اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في السعودية بعد غياب 3 أعوام.. الاتفاق يتحدى القادسية تاريخ مواجهات الاتفاق والقادسية قبل ديربي الشرقية اليوم القصاص من مواطن قتل آخر بطعنات حادة في نجران التعاون يسعى لحسم المواجهة الأولى ضد الخلود مشاهد تخطف الأنظار لأجواء رفحاء أثناء هطول الأمطار الفتح يبحث عن فوز غائب ضد الفيحاء يوناني لديربي الشرقية.. حكام مباريات اليوم بدوري روشن وظائف شاغرة بـ الهيئة الملكية للجبيل وينبع حالة مطرية غزيرة على الباحة تستمر حتى الـ 8 مساء
شكلت الدرعية منذ بزوغ فجر الدولة السعودية الأولى على يد الإمام المؤسس محمد بن سعود بن محمد بن مقرن عام 1139هـ/ 1727م، نقطة انطلاق لبناء الدولة السعودية، وصولًا إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وغدت الدرعية، عاصمة سياسية وثقافية واجتماعية، ومهد حضارة إنسانية عظيمة قادها الأئمة الأوائل من أسرة آل سعود، حيث عرفت الدرعية ملاحم بطولية في التضحية والفداء والذود عن حياض الدولة في الجزيرة العربية، وبقيت الدرعية عاصمة للدولة إلى أن اختار الإمام تركي بن عبدالله- رحمه الله- الرياض مقرًّا للحكم عام 1240هـ/ 1824م.
وللحديث عن الدرعية وأهميتها التاريخية بعد إقرار يوم التأسيس، يستشعر السعوديون الماضي المشرق والصفحات المضيئة التي خط الأجداد سطورها بدمائهم، كان هذا الحوار مع الأستاذة الدكتورة مها آل خشيل أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
* بداية كيف يمكن وصف النظرة التاريخية للدرعية من حيث موقعها التاريخي والجغرافي ومكانتها السياسية والدينية والثقافية منذ الدولة السعودية الأولى وحتى الآن؟
– الدرعية هي مهد الدولة السعودية، وتقع في شمال غرب مدينة الرياض، وتمتد الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، وشعابه الكثيرة، وقد حباها الله مقومات عديدة هيّأت لها الازدهار، فتربتها خصبة، ومياهها وفيرة، وموقعها حصين إستراتيجي لوقوعه على ملتقى الطرق التجارية الرئيسة العابرة لشبه الجزيرة العربية.
وأضافت مها آل خشيل أنه منذ تأسيس الدرعية عام 850هـ/ 1446م على يد مانع المريدي الذي يعد الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شهدت الدرعية نموًّا وازدهارًا، وأصبحت من أقوى وأهم الإمارات في المنطقة.
وقالت: “من الدرعية انطلق الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ/ 1727م مؤسسًا الدولة السعودية الأولى، الدرعية كانت العاصمة، والمركز السياسي والحضاري، وقلب الدولة السعودية الأولى”.
تمتعت الدرعية في ظل الإمام محمد بن سعود، ومن جاء بعده من أئمة الدولة السعودية الأولى، بالأمن، والاستقرار، والازدهار، وتنامي عدد سكانها.
* ماذا عن المعالم التاريخية التي تحتضنها الدرعية والتي تعكس العمق التاريخي الازدهار العمراني للمملكة على مر العصور؟
الدرعية ازدهرت عمرانيًّا على أيدي ملوك السعودية وصولًا إلى عهدنا الزاهر، ومما يدلل على ذلك القصور، والجوامع، والأسوار والحصون التي ظلت شاهدًا على ما بلغته هذه المدينة من ازدهار، ففي حي الطريف، الذي كان مقر الحكم والإدارة، أنشئت القصور، ومنها قصر سلوى الشهير، وفي حي البجيري الذي يمثل المركز العلمي الثقافي أنشئت الجامع الكبير، وأنشئ مجمع تعليمي محيط به، واكتظ الحي بالدارسين وطلاب العلم والعلماء الذين توافدوا من كافة مناطق الدولة لطلب العلم، كما أنشئ في الدرعية حمّام عام يعكس الرفاهية التي عاشتها المدينة. كما ازدهرت المدينة اقتصاديًّا.
وشهدت أسواق الدرعية حركة تجارية حيوية سجلت تفاصيلها المصادر، ومما يؤكد مكانتها وإرثها التاريخي والحضاري أن حي الطريف سجّل في عام 2010 ضمن قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة)، كما اختارت منظمة الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) الدرعية في نهاية عام 2021 لتكون عاصمة الثقافة العربية عام 2030.
* تعرضت الدرعية للكثير من الحملات ولكن بقيت صامدة أمام تلك الحملات.. ما هي عوامل صمود الدرعية من محاولات استهدافها.. وما هي أبرز الحملات التي تم التصدي لها؟
– الدرعية بصفتها المدينة الأقوى في محيطها، وعاصمة الدولة السعودية الأولى تعرضت لعدد من الحملات، فقبل تولي الإمام محمد بن سعود الحكم، وتحديدًا في عهد والده الأمير سعود بن محمد بن مقرن، تعرضت الدرعية لهجوم قادم من الأحساء، وتولى محمد بن سعود مهمة الدفاع عن الدرعية، وكبّد المهاجمين خسائر فادحة.
وخلال عهد الإمام محمد بن سعود تعرضت الدرعية لعدة حملات شنتها القوى المحلية المناوئة للدولة السعودية، والتي لم تتقبل فكرة الانضواء تحت راية الدولة السعودية، أو بعض القوى الإقليمية التي كانت تخشى توسع الدولة السعودية وامتدادها، وكان مصير هذه الحملات الفشل، فقد صمت الدرعية، بسبب مناعتها، وبسبب قوة ومتانة المبادئ التي قامت عليها.
والمواجهة الأعنف التي شهدتها الدرعية كانت في نهاية فترة الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ/ 1818م نتيجة الحملات العثمانية المعتدية، وقد صمدت الدرعية 6 أشهر، سطّرت خلالها ملحمة الصمود، وسجل أبناؤها وعلى رأسهم الإمام عبدالله بن سعود، ومن معه من أفراد أسرته وشعبه قصصًا من البطولة، والشجاعة أمام الغزو الذي استهدفهم بكل وحشية وعنف، وإمدادات لا تتوقف، وفي نهاية المطاف اختار الإمام عبدالله بن سعود التضحية بنفسه مقابل منح الأمان لأهالي الدرعية، ولكن الغزاة لم يرعوا العهد ودمروا الدرعية، وفتكوا بسكانها. ورغم الدمار الذي لحق بالدرعية إلا أنها اليوم لا تزال صامدة شامخة، تشهد آثارها بما كانت عليه من مكانة وقوة.
* يولي الملك سلمان وسمو ولي العهد اهتمامًا كبيرًا بالجوانب التاريخية والمحافظة على الإرث التاريخي.. ما هي انعكاسات ذلك في المحافظة على حفظ التاريخ السعودي خصوصًا وتاريخ شبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص؟
– رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتقديرهما للتاريخ، وما يمثله من عمق ورصيد حضاري، ومرتكز من مرتكزات القوة الوطنية نراه ماثلًا أمامنا في العديد من المشاريع والمبادرات التي تهدف للحفاظ على تاريخنا، وربط الأجيال به، وإبقائه حيًّا متجسدًا أمامنا، العناية بالتاريخ تؤدي إلى الوعي بمكاننا بين الأمم، وإرثنا وعمقنا التاريخي الممتد، وتوضح القيم التي قامت عليها بلادنا.