اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في السعودية بعد غياب 3 أعوام.. الاتفاق يتحدى القادسية تاريخ مواجهات الاتفاق والقادسية قبل ديربي الشرقية اليوم القصاص من مواطن قتل آخر بطعنات حادة في نجران التعاون يسعى لحسم المواجهة الأولى ضد الخلود مشاهد تخطف الأنظار لأجواء رفحاء أثناء هطول الأمطار الفتح يبحث عن فوز غائب ضد الفيحاء يوناني لديربي الشرقية.. حكام مباريات اليوم بدوري روشن وظائف شاغرة بـ الهيئة الملكية للجبيل وينبع حالة مطرية غزيرة على الباحة تستمر حتى الـ 8 مساء
تزخر المملكة العربية السعودية بالمواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ومنها ما تم اكتشافه أخيرًا في موقع الجمل بمنطقة الجوف.
وأظهرت الدراسة العلمية الجديدة بأن المملكة العربية السعودية من أقدم الحضارات الإنسانية، وتملك عمقًا تاريخيًّا كبيرًا، حيث كشفت بأن موقع الجمل بمنطقة الجوف “شمال المملكة” قد يكون أقدم موقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي، بمحتوياته المكونة من 21 نحتًا مجسمًا.
موقع الجمل بالجوف يرجح أنه من أقدم المواقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي 🇸🇦🇸🇦🇸🇦
الباحثون من: هيئة التراث وجامعة الملك سعود والمركز الفرنسي للأبحاث ومعهد ماكس بلانك وجامعة برلين الحرة وجامعة أكسفورد وغيرها.
المجلة: مجلة علوم الآثار.#رؤية_السعودية_2030 pic.twitter.com/qz23ZkutrE— بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود (@BadrFAlSaud) September 15, 2021
وتحرص هيئة التراث على الإعلان بشكل مستمر عن أي اكتشافات أثرية في المملكة، من منطلق مسؤوليتها في خدمة التراث الوطني وإبرازه والاحتفاء به، ولتعزيز التواصل الفعّال مع المجتمع، وبشكل خاص مع المهتمين بالكشوفات الأثرية من أفراد ومؤسسات.
وبحسب المراقبين، فإن هذا الاكتشاف يمثل دليلًا ملموسًا على امتداد تاريخ أرض الجزيرة العربية ليشمل فترات زمنية بعيدة تصل إلى ما قبل التاريخ، وبما يعكس أهمية المملكة العربية السعودية في ميزان الحضارة الإنسانية وإسهامها المؤثر في مسيرة البشرية.
وتأتي هذه الاكتشافات الأثرية نتيجة جهود مجموعات بحثية وطنية ينتمي لها نخبة من أهم الخبراء السعوديين المتخصصين في علوم الآثار.
وتعد الاكتشافات الأثرية إنجازًا معرفيًّا مهمًّا، ومكتسبًا وطنيًّا يسجل باسم المملكة العربية السعودية، ويضعها ضمن الخارطة الآثار العالمية ذات الامتدادات التاريخية العميقة والمرتبطة بجذور الحضارة الإنسانية.
كما أن الجهود والمشاريع المتعلقة بأعمال التنقيب الأثري تمثل عملًا تكامليًّا تحت إشراف هيئة التراث وتشارك فيها عدد من الجامعات والجهات الحكومية، وتستعين فيها الهيئة بأبرز الجامعات والمراكز البحثية على مستوى العالم.
الجدير بالذكر أن تحقيق هذا الاكتشاف الأثري تم بمشاركة فريق علمي مكون من باحثين من هيئة التراث وجامعة الملك سعود والمركز الفرنسي للأبحاث وجامعة برلين الحرة وجامعة أكسفورد، وذلك ضمن الشراكات العلمية التي تقيمها هيئة التراث مع الجامعات والمراكز المحلية والعالمية.
يذكر أن دراسة حديثة قام بها فريق سعودي عالمي مشترك قدمت نتائج علمية جديدة حول تاريخ موقع الجمل بمنطقة الجوف “شمال المملكة”، حيث كشفت الدراسة المنشورة في مجلة علوم الآثار (Journal of Archaeological Science) بأن هذا الموقع الذي يضم 21 نحتًا مجسمًا (منها 17 نحتًا مجسمًا لجِمال واثنان من فصيلة الخيليات، ونحت آخر لم تتضح هويته) قد يكون من أقدم المواقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي.
وأشارت النتائج العلمية إلى أن الموقع يعود لفترة العصر الحجري الحديث ما بين 5200- 5600 سنة قبل الميلاد، ويتميز بمجموعة من مجسمات الجِمال وحيوانات من فصيلة الخيليات بالحجم الطبيعي، وتختلف في طريقة تنفيذها عن الفن الصخري الشائع في أنحاء المملكة، فهي بارزة بشكلٍ كبير عن الصخرة التي نُحتت منها ولها شكل مجسم، وأظهرت المجسات الأثرية التي تم حفرها بالموقع وجود صناعة حجرية مميزة وكذلك بقايا عظام حيوانية.
واستخدم الفريق العلمي المكون من باحثين من هيئة التراث وجامعة الملك سعود والمركز الفرنسي للأبحاث وجامعة برلين الحرة وجامعة أكسفورد وغيرها، عددًا من الطرق العلمية بهدف معرفة تاريخ الموقع بدقة عالية، وذلك عبر تحليل الأدوات المستخدمة في النحت ودراسة آثار عوامل التعرية والتحلل الطبيعيين، إضافةً إلى جهاز التحليل المشع متعدد الأطياف وطريقة الوهج الحراري، حيث تُعد معرفة تاريخ الموقع من أكبر التحديات التي واجهها الفريق العلمي.
وأشارت النتائج العلمية إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت في نحت هذه الحيوانات المجسمة وربما عمل مجموعة من النحاتين على تنفيذها على مدى فترات زمنية مختلفة، ومن الدلائل على ذلك اختلاف تقنيات النحت المستخدمة، حيث وُجدت أمثلة تشير إلى صيانة الأشكال المنحوتة وأحيانًا القيام بنحت أجزاء جديدة لتكون بديلة عن أجزاء تضررت بفعل عوامل الزمن، واستطاع الفريق تتبع خطوط النحت على الصخور بالرغم من تأثر بعض الأجزاء بعوامل التعرية الطبيعية، ومن ناحية أخرى تم العثور على بعض الأجزاء الساقطة من النحت وإعادتها إلى مكانها.
كما أظهرت نتائج الدراسة للموقع مروره بثلاث مراحل زمنية، تتمثل بمرحلة تنفيذ أعمال النحت على مدى فترة طويلة، وتلتها مرحلة تدل على غياب النشاط البشري وهجر الموقع، ثم مرحلة ثالثة وأخيرة بدأت تتضرر فيها المجسمات المنحوتة وتتساقط بعض أجزائها بفعل العوامل الطبيعية، وتنتمي الصناعة الحجرية بالموقع إلى فترة نهاية العصر الحجري الحديث، التي لا يمكن الجزم تمامًا بأنها معاصرة لفترة نحت المجسمات الحيوانية بالموقع.