رسالة بالغة الأهمية لكل من يظن أن تجاوزاته للمملكة ستمر مرور الكرام

صمت السعودية على إساءة لبنان ليس ضعفًا وضبط النفس لا يدوم طويلًا

الجمعة ٢٩ أكتوبر ٢٠٢١ الساعة ٩:٢٢ مساءً
صمت السعودية على إساءة لبنان ليس ضعفًا وضبط النفس لا يدوم طويلًا
المواطن - الرياض

تعد الإجراءات التي اتخذتها المملكة تجاه العلاقات مع لبنان رسالة بالغة الأهمية لكل من يظن أن تجاوزاته للمملكة ستمر مرور الكرام؛ فالحكومة السعودية لا تقبل أي إساءة لبلادها بأي حال من الأحوال.

ويخطئ من يظن أن صمت الحكومة السعودية تجاه الإساءات الماضية هي من منطلق ضعف، فإجراءات اليوم تؤكد أن الإساءة لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، وأن الحكمة وضبط النفس والتحامل على الإساءة لا يمكن أن يدوم طويلًا.

إجراءات حاسمة: 

وأعلنت المملكة استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانية لدى السعودية خلال الـ48 ساعة القادمة، ولأهمية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمن المملكة وشعبها؛ فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف.

وطالما وقفت المملكة مع لبنان سياسيًّا واقتصاديًّا، وحافظت على أمنه وسلمه الأهلي والاجتماعي وجنبته ويلات الحروب والاقتتال، إلا أن الحكومات اللبنانية ترد على هذا الإحسان بالإساءات المتكررة، وهو ما يعتبر خطًّا أحمر بالنسبة للسعودية في علاقاتها مع الدول العربية.

إساءات حزب الله: 

والإساءات القادمة من لبنان باتجاه المملكة أتت مسبقًا وطويلًا من حزب الله الإرهابي، وتفرجت عليها الحكومة اللبنانية مطولًا، ولم تكتفِ بذلك وإنما بلغت مبلغًا لم نشهده مسبقًا بتكرار الإساءات من وزراء الحكومة نفسها، وهو ما يعني أنها موقف رسمي من الدولة.

تقدير للشعب اللبناني:  

لا أحد ينكر أن للبنان، أرضًا وشعبًا، مكانة كبيرة وبالغة الأهمية لدى المملكة قيادةً وشعبًا، ولهذا فمن المؤكد أن الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه العلاقات الدبلوماسية لا تستهدف الشعب اللبناني الكريم بقدر ما تستهدف سياسات حكوماتهم العدائية وغير النزيهة والتي لا تتفق لا مع مبادئ الأخوة العربية ولا حسن العلاقات مع البلدان.

واستثناء العمالة اللبنانية بالمملكة من أية إجراءات اتخذتها المملكة دليل على أن الحكومة السعودية تقدر الشعب اللبناني ولا تُحمّله جريرة أخطاء حكومته ولا ترغب في اتخاذ أية إجراءات من شأنها تزيد من سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها.

وأكدت حكومة المملكة حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة الذين تعتبرهم جزءًا من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرًا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي.

تصريحات مسيئة: 

ويأتي ذلك بعد التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، حيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها، فضلًا عمّا تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها.

كما أن ذلك يأتي إضافةً إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة، لاسيما في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على كافة المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.