The Line ونيوم مشروعان سعوديان رائدان لا مثيل لهما عالميًا

أثار إطلاق ذا لاين The Line، وهو مشروع تطوير ثوري داعم للبيئة يقع على مساحة 170 كيلومترًا ويضم العديد من المجتمعات شديدة الترابط، اهتمامًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم عندما تم الكشف عنه في مطلع هذا العام، وهو في نظر المراقبين للمشاريع السعودية، أحد أكثر مشاريع البلد طموحًا حتى الآن، ضمن إطار برامج رؤية 2030.

أما مشروع نيوم فهو كذلك مشروع مستقبلي لتنمية المدن الضخمة بقيمة 500 مليار دولار، وكلا المشروعين مهمان للغاية في ميزان المشاريع السعودية.

قد يهمّك أيضاً

السعودية تؤكد رفضها التام لخطط عمليات الإخلاء والتهجير القسري للمقدسيين

الرياض تتصدر إصابات كورونا الجديدة بـ258 وإجمالي الحالات الحرجة 2235

وتحدثت صحيفة The Rahnuma الهندية إلى بعض الخبراء الذين لعبوا أدوارًا حيوية في تطوير البنية التحتية للمملكة لمعرفة سبب أهمية The Line ونيوم وما الذي يميز كل مشروع عن الآخر، وأيضًا لتقديم نظرة أعمق للابتكارات في قلب المملكة.

The Line ومستقبل المدن الذكية في العالم

وفي هذا الإطار، قال المهندس السعودي فيصل الزيبق، الذي يتمتع بأكثر من 12 عامًا من الخبرة في إدارة وتنفيذ المشاريع العملاقة، كما يمتلك المؤهلات المهنية في تخطيط المدن الذكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، إنه يعتقد أن The Line يمثل لمحة عن مستقبل المدن الذكية في العالم.

وتابع: يعيش المزيد من البشر على الأرض أكثر من أي وقت مضى، والمدن مضطرة للتعامل مع مطالبنا الجديدة، ووفقًا لمعدل التوسع الحالي لدينا، وبكيفية تصميم المدن اليوم، تُظهر الدراسات أنه في المستقبل القريب جدًا، لن تتمتع المدن بالقدرة على الاستمرار ومواكبة متطلبات السكان.

وقال إنه من الرائع رؤية المملكة العربية السعودية تطلق مشروعًا رائدًا لا مثيل له عالميًا مثل The Line.

الريادة في التحول نحو مدن المستقبل الذكية

ويقف ذا لاين وحده كأول مشروع للمدينة الذكية التي يتم فيها إحياء تقنيات العلوم والهندسة المتطورة اليوم، فتعريف المدينة الذكية هو: مدينة تجسد إعادة تعريف التصميم والابتكار والتكنولوجيا، مبنية على الركائز الخمس الجديدة التي تجعل من المدينة مدينة ذكية وهم القرب والكثافة والتنوع والتنقل والاستدامة.

وبصفته خبيرًا في مجاله، قال الزيبق إنه من المثير جدًا أن تكون المملكة في طليعة معالجة المشاكل الحضرية والريادة في التحول نحو مدن المستقبل الذكية.

وشدد الزيبق على أهمية الركائز الخمس التي ذكرها، وقال إن ذا لاين يقدم نموذجًا جديدًا لما يجب أن تكون عليه المدينة الذكية، وما ينتج عنه من تأثير على قابلية العيش.

وفي المدينة الجديدة، لن يكون هناك طرق أو سيارات، مما يجعلها أول مشروع مدينة ذكية لحل مشكلة الازدحام.

وتمثل المدينة الخالية من الانبعاثات والتي تم بناؤها حول الطبيعة، بدون سيارات أو طرق، طريقة حديثة للتفكير في دمج التطورات مع البيئة الطبيعية بدلًا من استبدالها.

ونظام النقل الذكي والفعال سيجعل السفر أسهل ويمنح السكان فرصة لاستعادة الوقت الشخصي الذي يمكنهم استخدامه لتحسين صحتهم ورفاهيتهم.

وتتمتع ذا لاين بالمرونة فيما يتعلق بالمفهوم الاقتصادي حيث يمكن تغيير كيفية الفهم للمساحات والعقارات متعددة الأغراض ومتعددة الاستخدامات، كما أن مجتمع هذه المدينة الذكية سيكون معرفيًا، مما يعني أنها سوف تتعلم من خلال التفاعل المستمر مع سكانها لتصبح أكثر كفاءة واستدامة ومرونة، سيتم تشغيل هذا بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: أعلم أننا على حافة المستقبل ولا يمكنني الانتظار حتى تكون المملكة العربية السعودية أول من ينفذ ذلك.

نيوم والطاقة المتجددة

كما سلط الزيبق الضوء على أهمية خطط نيوم لاستخدام الطاقات المتجددة الفعالة واعتماد أنظمة البنية التحتية اللامركزية التي تستخدم الشبكات الصغيرة لتوليد الطاقة، وهذا يعني أن الوحدات ستكون ذاتية الاستدامة بالكامل، وهو خروج رئيسي عن البنية التحتية التقليدية للطاقة شديدة المركزية والمكلفة المستخدمة على نطاق واسع اليوم.

وقال توم هدسون، العضو المنتدب لشركة الاستشارات الاستراتيجية Kestrel Global ومستشار لبعض شركات التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العالم، والذي حضر أيضًا حفل إزاحة الستار عن نيوم خلال مبادرة الاستثمار المستقبلي الأولى في الرياض في عام 2017: تمتد نيوم من الجزر ذات الطراز المالديفي في المياه الصافية للبحر الأحمر في الغرب، عبر الصحراء، إلى الجبال في الشرق.

ثروة من الفرص

وأضاف: ولأنها مدينة تُبنى من الصفر فإنها تجلب معها ثروة من الفرص.

وقال: على مدى السنوات الماضية، أجرى جميع عملائي التقنيين تقريبًا، سواء كانوا في مجال التنقل أو الطاقة أو النفايات محادثات رائعة مع مختلف أقسام نيوم حول جعل الرؤية حقيقة.

وتابع: إنها لحظات مثيرة في التاريخ الذي يشهد قصة ما يعد أحد أكبر المشاريع في العالم، وأعتقد أن هذا سيكون حقًا منارة لإظهار لبقية العالم كيف يمكن للبشر أن يعيشوا جنبًا إلى جنب مع الطبيعة بطريقة مستدامة تمامًا، مع التكنولوجيا التي تسمح للمقيمين بتحسين حياتهم بأقل تأثير على البيئة.

وستكون جميع الطاقة التي تستخدمها نيوم قابلة للتجديد بنسبة 100% بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوليد الطاقة القائمة على الهيدروجين؛ لضمان بيئات حضرية نظيفة وخالية من التلوث.

وقالت سلمى الشيخ، أستاذة في جدة: أكثر ما أحبه في رؤية 2030 هو أنها لا تتعلق فقط بامتلاك أعظم الأفكار، ولكنها تتضمن رفاهية الإنسان أيضًا، على سبيل المثال، يهدف ذا لاين، إلى خلق 380 ألف فرصة عمل والمساهمة بـ 180 مليار ريال سعودي (38 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي المحلي بحلول عام 2030، في الواقع، أرى الكثير من الفرص للسعوديين في مجالات تتجاوز خيالنا.