حدد البدلات والعلاوات.. تفاصيل سلم رواتب الوظائف الهندسية القبض على مخالف لتهريبه 393 كيلو قات في عسير فاتح تريم يقود الشباب رسميًّا مدرب منتخب العراق: أعرف الأخضر جيدًا سفارة السعودية لدى ميانمار: إجازة رسمية من الاثنين المقبل أحمد الكسار: مستعدون لمواجهة العراق رينارد: قبلت التحدي ومباراة العراق قوية أمطار ورياح شديدة على جازان حتى السادسة مساء إحباط تهريب 15.6 كيلو حشيش و26270 قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي خطيب المسجد النبوي: لأئمة السنة والحديث حق عظيم علينا
اختارت تركيا لنفسها أن تسير عكس التيار العالمي طوعًا لا كرهًا، تناطح الكبار، الرأس بالرأس والعين بالعين، تستعرض عضلاتها في سوريا مرة، والعراق مرة أخرى، وتقطع المسافات الطويلة إلى ليبيا للهدف ذاته، غير عابئة بعواقب الأمور، ويتولى رئيسها أردوغان هوايته المحببة في الهجوم على كل الدول القريبة والبعيدة، وانتقاد كل من ينصحه أو يقف في وجه أحلامه الاستعمارية، فعلها أمام الرئيس الأمريكي السابق ترامب، ورئيس فرنسا ماكرون، ومستشارة ألمانيا ميركل وغيرهم كثيرون.
في وقت سابق، كان هذا المشهد يحظى بالإعجاب وأحيانًا التصفيق من البعض الذين تخيلوا أن أردوغان رجل قوي، لا يهاب أحدًا، ولا يخشى في الحق لومة لائم، إلا أن هذا المشهد لم يستمر طويلًا، ليدرك الجميع أن أردوغان ظاهرة حنجورية، يتكلم كثيرًا ولا يفعل شيئًا، أما أردوغان نفسه فعرف إنه وقع في خطًا فادح، سيكلفه منصبه السياسي، بعدما انقلبت عليه المعارضة والعالم.
تركيا تحت حكم أردوغان، ترفض أن تكون دولة طبيعة، تتمتع بعلاقات طيبة مع بقية الدول، وفي مقدمتها الجيران، وكأن أحدًا ما همس في أذن الرئيس بأن التعالي والتغريد خارج السرب، يضمن له أن يكون خليفة المسلمين المنتظر، ويجعل من بلاده عضوًا في الاتحاد الأوروبي، ويدفع الجميع إلى خطب ود أنقرة والتقرب منها، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا.
أردوغان كم هو مسكين، وهو يتودد اليوم إلى من كان ينتقدهم في الأمس، يتنازل عن أحلامه حلمًا بعد آخر، من أجل تصحيح أخطاء الماضي، يغازل مصر، ويبتسم لأمريكا، ويمد يديه إلى فرنسا، ويلوح نفاقًا لجيرانه، ولكنه رغم ذلك، نسى أن يوعز لوزير داخليته سليمان صويلو بأن يخفف من حدة تهديداته، فأطلق صويلو العنان للسانه وهدد السياح بالاعتقال إذا لم يلتزموا بالأنظمة والتعليمات، وكأنه يقول لهم ارحلوا عن بلادنا، لا نريدكم عندما مرة أخرى، في وقت تحتاج فيه أنقرة إلى العملة الصعبة لدعم عملتها المحلية واقتصادها المترنح، من مسلسل الانهيار المتواصل.
ومع قرب رفع الحظر لسفر المواطنين إلى الخارج، يفعل السعوديون خيرًا إن هم قاطعوا السفر إلى تركيا، واستبدلوها ببلاد أخرى، خاصة أن ذاكرة السعوديين لا تنسى أبدًا ما حدث لهم في تركيا من تعدٍ وهجوم وسرقة أمتعتهم وجوازات سفرهم، وكأنهم في بلاد علي بابا والأربعين حرامي، وليس في بلد سياحي من المفترض أن يرحب بالسياح ويوفر لهم الأمن والأمان.
تعامل تركيا مع المحيطين بها غير طبيعي وغير مُبرر، لا ينم عن سياسة عامة تسير عليها البلاد لتحقيق حزمة أهدافها العامة، أو بمعنى أدق، أردوغان لا يدرك ماذا يريد بالضبط، تارة “مع”، وتارة “ضد”، فسيطر التخبط على قراراته وتحركاته وتصرف وزرائه أيضًا، ومثل هذا المشهد نهايته مأساوية لا محالة.
عبدالله العثامنه
اردوغان
شحدَ المودة من العرب؛ ودَّ لو يشحدون.