آخر حدث كان في 2012 ولن يتكرر حتى 2117

العالم يحتفي بذكرى العبور التاريخي لـ الزهرة 2004

الجمعة ٤ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٨:٥١ مساءً
العالم يحتفي بذكرى العبور التاريخي لـ الزهرة 2004
المواطن- محمد داوود- جدة

تحتفل الأوساط الفلكية بذكرى العبور التاريخي للزهرة 2004، إذ رصد في يوم الثلاثاء الثامن من يونيو 2004، ولأول مرة منذ عام 1882، عبور كوكب الزهرة مباشرة بين الأرض والشمس لمدة ست ساعات، وهو العبور السادس فقط من نوعه منذ اختراع التلسكوب.

اكتشاف أسرار الكون:

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه شوهد هذا الحدث التاريخي في سماء الوطن العربي، حيث رصدت الصورة الظلية لكوكب الزهرة على وجه الشمس، ولم يكن أحد على قيد الحياة حتى ذلك التاريخ شاهد عبور كوكب الزهرة من قبل، مبينًا: أن عمليات العبور السابقة لكوكب الزهرة مكنتنا من اكتشاف الكثير عن نظامنا الشمسي والكون، ففي عام 1716، اقترح إدموند هالي أن يستخدم عبور الزهرة عام 1761 من أجل قياس المسافة باستخدام “اختلاف المنظر”، فمن خلال مراقبة التغير الظاهري في موضع الزهرة على خلفية الشمس كما يُرى من مكانين مختلفين على الأرض، يمكن للمراقبين استخدام علم المثلثات لحساب المسافة من الأرض إلى كوكب الزهرة.

انخفاض ضوء الشمس:

وقال: إن عبور كوكب الزهرة يتسبب في انخفاض طفيف في ضوء الشمس، ومن خلال الملاحظات الدقيقة من الفضاء عملت مهمة كورو في عام 2006، للبحث عن الكواكب الشبيهة بالأرض حول النجوم البعيدة باستخدام أدوات عالية الحساسية لمراقبة الانخفاض الطفيف في السطوع المقاس للنجوم، لكن على الرغم من أن كوكب الزهرة يشبه الأرض كثيرًا من حيث الحجم والكتلة وله مجال مغناطيسي ضعيف جدًّا، إلا أنه تطور بطريقة مختلفة تمامًا، حيث تحيط به رياح بقوة إعصار بشكل دائم مع درجة حرارة سطح أكثر سخونة من فرن المطبخ ومزيج خانق من الغازات الضارة في الغلاف الجوي.

يعتبر نادر الحدوث:

وتابع أبو زاهرة أن عبور الزهرة يعتبر نادر الحدوث جدًّا، لأن مدار الكوكب مائل بما يزيد قليلًا عن ثلاث درجات عن مستوى النظام الشمسي، وهذا يعني أن الزهرة تمر في معظم الأوقات أعلى أو أسفل قرص الشمس كما يُرى من الأرض، مع التنويه بأن آخر عبور للزهرة حدث في يونيو 2012 ولن يرى أي شخص يعيش اليوم العبور مرة أخرى، لأنه لن يتكرر حتى عام 2117.