مشروع نهضوي متكامل وحتمية تاريخية

حكايات الرؤية في أدبي الأحساء يرويها ابن معمر

الخميس ٢ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ١٢:٥٢ مساءً
حكايات الرؤية في أدبي الأحساء يرويها ابن معمر
المواطن - الأحساء

في ليلة من ليالي نادي الأحساء الأدبي غلب عليها الحضور النخبوي استقبلت القاعة الكبرى بالنادي محاضرة بعنوان ” حكايات الرؤية وتحولاتها ” للباحث والكاتب بندر بن عبدالرحمن بن معمر، وأدارتها الإعلامية حنان عبدالله الغامدي التي بدأت تقديمها بالحديث عن رؤية المملكة 2030  وكيف أنها رؤية للتحول الوطني قادها عرابها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ثم قدمت الشكر لنادي الأحساء الأدبي ورئيسه الدكتور ظافر الشهري، ثم رحبت بضيف النادي باعتباره من أوائل الكتاب الذين تحدثوا عن الرؤية، وبدأت حوارها بسؤال عن أهداف الرؤية ومدى تحققها.

لمسة وفاء:

بدأ الضيف حديثه بشكر نادي الأحساء الأدبي، وفي لمسة وفاء لأبيه عبدالرحمن بن معمر قدم ما حمله أبوه إياه من محبة الأحساء وأهلها من خلال ورقة بعنوان ” الأحساء بين زيارتين وهجر بعد هجرتين ” بث فيها الأب أشواقه ومحبته للأحساء التي منعته ظروفه من زيارتها مؤخرا، فأرسل رسائل الشوق لأهلها وعلمائها وأدبائها وشعرائها مختتما حديثه بالتأكيد على أن غرامه للأحساء لا غرام يماثله.

ثم ذكر بندر بن معمر أنه جاء من التاريخ إلى التأريخ يهفو إلى الأحساء وجمالها.

الرؤية وما أدراك: 

وفي حديثه عن الرؤية بدأ بكتابه – الذي تم توقيعه للحضور- بعنوان “الرؤية وما أدراك – سياقات الزمن السعودي من تحولات الطفرة إلى فضاءات الرؤية” ويعتبر الكتاب جزءًا من حكايات الرؤية التي بدأت بمقالات نشرها بشكل منتظم في جريدة الشرق وكانت استنطاقا واستقراء لوثيقة الرؤية التي كانت غائمة لدى الكثيرين في بدايتها، وهي مشروع نهضوي متكامل وحتمية تاريخية في عقد التحولات الكبرى في العالم، وتتكئ على إرث هو منطلق للمستقبل، والمملكة تمتلك أعظم تنمية تحققت في الشرق الأوسط لريادتها وانطلاقها لحل مشكلات العالم.

المواطن هو المحور الأول:

والمواطن هو المحور الأول لتنمية الوطن وهو الاستثمار الأكبر؛ وقد أثبتت أزمة كورونا ذلك من خلال كل القطاعات وضرب مثلاً بالقطاع الطبي وكيف أن 6 آلاف طبيب جاؤوا من نظامنا التعليمي وكانوا على قدر المسؤولية في هذه الجائحة، ثم استشهد بوثيقة الرؤية ومنها مقولة: (علينا أن ننظر إلى ما حققناه لا إلى ما فقدناه)، وهي دعوة للنظر إلى منجزنا بغض النظر عن السلبيات؛ فالمملكة قدمت مثالا لإدارة الأزمات قبل كورونا وأثناءها حين جعل الملك سلمان الإنسان أولاً، وتم التعامل على هذا الأساس حتى مع المخالفين.

ثم ذكر أن المملكة في أزمات دائمة لكنها تدير هذه الأزمات بحرفية ومع ذلك فإن العالم من حولنا كأنه لا عمل له إلا الانشغال بالمملكة التي تعيش في منطقة مضطربة تخرج من أزمة إلى أخرى منذ نشأتها، وضرب المحاور مثلاً بتصرف المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله عند وجود أزمة مالية قبل اكتشاف النفط والعجز في سداد رواتب الموظفين وتصرفه بحنكته المعروفة في تخفيض الرواتب وليس تخفيض عدد الموظفين كما أشاروا عليه في تلك الفترة، ولم تتخل المملكة عن دورها المساند حتى للدول التي تختلف معها، ثم حدث العبور السريع الذي يجعلنا ننظر إلى المستقبل لنحقق ما خططنا له.

الرؤية في نفوس النشء: 

وتطرقت المحاورة حنان الغامدي إلى مفهوم الرؤية في نفوس النشء، وكانت إجابة بن معمر أن التربية تبدأ من معرفة تاريخ بلدهم ليضيفوا إلى أعمارهم عمراً جديداً، وإعادة النظر في تقديم هذا التاريخ لربطهم بإرثنا التاريخي الكبير، وقد جاء إعلان الرؤية في وقته ؛ لأنه يعيد تشكيل قطاعات عدة في الفنون والثقافة والرياضة والاستثمار في هذه القطاعات.

وتداخل الحضور ومنهم الكاتب عادل الذكرالله والكاتب فاضل العماني والدكتور سعد الناجم وغيرهم بالإضافة إلى مداخلات السيدات ، وقام الضيف بالرد عليها فيما يخص الرؤية داخلياً وخارجياً.

وفي نهاية الحوار قام رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري بشكر الضيف والمحاورة والحضور مشيدا بدور الرؤية في التحول الاجتماعي وقضية المرأة السعودية التي وضعت نصف المجتمع في مكانه الصحيح وأن تمكين المرأة جاء في صالح المجتمع ودفعه للأمام ، وأشار إلى حضارة المجتمع السعودي في تعامله مع هذه القضية التي أصبح المجتمع حيالها أكثر وعياً وانضباطاً.

وفي الختام تم تكريم الضيف والمحاورة وعدد من الضيوف، وتم التقاط الصور التذكارية.

إقرأ المزيد