بدأت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، إنتاجها منذ 83 عاماً، وكان مثل هذا اليوم 4 مارس من عام 1938؛ بداية عهد إنتاج النفط من أول بئر وهي بئر “الدمام 7″، وذلك بعد 5 سنوات من التنقيب ومحاولات استخراج النفط.
حُفرت أول بئر اختبارية في الظهران عام 1935، دون نتائج ملموسة في الإنتاج، وفي أبريل من نفس العام تقرر العمل في حفر بئر الدمام رقم (1) وبعد سبعة أشهر أنتجت البئر دفعة قوية من الغاز وبعض بشائر النفط، ولكنّ عطلًا في المعدات أجبر طاقم الحفر على إيقاف تدفق البئر حيث جرى سدها بالأسمنت، ليتم حفر بئر الدمام (2)، واستبشر الجميع بتدفق النفط بمعدل 335 برميلًا في اليوم، ثم زاد إلى 3840 برميلًا يوميًا بعد المعالجة بالحامض.
وكانت النتائج مشجعة؛ ما أدى إلى حفر آبار الدمام 3 و4 و5 و6، لكن دون النجاح المطلوب، فيما قل الإنتاج من البئر (2) إلى 100 برميل يومياً، ليصدر القرار بإعداد بئر الدمام رقم 7 لتكون بئر اختبار عميقة.
بدأ حفر بئر الدمام 7 في ديسمبر 1936، وكانت النتائج في البداية مخيبة والأعطال كثيرة، ولكن في أكتوبر 1937 انتبه الحفارون إلى نحو 5.7 لتر من النفط في طين الحفر المستخرج من البئر، مع بعض الغاز، ليواصل الفريق العمل بالبئر حتى كان يوم 4 مارس 1938، حيث أنتجت البئر 1585 برميلًا في اليوم، ثم ارتفع الإنتاج إلى 3690 برميلًا بعد 3 أيام، وتواصل الارتفاع حتى وصل إلى 3810 براميل في اليوم السادس ليطلق عليها “بئر الخير”.
أنتجت بئر الدمام 7 (بئر الخير) نحو 6 آلاف برميل يومياً من النفط الخام، واستمرت في ضخ الخام مدة 44 عاماً متواصلة، قبل إعلان غلقه بالأسمنت عام 1982، إذ أنتجت البئر 32.5 مليون برميل تراكمي.
وتوجه الملك عبدالعزيز – رحمه الله – لزيارة الظهران برفقة وفد ضم نحو ألفي شخص، وأُقيمت احتفالات ضخمة بهذه المناسبة، وتزامنت زيارة الملك مع اكتمال خط الأنابيب من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة، بطول 69 كيلومتراً وذلك في أتوبر عام 1938.
وفي مايو عام 1939 استقبل ميناء رأس تنورة ناقلة النفط “سوكال دي جي سكوفيلد”، حيث دشّن الملك عبد العزيز – رحمه الله – أول شحنة من النفط السعودي إلى خارج المملكة، حيث صعد الملك على متن الباخرة وقام بفتح الصمام لضخ النفط إلى الباخرة.
حصلت شراكة لتأسيس كيان نفطي سعودي أمريكي مشترك، هو نتاج شركتي سوكال وتكساكو الأمريكيتين، تحت مسمى الشركة العربية الأمريكية للزيت – أرامكو الأمريكية وذلك عام 1944.
وتحولت المملكة إلى منتج رئيس للنفط من خلال أرامكو، التي كان مقرها نيويورك، قبل أن تُنقل في خمسينات القرن الماضي إلى مدينة الظهران وذلك مع تطور إنتاج النفط الخام، ومد خطوط أنابيب من المملكة وصولاً إلى سواحل البحر المتوسط عبر لبنان.
ومع نمو الإنتاج من النفط أصبحت المملكة في ستينيات القرن الماضي أول دولة حول العالم تنتج مليار برميل من النفط الخام، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 2.74 مليون برميل.
في سبعينيات القرن الماضي قامت المملكة بشراء 25% من شركة أرامكو العربية الأمريكية، لترتفع حصتها في الشركة إلى 60%، ثم 100% في ثمانينيات القرن الماضي، لتقود المملكة بعد مرور 83 عاماً من الإنتاج، سوق النفط العالمي بالتعاون مع منظمة أوبك والتي تعتبر المملكة أهم أعضائها، إضافة إلى روسيا أكبر المنتجين من خارج المنظمة، لتنظيم سوق الخام عالمياً.