طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
أكد الدكتور إبراهيم النحاس، أن المملكة والولايات المتحدة شركاء لدعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وأوضح النحاس في مقاله المنشور في صحيفة الرياض اليوم الأربعاء، أن الأهداف الإيجابية التي تسعى لتحقيقها الولايات المتحدة المتمثلة بتعزيز الأمن والسلم والاستقرار ومكافحة النُظم المتطرفة والتنظيمات والأحزاب الإرهابية، تتوافق تماماً مع الأهداف السياسية السَّامية التي تسعى المملكة لتحقيقها على مدى العقود الماضية.
وجاء في نص المقال ما يلي:
“الرئيس جوزيف ر. بايدن، ج ر. تحدث اليوم مع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ليؤكد على الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية”… (وأضاف الخبر بأن) الرئيس أخبر الملك سلمان بأنه سيعمل لجعل العلاقات الثنائية قوية وشفافة قدر الإمكان. القائدان أكدا العلاقات الطبيعية التاريخية واتفقا للعمل معاً لتحقيق المصالح ذات الاهتمام المشترك”. (مترجم)
هكذا صرح البيت الأبيض، في 25 فبراير 2021م، ليُعبر عن عمق العلاقات التاريخية الطبيعية التي تجمع المملكة والولايات المتحدة والتي تميزت على مدى ثمانين عاماً بأنها علاقات استراتيجية على جميع المستويات وفي كل المجالات، وللتأكيد على استراتيجية هذه العلاقات الثنائية التاريخية التي عبر عنها رئيس الولايات المتحدة جوزيف بايدن، بثت واس، في 26 فبراير 2021م، الخبر التالي: «… وقد أكد خادم الحرمين الشريفين، وفخامة الرئيس الأمريكي خلال الاتصال، على عمق العلاقة التي تربط بين البلدين، وأهمية تعزيز الشراكة بينهما بما يخدم مصالحهما ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم».
نعم، وعلى مدى عقود مديدة من العمل المشترك على جميع المستويات وفي كل المجالات، ساهمت هذه العلاقات الاستراتيجية السعودية – الأمريكية مساهمة كبيرة جداً في خدمة المصالح المشتركة للشعبين والدولتين، واستطاعت الدولتان من خلال التنسيق الثنائي عالي المستوى من دعم الأمن والاستقرار العالمي، والمحافظة على سلامة الملاحة البحرية، ومكافحة ومحاربة التنظيمات والجماعات والعناصر المُتطرفة والإرهابية.
ولتأكيد أهمية العمل والتنسيق المشترك بين الحلفاء والأصدقاء للوصول لعالم أكثر أمناً واستقراراً، أشار الدليل الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي الأمريكي، المعتمد في مارس 2021م والمنشور باللغة الإنجليزية على الموقع الالكتروني للبيت الأبيض، على ذلك بقوله: “لعقود، حلفاؤنا وقفوا بجانبنا ضد الأعداء والتهديدات المشتركة، وعملوا يداً بيد لتعزيز قيمنا ومصالحنا المشتركة”. (ص 10).
وفي الوقت الذي تشهد أحداث التاريخ للإنجازات العظيمة التي تحققت في سبيل تعزيز الأمن والسلم والاستقرار من خلال التنسيق المشترك والتحالف الاستراتيجي الذي يجمع المملكة بالولايات المتحدة مثل تحرير الكويت عام 1991م، ومواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي منذ التسعينات، ومُحاربة تنظيم داعش الإرهابي خلال العقدين الأخيرين، والتعاون الأمني لمواجهة التنظيمات والأحزاب الإرهابية والحركات الراديكالية، وتعزيز الأمن والاستقرار في الدول الهشة والفاشلة، وتقديم المساعدات الإنسانية للمهجرين واللاجئين، والسعي للقضاء على الجوع والفقر والأوبئة في الدول الفقيرة؛ يأتي الدليل الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي الأمريكي ليؤكد مُجدداً أهمية العمل بين الولايات المتحدة وحلفاءها حول العالم، ومن هؤلاء الحلفاء المملكة، لمواجهة النُظم السياسية المتطرفة التي لا تعترف بالقانون الدولي، وتتبنى التطرف والإرهاب، وتسعى لزعزعة أمن واستقرار المجتمعات، ومن ذلك الذي نص عليه التقرير، الآتي: “الفاعلين الإقليمين مثل إيران وكوريا الشمالية مستمرون لتغيير قواعد اللعبة في القدرات والتكنولوجيات، في الوقت الذي تهدد حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، وتتحدى الاستقرار الإقليمي”. (ص 8).
