جهود مكثفة لخدمة ضيوف الرحمن في يوم الجمعة خطوات تساعد على النوم الهادئ المدني: لا تتهاونوا في إرشادات السلامة عند استخدام وسائل التدفئة مكة وجدة الأعلى حرارة اليوم وطريف وعرعر 1 تحت الصفر ارتفاع أسعار الذهب اليوم في السعودية أول ظاهرة فلكية في 2025 بسماء السعودية الليلة مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة لمساعدة الشعب السوري توقعات الطقس اليوم: صقيع وغبار على عدة مناطق إنتر ميلان يتأهل لنهائي السوبر الإيطالي بالرياض ماجد الجمعان رئيسًا تنفيذيًّا للنصر رسميًّا
نشر الدكتور سعود كاتب مقالًا جديدًا بعنوان مركز تفكير ودراسات لقوتنا الناعمة، وذلك في صحيفة “المدينة”، يوم أمس الثلاثاء.
وجاء في نص مقال سعود كاتب ما يلي:
أشرت سابقًا إلى أهمية دور مراكز التفكير والدراسات السعودية في دعم المجهودات الضخمة وغير المسبوقة التي تشهدها المملكة لتوظيف كنوز قوتها الناعمة في مختلف المجالات، مؤكدًا على أن حقل الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة لا زال يشهد كثيرًا من التغيرات والتطورات المستمرة، ومن ثم فإن ممارساته ينبغي أن تقوم على أسسٍ علمية قائمة على دراسات وبحوث وخطط للتطوير، ومعايير لتقييم الأداء واستشراف المستقبل ودراسات التغيير، وليس مجرد اجتهادات فردية مهما بلغت كثافتها وحجم الترويج لها.
أهمية دور مراكز التفكير في دعم أنشطة القوة الناعمة يمكن أن يتجلى بوضوح من خلال النظر إلى التقارير المغرضة والحملات الإعلامية التي تتعرض لها المملكة في كل مناسبة تسعى فيها لاستضافة فعالية دولية رياضية أو ثقافية، في محاولة لإعاقة إقامة تلك الفعاليات.. فعلى سبيل المثال، أشار أحد تلك التقارير إلى استضافة المملكة للعديد من الأحداث الرياضية العالمية، مثل بطولات التنس وسباقات السيارات والملاكمة وكرة القدم، واصفًا ذلك بأنه عمليات غسيل سمعة تهدف للترويج للمملكة كوجهة سياحية عالمية رائدة.
مواجهة تلك التقارير والحملات المتزايدة يمكن أن يتم بوسائل عديدة، منها تفنيدها عبر البيانات الرسمية والتصاريح الإعلامية، وهو أمر قائم فعلًا.. ولكن الأهم من ذلك هو معرفة وفهم الأسلوب الذي أصبح هذا النوع من الحملات يعتمد عليه؛ ويحاول من خلاله إكساب مزاعمه لشكل من أشكال الشرعية، وذلك عبر مصطلح جديد تمت إضافته لاحقًا لمفهوم القوة الناعمة، وأطلق عليه اسم (القوة الحادة)، والتي تم تعريفها بأنها قيام دولة دكتاتورية باستخدام القوة الناعمة بهدف التأثير والتحكم في النظام السياسي والمعلوماتي لدولة أخرى، وبالرغم من أن هذا المصطلح تم استحداثه بهدف إعاقة القوة الناعمة المتنامية للصين وروسيا، إلا أنه أصبح أداة ذات طابع سياسي يتسم بالانحياز وعدم الموضوعية.. من أجل ذلك فقد قمت بوضع تعريف أكثر موضوعية للقوة الحادة وهو أنها (قوة ناعمة غير أخلاقية في وسائلها وفي أهدافها، وفي النتائج المترتبة عليها)، وذلك بغض النظر عن طبيعة الدول التي تقوم بها.
أحد الأدوار المرتقبة لمراكز التفكير والدراسات السعودية هو رصد مثل هذه التطورات في مجال الدبلوماسية العامة، ودراستها ومناقشتها في المحافل الدولية المتخصصة، وإبداء الملاحظات والتعديلات المناسبة عليها.. وهذا مجرد مثال واحد فقط يؤكد الحاجة الماسة لتأسيس مركز تفكير (مستقل ومتخصص) يعمل على دعم أنشطة القوة الناعمة السعودية، من خلال البحوث والدراسات والتواجد الفاعل في المؤتمرات والفعاليات الدولية، وعرض النماذج والإنجازات السعودية الجذابة للشعوب في مختلف أنحاء العالم، وتقديم أحدث الأفكار وبرامج التدريب للجهات المختلفة ذات العلاقة.