أضرار كارثية جديدة لـ المشروبات الغازية

رأى استشاري الباطنة الدكتور إبراهيم عبدالعزيز، أن الدراسة الجديدة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية وبينت أن تناول كوبين من المشروبات الغازية يوميًّا، سواء احتويا على سكر أو على مواد تحلية اصطناعيّة، قد يزيد خطر الوفاة المبكرة، مؤشر خطير يبين تأثير السكر الموجود في المشروبات الغازية.

سعادة وخمول وكسل: 

وقال في تصريحات لـ”المواطن“: إن المياه الغازية تصنع من أربعة مكونات هي الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون المذاب تحت الضغط، في الماء ومادة تحلية كالسكر أو شراب الفركتوز أو الأسبارتام، بالإضافة لملونات ونكهات، وبمجرد تناول علبة المشروب الغازي فإن الجسم يستقبل كمية كبيرة من السكر، وهذه الكمية ترفع من مستوى السكر في الدم؛ ما يؤدي إلى إفراز الإنسولين، وبعد مرور ساعة يتم امتصاص الكافيين كليًّا، وبعدها يقوم الجسم بإفراز   الدوبامين، ما يؤدي إلى الشعور بالسعادة، لذا نجد أن الأطفال يندفعون وراء هذه المشروبات يوميًّا، ولكن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون أنه عندما يتحد حامض الفوسفوريك مع الكالسيوم والزنك والماغنسيوم في الأمعاء يسبب ذلك خسارة الكالسيوم والماغنسيوم والزنك التي كان مقررًا أن تتجه للعظام؛ ما يؤدي بمرور الوقت وكثرة الاستخدام إلى الإصابة بهشاشة العظام، وبعد ذلك يزول شعور السعادة ويتبدل بالخمول والكسل وانخفاض السكر في الدم.

قد يهمّك أيضاً

استخدامات لن تتخيلها لـ المشروبات الغازية!

الصحة تحذر من أضرار المشروبات الغازية.. تسبب أمراضاً خطيرة

زيادة تكلس العظام:

وحول أضرار المشروبات الغازية بين الدكتور عبدالعزيز أن الأضرار تبدأ من الأسنان أولًا، إذ بسبب تناول المشروبات الغازية مشكلتين في الفم، وهما التآكل الكيمائي للسن بفعل المياه المكربنة، وتسوس الأسنان نتيجة احتوائها على السكر الذي تتغذى عليه بكتيريا الفم فتفرز الأحماض مفككة بنيان السن، وزيادة الوزن والسمنة المفرطة، زيادة خطورة الإصابة بمرض السكري فالسعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم نتيجة تناول المشروبات الغازية المحلاة تؤثر بشكل سلبي في قدرة الجسم على حرق السكر وبالتالي يبقي البنكرياس تحت ضغط لإنتاج المزيد من الإنسولين، ومع مرور الوقت يصبح الإنسولين أقل حساسية وفاعلية معالجة السكر، بجانب زيادة احتمالات الإصابة بهشاشة العظام وخصوصًا عند الأطفال، فالاستهلاك العالي لها من قبل الأطفال يزيد من فرص تكلس العظام في فترة النمو، بالإضافة إلى مشاكل عديدة أخرى.

مشروب الدايت أخطر:

وتابع عبدالعزيز: يعتقد البعض أن المشروبات الغازية الدايت مفيدة وآمنة لكونها خالية من السكر، وهذا الاعتقاد خاطئ؛ لأن المشاكل الأخرى تكون قائمة سواء في الأسنان أو العظام، لذا يجب تناول مثل العصائر الطازجة، والحليب، واللبن، والماء.

تفاصيل الدراسة العالمية:

وحلّلت الدراسة التي قامت بها “منظمة الصحة العالمية” بيانات أكثر من 450 ألف شخص راشد في 10 دول أوروبيّة تخطّى متوسط عمر المشاركين الـ50 سنة قليلًا ولم يشتمل التحليل في البداية على الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مثل السرطان أو أمراض القلب أو الداء السكري من النوع الأوّل.

انضمّ المشاركون إلى الدراسة بين عامي 1992 و2000، وتابعهم الخبراء على مدى 16 عامًا في المتوسط سُجِّل خلالها أكثر من 41 ألفًا و600 حالة وفاة.

رصد مسببات الوفاة:

وخلال مدّة الدراسة، سُئِل المشاركون عددًا من الأسئلة حول جوانب تتعلق بنمط حياتهم، من بينها ممارسة التمارين الرياضيّة، والتدخين، والوزن، فضلًا عن النظام الغذائيّ والتّغذية، بما في ذلك متوسط استهلاكهم المشروبات الغازيّة والمشروبات المركزة من الفاكهة، ومشروبات الطاقة.

أظهر التقرير، الذي نُشر في مجلة “جاما إنتيرنال ميديسين”، أن 9.3 في المائة من الذين شربوا أقل من كوب واحد من المشروبات الغازية شهريًّا فارقوا الحياة خلال الـ16 عامًا، المدة التي دامتها الدراسة، مقارنة مع 11.5 في المائة من الذين شربوا كوبين أو أكثر من كوب بسعة 250 ملليليترًا يوميًّا.

وفي هذا الصدد، قال الباحثون: إنّه حين أخذ عوامل أخرى في الاعتبار مثل مؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائيّ والنشاط البدنيّ والتدخين والتعليم، ارتفع خطر الوفاة 17 في المائة بين الأشخاص الذين يستهلكون كوبين يوميًّا مقارنة مع الذين يتناولون أقل من كوب شهريًّا.

أمراض الدورة الدموية:

ولوحظ أنّ زيادة الخطر ترتبط بكل من المشروبات المحلاة بالسكر وتلك المُحلاة بالسكر الاصطناعيّ، كذلك لم تختلف النتائج لدى كل من الرجال والنساء.

عندما بحث الخبراء عن أسباب محدّدة للوفاة بين المشاركين، وجدوا أن الاستهلاك المتكرّر للمشروبات الغازيّة المحلاة اصطناعيًّا يرتبط بزيادة خطر الوفاة جراء أمراض الدورة الدموية، وفي الوقت نفسه، ارتبطت المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بزيادة خطر الوفاة نتيجة لأمراض الجهاز الهضمي. كذلك اتصلت أنواع المشروبات الغازية كافة أيضًا بزيادة خطر الوفاة بسبب داء باركنسون.