إن الأهداف الإيجابية التي تسعى لتحقيقها الولايات المتحدة المتمثلة بتعزيز الأمن والسلم والاستقرار ومكافحة النُظم المتطرفة والتنظيمات والأحزاب الإرهابية، تتوافق تماماً مع الأهداف السياسية السَّامية التي تسعى المملكة لتحقيقها على مدى العقود الماضية؛ حيث ساهم هذا التوافق الاستراتيجي، بالإضافة للإمكانات الكبيرة التي تتميز بها الدولتان على جميع المستويات، في تجنيب المجتمع الدولي الكثير من المآسي الإنسانية، ووقف تمدد الجماعات الإرهابية وكشف مخططاتها الهدامة. وللتأكيد على هذا التوجه المهم لتعزيز العلاقات بين الدولتين وأهمية المحافظة على استراتيجية العلاقات التي تجمعهما، قال جيمس بيكر (وزير خارجية الولايات المتحدة من 1989 – 1992م) ببرنامج Face the nation على قناة CBS في فبراير 2015م عند سؤاله عن الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة في معالجة المشاكل التي يُمكن أن تحدث على المستوى العالمي، وخاصة بالعالم الإسلامي، أجاب بالتالي: “السعودية اليوم ركن أساسي من أركان الاستقرار في المنطقة، والدولة الأكثر استقرارا. فإذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط نجد أن معظم الدول المجاورة للمملكة دول فاشلة الآن.. فنحن نحتاج السعودية لأنها كانت تاريخياً وما زالت الحليف الأكثر ثقة.. فالسعودية مفتاح الحسم في التعامل مع الكثير من المشاكل التي قد تواجه المجتمع الدولي”.
إن هذه المواقف الإيجابية التي تسعى لتعزيز العلاقات الاستراتيجية السعودية – الأمريكية أكدت عليها مجدداً إدارة الرئيس بايدن، أواخر فبراير 2021م، من خلال تصريح وزير خارجيته أنتوني بلينكن حيث قال: أود أن أقول بأن العلاقة مع المملكة علاقة مهمة. فلدينا مصالح كبيرة ومستمرة. وسنظل ملتزمين بالدفاع عن المملكة. وكذلك تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض السيدة جنيفير ساكي التي قالت في لقاء تلفزيوني: أن المحافظة على علاقاتنا مع المملكة يصب في مصلحة الولايات المتحدة. وكذلك تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية السيد نيد برايس حيث قال: نهدف أن نجعل هذه العلاقة الممتدة إلى قرابة ثمانين عاماً مستمرة في المستقبل.. (وأضاف) أن الأمر الذي لا يمكن إنكاره هو أن المملكة العربية السعودية دولة لها نفوذ وتأثير مهم جداً في العالم العربي وخارجه.
وفي رسالة مباشرة للتأكيد وللتعبير عن أهمية واستراتيجية العلاقات السعودية – الأمريكية، وعمل الدولتين المستمر في سبيل مواجهة الأعمال العدائية والإرهابية التي تستهدف أمن المملكة، وتسعى لزعزعة استقرار المجتمع والاقتصاد الدولي، بادرت سفارة الولايات المتحدة في الرياض بالتعبير عن موقف الولايات المتحدة المؤيد صراحة وبشدة للمملكة، ويدين صراحة وبشدة الهجمات الإرهابية الحوثية التي استهدفت المملكة في 7 مارس 2021م، وذلك من خلال إصدارها تصريحين عبر موقعها الرسمي في تويتر، حيث تضمن التصريح الأول، الآتي: تقف الولايات المتحدة إلى جانب المملكة العربية السعودية وشعبها.
إن التزامنا بالدفاع عن المملكة وأمنها أمر ثابت.» وتضمن التصريح الثاني، الآتي: تدين السفارة الأمريكية الهجمات الحوثية الأخيرة على المملكة العربية السعودية. تُظهر اعتداءات الحوثيين الشنيعة على المدنيين والبنية التحتية الحيوية عدم احترامهم للحياة البشرية وعدم اهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام.
وفي الختام من الأهمية القول بأن الشراكة التاريخية والعلاقة الاستراتيجية التي تجمع المملكة والولايات المتحدة قامت على أسس صحيحة وسليمة أساسها الثقة والصدق والاحترام المتبادل، وأدواتها الالتزام التام والتعاون الإيجابي في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وأهدافها تحقيق مبادئ القانون الدولي، وغاياتها خدمة المصالح المشتركة للشعبين والبلدين وتعزيز الأمن والاستقرار الدولي. إنها أسس راسخة ساهمت ببناء استراتيجية صلبة في الماضي، وعززت شراكة العمل والتعاون في الحاضر، وستساهم في المستقبل بتعميق وتوطيد العلاقة والشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع المملكة والولايات المتحدة كما تضمنت كلمات وتصريحات القائدين الكبيرين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والرئيس الأمريكي جوزيف بايدن.