وضع له قرصًا منومًا وذبحه في منطقة نائية بمشرط جراح

قاضٍ لـ أب ذبح ابنه بمصر: الإنسان مات في ذاتك ولم نجد لك سبيلًا للرأفة

الخميس ٢٩ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٢:٣٦ صباحاً
قاضٍ لـ أب ذبح ابنه بمصر: الإنسان مات في ذاتك ولم نجد لك سبيلًا للرأفة
المواطن - متابعة

قضت محكمة جنايات المنصورة شمال مصر، أمس الأربعاء، بإجماع الآراء بإعدام الأب المتهم بذبح ابنه بمشرط في الدقهلية، وذلك بعد وصول الرأي الشرعي من فضيلة مفتي الجمهورية في إعدامه.

 

كان المستشار علاء السعدني، المحامي العام الأول لنيابة جنوب المنصورة الكلية، قد أحال المتهم محمود حسن عبدالعظيم علي 40 سنة، مدير مبيعات وتسويق بشركة مقاولات ومقيم بقرية طناح مركز المنصورة لمحكمة الجنايات وجهت له النيابة بعد التحقيقات وتحريات المباحث تهمة قتل ابنه الطفل أدهم 13 سنة، عمدًا مع سبق الإصرار، وفقًا لـ”اليوم السابع”.

الذبح بمشرط جراح:

وجاء في أمر الإحالة، أن المتهم اختمرت في ذهنه نية التخلص من نجله وأعد لذلك السيارة رقم (دج و۸۳۳۹) التي استأجرها لهذا الغرض وقام باصطحابه بداخلها بعيدًا عن أعين أبناء المنطقة، وأعطى له قرصًا منومًا حتى استغرق في النوم وقام بشراء مشرط طبي وذبحه ثم ادعى خطفه.

كما وجهت له النيابة تهمة إحراز مشرط جراحي دون مسوغ قانوني، طالب محامي المتهم بعرضه على مستشفى الأمراض العقلية؛ للتأكد من سلامة قواه العقلية.

كانت مباحث الدقهلية قد كشفت لغز العثور على طفل مذبوح، وتبين أن وراء ذبح الطفل وإلقائه في منطقة زراعية بناحية قرية “ديبو عوام” والده الذي اعترف وقتها بتفاصيل الجريمة وعللها بشقاوته وتكرار مشاكله سواء في المدرسة أو في الشارع لأنه يعاني من فرط الحركة وكهرباء زائدة بالمخ.

وتوصل فريق البحث في الواقعة، أن والد الطفل أدلى بمعلومات خاطئة في الإبلاغ عن الواقعة، ومعلومات متضاربة مما جعل الشكوك تحوم حوله، إلى أن تبين أن والد الطفل وراء ارتكاب الواقعة، وأنه اشترى مشرطًا طبيًّا من صيدلية وذبح ابنه به، وهو ما أكده تقرير الطبيب الشرعي، وأحالته النيابة محبوسًا للمحكمة التي أصدرت قرارها المتقدم.

رسالة القاضي لـ الجاني:

قال القاضي: “بسم الله الرحمن الرحيم. الأحكام والقرارات. (المتهم) محمود حسن عبدالعظيم على، يا محسوب على بني الإنسان جئت ما لم يأته الوحش والطير والحيوان. فبقلب قد من حديد فكرت وقدرت وسعيت وتدبرت وأعددت مشرطًا جراحيًّا ماضيًا في حدته، ونومت ولدك بمنوم، وانتبذت به مكانًا قصيًّا، وأضجعته وذبحته، ومن الذي ذبحت؟ فلذة كبدك وقطعة من روحك.. ما الذي كان يجري في عروقك لو كان دمًا لما ذبحت ثمرة فؤادك؟ ألم يرق له-والمشرط يجري في وزجيه- الحجر الذي بين ضلوعك؟.. ألم تصعق للدم المسفوح الذي هو من دمائك؟ ألم تفقد بعدها صوابك؟.. كلا لأن الإنسان مات في ذاتك.. وإلى الآباء العاقين توجه المحكمة بمناسبة هذه القضية رسالة: أبناؤكم أمانة، هبة ربانية ونعمة عظيمة، أعمِلوا فيهم قول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- “كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته”.. واحذروا قوله: “كفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يعول”.

لم نجد سبيلًا للرأفة:

وأضاف القاضي: “ونعود إلى المتهم. إن المحكمة وهي بصدد المداولة لم تجد لك من سبيل للرأفة، ولا متسع للرحمة؛ فمن لم يرحم الناس لا يرحمه القانون الرادع الزاجر.. فما بالنا بمن لم يرحم ابنه؛ ومن هنا كان إجماع آراء أعضاء المحكمة على وجوب القصاص؛ فقد يكون في موتك بهذا القضاء عظة للناس خير من حياتك.. لذلك وبعد أخذ رأي فضية مفتى الجمهورية والمداولة قانونًا.. وامتثالًا لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلى}، وقوله: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون} (صدق الله العظيم) حكمت المحكمة حضوريًّا بإجماع الآراء بمعاقبة محمود حسن عبدالعظيم علي بالإعدام ومصادرة المشرط الجراحي المضبوط، وألزمته المصاريف الجنائية”.