طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
تأتي زيارة الرئيس الكوري مون جيه-إن إلى الرياض، والتي تواكب الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا، والتي بدأت في 16 أكتوبر 1962، لتؤكد عمق العلاقات بين البلدين.
ويؤكد المراقبون، أن المملكة من أوائل الشركاء التجاريين لجمهورية كوريا في منطقة الشرق الأوسط، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى شهر أكتوبر 2021 إلى 21 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الميزان التجاري 15.5 مليار دولار لصالح المملكة.
وقبل 40 عاماً تقريباً أسس البلدان اللجنة السعودية الكورية المشتركة، ويكمن دورها في تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة بين المملكة وجمهورية كوريا، وتعقد هذه اللجنة اجتماعاتها كل سنتين بالتناوب بين الرياض وسيئول، وكان آخر انعقاد لها في الدورة الـ19 خلال شهر ديسمبر 2019، في الرياض.
وأطلق البلدان (الرؤية السعودية الكورية 2030)، في شهر أكتوبر عام 2017 حيث تم تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي الجهات والهيئات الحكومية ذات العلاقة من البلدين، لمراجعة التقدم في هذه الشراكة، واعتماد مشروعات الرؤية وخططها التنفيذية، وتذليل الصعوبات في تنفيذها، وبذلك تعتبر جمهورية كوريا واحدة من ثماني دول تتعاون مع المملكة لتحقيق رؤية 2030.
كما توافق البلدان من خلال لجنة (الرؤية السعودية الكورية 2030) على 40 مشروعاً ومبادرة مبدئية لتأسيس الشراكة بينهما، وتتوزع هذه المشروعات على خمس مجموعات فرعية لحوكمة اللجنة، وذلك بغرض متابعتها ودعمها للوصول إلى أهدافها المرجوة، وهذه المجموعات هي: مجموعة الطاقة والتصنيع، ومجموعة البنية التحتية الذكية والتحول الرقمي، ومجموعة بناء القدرات، ومجموعة الرعاية الصحية وعلوم الحياة، وأخيراً مجموعة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والاستثمار.
هذا وتعد المملكة المصدر الرئيس لواردات البترول في جمهورية كوريا، حيث ارتفعت واردات كوريا من الخام السعودي بنسبة 2.1% على أساس سنوي (نوفمبر 2020) إلى 24.41 مليون برميل مقارنة بكمية الواردات المسجلة في الشهر نفسه من العام 2019 وتعد شركة أرامكو السعودية من أكبر الشركات السعودية المستثمرة في السوق الكورية، إذ تستثمر في أكبر شركة نفطية كورية (S-Oil)، بامتلاكها نحو 60% من القيمة السوقية للشركة.
ومن المقرر أن يناقش الجانبان السعودي والكوري التعاون المشترك بينهما في قطاع الطاقة، خاصة فيما يتعلق بالاستخدامات السلمية المتعلقة بالطاقة النووية، وتبادل الخبرات في مجال التطبيقات والرقابة النووية، وتطوير الكفاءات البشرية، وذلك بما ينسجم مع (الرؤية السعودية الكورية 2030).
وكانت شركة سامسونغ للهندسة ومجموعة هيونداي الكوريتين قد حصلتا على عقد لتنفيذ بعض أعمال مشروع حقل الجافورة للغاز في المملكة، بقيمة تفوق 11 مليار دولار. كما دخلت شركة هيونداي للصناعات الثقيلة شريكاً في مشروع إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، والذي يعد أكبر مشروع من نوعه في المملكة والمنطقة من حيث القدرة الإنتاجية.
ولطالما كانت العلاقات بين الشعبين السعودي والكوري مبنية على أسس قوية ومتينة، حيث اتسمت بالود والصداقة والاحترام المتبادل، ويكن الكثير من الكوريين الذين شاركوا في مشروعات التنمية في السبعينيات من القرن الماضي احتراماً وتقديراً كبيراً للمملكة وشعبها، كذلك أسهمت الجامعات الكورية خلال السنوات الماضية في تأهيل آلاف المبتعثين السعوديين في تخصصات عدة، كما بلغ عدد السعوديين المقيمين في كوريا (سبتمبر 2020) نحو 600 مواطن سعودي.
وفي سياق متصل، تسعى وزارتا الدفاع في البلدين من خلال لجنة التعاون العسكري السعودية الكورية إلى تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والدفاعية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين في هذا المجال، كذلك بدأ البلدان التعاون في مجال الصناعات العسكرية، إذ وقعت الشركة (SAMI) السعودية مذكرة تفاهم مع ثلاث شركات تابعة لمجموعة “هانوا” الكورية، لتوطين الصناعات العسكرية في المملكة.
ويرى المراقبون، أن لدى المملكة وجمهورية كوريا خططاً متماثلة لمكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري، إذ أعلنت سيئول عن خطتها لتحقيق الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات الكربونية إلى مستوى الصفر في غضون العام 2050، ويتوافق ذلك مع مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وإعلان المملكة عزمها تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060.
– بدأ 48 مهندساً سعودياً في العام 2018 مشروعاً مشتركاً مع معهد أبحاث الطاقة الذرية الكوري (KAERI) في مدينة دايجون، وذلك لإعداد التصاميم الهندسية لمفاعل “سمارت” النووي في المملكة، مع برامج تدريبية مكثفة في مجالات مختلفة بالطاقة النووية، ومنها برامج متخصصة في تصميم قلب المفاعل، وتصميم نظام الموائع، والتصميم الميكانيكي، وتصميم التفاعل بين الآلة وتحليل السلامة لتقنية مفاعلات “سمارت”.
كما يستكشف الجانبان الفرص المستقبلية للمشروعات المشتركة في قطاع البتروكيماويات، بما في ذلك تحويل البترول الخام إلى بتروكيماويات، وكذلك الابتكار وتطوير المواد والوقود، خاصةً في مجال المواد المتقدمة، مثل: البوليمرات، والوقود منخفض الانبعاثات للسفن والطائرات، إلى جانب التعاون مع الشركات الرائدة لتقديم حلول اقتصادية وملائمة بيئياً، لتطوير واستخدام البلاستيك المعاد تدويره واستخدامه.
كذلك كان للعروض الموسيقية التي قدمتها فرقتا (سوبر جونيور) و(بي تي أس) الكوريتان، إضافة إلى عرض الأفلام والمسلسلات الكورية في القنوات العربية الأثر الواضح في تزايد اهتمام السعوديين بالثقافة الكورية، الأمر الذي يحفز البلدين على التوسع في مجالات التعاون لتشمل مجالي الثقافة والترفيه.