرد الروسي، نجد المملكة ثابتة وسياساتها الاقتصادية راسخة جعلتها تقود العالم وتساعده في الخروج من أزمته.

المكاسب السياسية

1- لجوء دول العالم للمملكة يثبت من جديد ثقلها السياسي ليس على المستوى الإقليمي فقط بل على المستوى العالمي.
2- حرص كل أطراف الأزمة في التواصل مع قيادات المملكة يضيف لدورها الإقليمي والسياسي الكثير، خاصةً في ظل مواجهة قضايا الإرهاب التي تفرضها إيران على المنطقة العربية هي وأذرعها الإرهابية، والتي واجهتها السعودية وحدها طوال السنوات الماضية في اليمن.
3- الدور السعودي الحالي فرض على المجتمع الدولي ضرورة التعاون مع المملكة في كل القضايا، حيث أثبتت التجربة أن ما يمس المملكة من شأنه التأثير على العالم أجمع وليس المملكة وحدها ممّا سيخلق توازنات جديدة في المنطقة.